منذ عدة أيام كتب الأستاذ صلاح منتصر فى عموده الثابت بالأهرام مقالا ناقش فيه مشكلات سكان حى الزمالك مع أصحاب المقاهى والمطاعم والباعة الجائلين وغيرها من المشاهد العشوائية التى باتت تهدد هذا الحى الهادىء .. وقد دفعت استغاثات المواطنين بها وتهديدهم باللجوء للتظاهر بالحى إلى قيام البلدية بحملات عديدة ومتكررة ضد أصحاب المقاهى والمطاعم .. فكان رد فعل أصحاب المقاهى هو تنظيم مسيرات إحتجاجية بالزمالك .. وكانت رابطة سيدات الزمالك قد نظمت وقفة احتجاجية شارك فيها حوالي 30 من سيدات الحي لمطالبة محافظة القاهرة بغلق جميع مقاهي ومطاعم حي الزمالك، وهو المطلب الذي استجاب له المحافظ على الفور. كما نظّم العشرات من سكان حي الزمالك وقفة احتجاجية أمام حديقة الأطفال بشارع أم كلثوم احتجاجا على قرار تأجير الحديقة وتحويلها إلى مقهي ، لصالح بعض الاشخاص.. وفى المقابل نشر أصحاب مقاهي ومطاعم الزمالك ومئات من العاملين بيانا أكدوا فيه قيامهم بتنظيم مسيرة تجوب شوارع الحي العريق وهم يحملون أدوات المقاهي والمطاعم من صحون ومقاعد وصواني وأكواب، في إشارة رمزية إلى معاناتهم مع البلدية التي تطارد نشاطهم، وتجبرهم على الفرار بشكل شبه يومي حاملين هذه الأدوات. وترفع المسيرة شعارات تطالب بتقنين أوضاع المقاهي والمطاعم، وتنظيم شروط عملها في الزمالك بشكل يحافظ على الطابع الخاص للحي، مع عدم الإضرار باستثماراتهم التي تجاوزت 80 مليون جنيه، وتفاديا لتشريد العاملين الذين يبلغ عددهم ما يزيد على أربعة آلاف عامل وموظف. وكان أصحاب المقاهي قد حاولوا التفاوض مع محافظة القاهرة للتوصل إلى حلول لأزمتهم التي تفاقمت في الفترة الأخيرة، لكن المحافظ رفض فكرة الحوار مما اضطرهم إلى التعبير عن مشكلتهم بهذه الطريقة الطريفة واحتجاجا على رفض محافظ القاهرة تقنين أوضاعهم. يقول عمر أبو زيد، أحد أعضاء رابطة مقاهي ومطاعم الزمالك أنه على العكس من الصورة التي يعتقدها البعض عنا، نحن نسعى إلى الحفاظ على الطبيعة الخاصة لحي الزمالك الجميل، وبالتأكيد ليس من ضمن أهدافنا تلويث البيئة أو التسبب في إزعاج السكان الذين نكن لهم الاحترام، لكننا في الوقت نفسه نختلف في قناعتنا عن هذه الطبيعة الخاصة للحي حيث نعتبرها طبيعة عصرية ومتجددة وجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وهنا يأتي دورنا كصناع لهذه الصناعة. ويضيف أبو زيد، وهو كغيره من أصحاب مقاهي ومطاعم الزمالك شاب لا يتجاوز الخامسة والثلاثين أنه يجب ألا يكون هناك تناقض بين السعي العام للدولة في تشجيع الاستثمارات المتوسطة والصغيرة ومساعدة الشباب في شق طريقهم بأساليب راقية ومبدعة وبين سعي محافظة القاهرة إلى هدم هذا التوجه تماما ومطاردته دون نقاش ودون النظر في إمكانيات حل المشكلة بأسلوب يسع دورنا ودور الدولة في حمايتنا. ويضيف أبو زيد أن المشاركين فى هذه المسيرات الإحتجاجية لن يخرجوا لمجرد الاحتجاج، وإنما للتأكيد على دورنا في صناعة صورة هذا الحي. نحن نرفع لافتة وحيدة تؤكد على أننا نحن أيضا أبناء حي الزمالك، ولكننا الأبناء الذين يحرصون على أن يظل هذا الحي جاذبا وحيويا ومنتجا وخادما للاقتصاد الوطني بالقدر الذي نستطيعه ونقدر على تطويره. هذا وقد بدأت المسيرة صباحا من شارع إسماعيل محمد إلى ميدان صديقي مرورا بشوارع أبو الفدا وشجر الدر و26 يوليو والجزيرة. ويسير العاملون في المسيرة مرتدين ملابس العمل الرسمية في سلسلة بشرية متحركة.