تحول يوم عاشوراء الذى يأتى يوم الخميس القادم، الموافق العاشر من شهر المحرم، من مناسبة دينية إلى ميدانا للصراع بين العديد من القوى الإسلامية المتعددة المشارب والاتجاهات.. فقد أعلن الشيعة فى مصر عن تنظيم مجلس عزاء فى مسجد الحسين لإحياء ذكراه فى حين طالبت قيادات سلفية الدولة بحماية الحسين ومنع إقامة أى طقوس شيعية فى هذا اليوم . المسلمون المعتدلون يستقبلون هذا اليوم كأحد المواسم الدينية، وكان فى الماضى له شعائر ويرتبط بمظاهر وسلوكيات اجتماعية متميزة لكنها اختفت مع زحام الحياة، كما كان يوم عاشوراء أيضا مناسبة لإعطاء الصدقة وزيارة القبور .. لكن هذا اليوم كاد يفقد روحانيته فى ظل وصاية جماعات الإسلام السياسي على المناسبات الدينية واستغلالها فى تحقيق مآربها السياسية .. فقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن الحشد لهذا اليوم ونزولها للشارع للتظاهر ضمن فعاليات هذا الأسبوع. أما الشيعة فقد أعلنوا عن تنظيم مجلس عزاء وفق طقوسهم بمسجد الحسين وكان الدكتور أحمد راسم النفيس، أحد القيادات الشيعية البارزة، رئيس حزب التحرير الصوفى قد أعلن أن من حق الشيعة ممارسة شعائرهم الخاصة، وعلى وزارة الداخلية أن تقوم بتأمين زوار مسجد الحسين من الجماعات السلفية والتكفيرية، منعًا لأي احتكاك أو تكرار لأحداث (أبومسلم) التي راح ضحيتها بعض عناصر الشيعة على أيدي سلفيين. كما أکدت جماعات سلفية أنها قدمت إخطارا إلى وزارتي الداخلية والأوقاف ومشيخة الأزهر لمنع اقامة مراسم عاشوراء الإمام الحسين، کما شکلت لجان رصد حول المسجد لمنع أي طقوس شيعية ، حسب قولهم . ومن جانبه أعلن محمد عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، ونائب رئيس الاتحاد العالمي للصوفية، أن إحياء ذكري عاشوراء يعد واجبا شرعيا امتثالا لأمر الرسول الكريم، مشيرا إلى أن إحياء عاشوراء يكون بالصيام وبالذكر وقراءة القرآن الكريم والتسبيح. جدير بالذكر فى فضل هذا اليوم إنه يوم نَجَّى الله فيه نبيه موسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ : "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى تَصُومُونَه؟" فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ." فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأَمَرَ بِصِيَامِه".