" انتخبوني.. انتووا مش عارفين إني مناضل ولا إيه ...لا ده أنا مناضل كبير ..ده أنا داهية سياسية مسيحية....ده أنا أبن خالد محيي الدين و خليفته وهحافظ علي كرسيه واستأذنت عائلته كمان أني ادخل الانتخابات في دائرته....انتخبوني بقي لأني هموت لو منتخبتونيش...انتخبوني ده أنا بلوة سودة ... أنا اجدع من عتريس...أنا أشجع من عتريس...أنا ثورجي أنا شراني"...أنت مين يا عم أنا فين؟؟ لقد اختلط علي الأمر وأنا أتابع احدث تصريحات المخرج السينمائي خالد يوسف التي لا اعرف لماذا ذكرتني بهذا المشهد الفذ للعبقري احمد توفيق في فيلم "شيء من الخوف" بعد أن وجدت أن خالد يوسف قرر بكامل إرادته السياسية أن يضع نفسه في مقارنات ستضره ؟؟ وقد يكون اختلاط الأمر نتيجة أن شر البلية ما يضحك وهل هناك بلية أكثر من محاولة خالد يوسف مخرج الأفلام المتحررة فى الشكل والمضمون أن يربط اسمه باسم السياسي العظيم خالد محيي الدين _ احد قادة ثورة يوليو وضباطها الأحرار. الصاغ الأحمر الذي دفع ثمنا باهظا لأفكاره وآرائه واتجاهاته السياسية التي لم يتخل أو يحيد عنها .... والذي يريد الآن خالد يوسف صاحب الأشرطة السينمائية المثيرة للجدل مثل "هي فوضي وحين ميسرة والريس عمر حرب ودكان شحاتة وكلمني شكرا " أن يحتل مقعده في البرلمان ويخرج علينا ويقول إنه سيموت إن لم ينل كرسيه حيث يعتبر نفسه احد أبنائه!! أين أنت يا سيد خالد من المقارنة من أي نوع وعلي أي مستوي مع خالد محيي الدين ؟؟ وألا تفضل أن ألقبك بالمهندس خالد كما تكتب في أوراق دعايتك وكأنك تتنصل من تاريخك الفني مقابل كرسي البرلمان!!...نعم هو تاريخ قد يري الكثيرون أنه لا يليق بعضو برلماني لكن ماذا يمكن أن تفعل في تاريخ قدمت فيه أسوأ ما في مصر سلوكيا وأخلاقيا .. فشوهت الطبقة الشعبية وحرضت علي الشرطة وآثرت أحقادا طبقية وبشرتنا بثورة جياع ...فالسينما التى قدمتها في اغلبها ضد الدولة المصرية بكل مؤسساتها المتاح نقدها وكل قيمها وأخلاقياتها المجتمعية والدينية بعد أن تحول العري لديك فيها لغاية إستراتيجية تجارية. .. ومن المهم أن نعود للسؤال أين أنت من خالد محيي الدين لتري نفسك أهلا للاقتراب منه ...وما وجه إعجابك به لتقول إنك من أحد أبنائه ؟؟ ألم يخبرك احد انه راجل عسكري وأنت من الينايرجية أصحاب شعار يسقط حكم العسكر!! أيضا خالد محيي الدين رجل دولة عندما علم أن مواقفه السياسية قد تسبب بلبلة في الدولة تهز أركانها أو تزعزع هيبتها في مرحلة بناء ما بعد الثورة فضل الانسحاب من المشهد في هدوء...أما أنت فتريد أن يدفع الوطن الثمن لطموحاتك وطموحات زملائك الينايرجية الراغبين في كرسي البرلمان ولو كان في ذلك إضرار بهيبة وشكل البرلمان...والدليل تاريخك الفني والسياسي المناهض للدولة المصرية هذا التاريخ الذي سيلاحقك أينما ذهبت وسيثير جدلا ولغطا وانقساما لمصر ليست في حاجة إليه الآن !! تريد أن تجلس علي مقعد خالد محيي الدين بالبرلمان ....هذا المقعد الذي جلس عليه اليساري الشريف بتاريخه السياسي وعطائه المتواصل لمصر ولأهل الدائرة.. في الوقت الذي قررت أن تهرب من تاريخك الفني وتتنصل منه، واقتصر عطاؤك لأهل الدائرة حتى الآن علي شنط الزيت والسكر...والغريب انك وضعت صورك بكل فخر علي عطاياك لرعاياك يا مولانا خلال شهر رمضان وما بعده!! ....والسؤال هنا ما أوجه الشبه بينك وبين خالد محيي الدين؟ لأنه لا توجد أي أوجه شبه إلا محل الميلاد ...ولكن ما وجه الاختلاف بينك وبين حزب النور وقبله الإخوان وقبلهم الحزب الوطني في استخدام ارخص الوسائل في شراء الأصوات وذمم وضمائر الناخبين مستغلا بذلك حاجتهم!! أين أنت من خالد محيي الدين الذي تخلي طوعا عن رئاسة حزب التجمع إيمانا منه بضرورة تداول السلطة ...وظل بين أهل دائرته يخدمهم بلا مقابل حتى أعجزته سنوات العمر عن الاستمرار في العطاء.... أين أنت من كل هذا وتاريخك السياسي يحسب عليك ...فأنت كنت ومازلت عضوا في تيار ال3% عفوا اقصد التيار الشعبي لحمدين صباحي الذي لا يجيد أى من أعضائه الشباب إلا الهتاف ضد جيش بلدهم وشرطتها ...وأنت ممن يرون أن ثوار يناير سواء من أبناء التيار الشعبي أو غيره من الحركات والكيانات السياسية التي احترفت الفوضى وأثيرت حول مواقفها الوطنية الملايين من علامات الاستفهام فوق الدولة المصرية وأمنها واستقرارها بدليل مطالبتك الدائمة بالعفو عن مساجين صادر ضدهم أحكام قضائية في جرائم شغب وبلطجة ضد قانون التظاهر ممن تصنفهم كأصحاب رأي!! تقول يا باشمهندس خالد إنك ستموت كمدا إذ لم تفز بكرسي خالد محيي... ألهذه الدرجة المناصب والكراسي ثمينة لديك ... كنت اعتقد انك ستقول إنني سأموت كمدا إذا لم تعد مصر لسابق عهدها من حيث القوة والاستقرار والأمن..كنت أظن - وان بعض الظن إثم- إنك ستقول إنني سأموت كمدا إذا لم تنتصر مصر في معركتها الوجودية التي تخوضها ضد التقسيم والتفتيت والإرهاب!! لكن طالما قررت الموت من اجل الكرسي فلك مطلق الحرية في اختيار الهدف الذي تموت من أجله...لكن لتعلم أن الكرسي الذي يأتي بالزيت والسكر....والشنط التموينية والوعود البراقة بالتوظيف وحل المشاكل وبمساندة أموال رجال الأعمال هو كرسي فيه سم قاتل...كرسي لا يشبه من قريب أو بعيد كرسي خالد محيي الدين!! بقلم :الهام رحيم