أصدر العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الثلاثاء، أمرا ملكيا بإعفاء الأمير بندر بن سلطان من منصب رئيس جهاز المخابرات العامة بناء على طلبه وتعيين نائبه، الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي بمهام هذا المنصب. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الأمر الملكي الذي جاء فيه: " بعد الاطلاع على المادة الثامنة والخمسين من النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ/ 90 بتاريخ 27/ 8/ 1412ه، وبعد الاطلاع على نظام الوزراء ونواب الوزراء وموظفي المرتبة الممتازة الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 10 بتاريخ 18/ 3/ 1391ه، أمرنا بما هو آت: أولاً: يعفى صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة من منصبه، بناءً على طلبه، ثانياً: يكلف الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي بالقيام بعمل رئيس الاستخبارات العامة ولم يُعرف عن الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي، الذي عُيِّن رئيساً للاستخبارات العامة الكثير, ويعتبره البعض شخصيةً غامضةً في هذا الجهاز, وهي عادة ترجع لخصوصية هذا الجهاز ورجال المخابرات في العالم. لكن المتتبع لجهاز الاستخبارات العامة ليفاجأ بوصول الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي نائب رئيس الاستخبارات العامة إلى قيادة هذا الجهاز, نظراً لحصوله على ثلاث ترقياتٍ في فترةٍ وجيزة جداً, بثلاثة أوامر ملكية وضعته على سدة الرئاسة العامة للاستخبارات, حيث في 19-11-1433 صدر أمرٌ ملكي بتعيينه نائباً لرئيس الاستخبارات العامة بدلاً من الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز، وفي 7-9- 1434 تمت ترقيته برتبة فريق ركن أول إبّان تولي الأمير بندر بن سلطان رئاسة الاستخبارات العامة، ويوم أمس صدر أمرٌ ملكي بتكليفه بقيادة الاستخبارات العامة السعودية, كأول شخصٍ يقود هذا الجهاز الحسّاس من خارج أفراد الأسرة الحاكمة منذ 38 عاماً تقريباً. فقد توالى على رئاسته بعد نشأته ثلاثة من خارج أسرة آل سعود، وهم: محمد بن عبد الله العيبان، واللواء سعيد بن عبد الله كردي، وعمر بن محمود شمس، وبعدها تولى الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئاسة المخابرات السعودية، ومن بعده الأمير نواف بن عبد العزيز آل سعود، ثم الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، إلى أن تم تعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، قبل إعفائه من منصبه، أمس، وتكليف الفريق الإدريسي مكانه. وتنتظر من الرئيس الجديد للمخابرات السعودية ملفات ضخمة, تحتاج إلى التعامل معها بحنكة وصرامة, أبرزها الملفات السورية واليمنية والإيرانية, والاضطرابات في العراق ولبنان, وعديد من القضايا الملتهبة في المنطقة, والتي تمر بأحداثٍ مفصلية قد تغيّر خريطة الشرق الأوسط ومستقبله. ولرئاسة جهاز الاستخبارات العامة مجمع شامل في العاصمة الرياض, يحتوي على مبانٍ متعدّدة ومراكز تدريب وتأهيل، وهناك مكاتب داخلية في مدينتَي الخُبر وجدة، ومكاتب خارجية في الدول ذات الاهتمام. وتتبع لرئاسة الاستخبارات العامة أكاديمية ومركز ومدرسة: أكاديمية علوم الأمن الوطني وهي مختصّة بتدريب وتأهيل منسوبي الرئاسة والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى, في مجال فنون ومهارات العمل الاستخباري, ويقع غرب مدينة الرياض، ومركز ومدرسة الملك عبد الله للأمن الخاص بمدينة الطائف, وهما مختصّان بمجال تدريس فنون وأساليب المهمات والعمليات الخاصّة لضباط الاستخبارات العامة والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى للقيام بأي مهمة عسكرية خارج المملكة.