بعد حوالى 8 سنوات من الغيبوبة الدماغية "الموت السريرى" للإسرائيلى آرئيل شارون، توقع عدد من الأطباء الإسرائيليين المشرفين على حالته الصحية وفاته ما بين الساعات القادمة حتى أربعة أيام قادمة، وأوضح الأطباء أن قرار إعلان وفاة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بات فى قرار من عائلته، بعد تدهور خطير طرأ على حالته الصحية. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الخميس، إن صحة رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، البالغ من العمر 84 عاماً، تدهورت بشكل سريع خلال الأيام الأخيرة. وأصيب شارون بجلطة دماغية خفيفة نهاية ديسمبر عام 2005، ومكث فى المستشفى لفترة قصيرة قبل أن يغادرها، وفى 4 يناير من عام 2006، وبعد عدة أيام من الحادث الأول، أصيب بجلطة دماغية قوية ودخل المستشفى مرة أخرى، ونقلت صلاحياته إلى القائم بأعماله فى حينها إيهود أولمرت، ومنذ ذلك الحين وهو فى غيبوبة دماغية مستمرة. وأضافت معاريف، أن أسباب طبية ورفض عائلته حالت دون نقل شارون على وجه السرعة إلى مستشفى "سوروكا"، مشيرة إلى أنه كان هناك توجه لنقله إلى مستشفى هداسا "عين كارم" فى القدسالمحتلة، لكنه لم يتم. وفى السياق نفسه قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن بعض الأجهزة فى جسمه توقفت تماما عن العمل مثل الكليتين، موضحة أنه فاقد للوعى، وتم نقله للعناية المركزة بالمستشفى الموجود بها حاليا بمدينة "تل هاشومير". ويعتبر شارون رئيس الوزراء ال11 لدولة الاحتلال الإسرائيلى، وكان قد شغل منصب وزير فى حكومات إسرائيلية عديدة، وقاد جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حرب لبنان الأولى عام 1982 عندما كان وزيراً للدفاع. عمل شارون كمستشار أمنى لإسحاق رابيين، ثم شغل منصب وزير الزراعة بين الأعوام 1977 إلى 1981، وفى فترة رئاسة مناحيم بيجين للحكومة الإسرائيلية، عمل شارون كوزير للدفاع، وفى عام 1982 وخلال توليه تلك الوزارة، ارتكبت الميليشيات المسيحية اللبنانية مجزرة فلسطينية فى مخيم "صبرا وشاتيلا" فى العاصمة بيروت. وكانت هذه الميليشيات اللبنانية قد تحالفت مع إسرائيل وتعاونت مع قوات الجيش الإسرائيلى خلال احتلال الجيش الإسرائيلى لبيروت فى يونيه 1982، فطالبت المعارضة الإسرائيلية بإقامة لجنة لتحقيق دور الحكومة الإسرائيلية فى ممارسة المجزرة. فى بداية 2001، أقام أقارب ضحايا مخيم صبرا وشاتيلا دعوى قضائية فى بلجيكا ضد شارون لتورطه فى أحداث المجزرة، إلا أن محكمة الاستئناف البلجيكية أسقطت القضية لعدم اختصاص القضاء البلجيكى بالنظر فيها، وذلك فى يونيه 2002. وفى 28 سبتمبر عام 2000 قام شارون بتدنيس الحرم القدسى الشريف بالقدسالمحتلة، رغم معارضة شديدة من قبل لجنة الوقف الإسلامى التى تدير الحرم والقادة الفلسطينيين، وأدت الزيارة إلى اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين الذين تظاهروا ضدها، انتهت ب20 شهيدا و100 جريح، وفى اليوم التالى انتهت صلاة الجمعة فى مسجد الأقصى بمظاهرات ضد تدنيس شارون للحرم الشريف، وتدهورت المظاهرات إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية وكانت أول حدث بانتفاضة الأقصى التى استمرت 4 سنوات تقريبا، واستشهد حينها حوالى 9000 فلسطينى خلال 3 سنوات فقط. قاد السفاح الإسرائيلى عملية "السور الواقى" فى عام 2002 عندما كان رئيساً للوزراء، وفى عام 2003 بعد أن انتخب لولاية ثانية رئيساً للوزراء حدث تغير ملموس فى سياسات شارون، حيث أعلن عن خطة الانفصال فى عام 2005 التى شملت إخلاء كافة مستوطنات قطاع غزة، وكذلك أربع مستوطنات فى شمال الضفة. وفى عام 2004 أشرف بنفسه على عملية اغتيال مؤسس حركة حماس فى قطاع غزة الشيخ "أحمد ياسين" واغتيال نائبه "عبد العزيز الرنتيسى" الذى استشهد بعد ياسين بأقل من شهر. وفى نوفمبر عام 2005، أعلن استقالته من حزب "الليكود" وقام بتأسيس حزب "كاديما" الذى يرأسه الآن نائب الكنيست شاؤول موفاز بمقعدين فقط فى الكنيست. وقال شارون حينما كان وزير الخارجية عام 1998 فى خطاب متطرف عبر الإذاعة العامة الإسرائيلية: "جميعنا يجب أن يتحرك.. يجب أن نستولى على مزيد من الأرض والتلال، يجب أن نوسع بقعة إسرائيل التى نعيش عليها، فكل ما بين أيدينا لنا، وما ليس بأيدينا يصبح لهم". الجدير بالذكر، أن ذلك يأتى فى الوقت الذى يحتجز فيه رئيس الوزراء الحالى بنيامين نتانياهو، داخل أحد المستشفيات بالقدسالمحتلة لإجراء فحوصات طبية على معدته.