لا صوت يعلو فوق صوت مواجهة الأهلى وشبيبة القبائل فى دورى الأبطال سواء فى القارة السمراء، أوفى كل البلدان العربية، الجميع يترقب ويتابع بشغف كيف ستكون المواجهة؟، وماهى نتيجتها؟، من سيفوز ومن سيخسر؟، من سيكون الأهدأ ويتحكم فى أعصابه؟ وماذا ينتظر هذا اللقاء المهم الذى سيبدأ فى تمام التاسعة والنصف مساء الأحد 29 أغسطس باستاد القاهرة ؟ . ما حدث قبل المباراة وتحديدا منذ وصول بعثة الفريق الجزائرى لمطار القاهرة يطمئن بأن الأمور تسير نحو التهدئة، فالأهلى وكل المصريين أثبتوا قوتهم فى السيطرة والتحكم فى إنفعالاتهم، وعدم الرد بالمثل على ما حدث من اعتداءات على بعثة الأهلى بالجزائر، والبعثة الجزائرية لقيت استقبالا حافلا ورسميا ، وهو ما دفع محند حناشى رئيس نادى شبيبة القبائل بأن يبدى سعادته الكبيرة بالإستقبال الحافل الذى لقيه من الأهلى، والغريب أن حناشى رغم كرم الضيافة التى لقيها انتقد فى تصريحات تليفزيونية شكوى الأهلى التى تقدم بها للكاف ضد الشبيبة بعد الإعتداء الذى تعرضت له البعثة فى الجزائر، وقال إن هذا لوحدث معه فى مصر فلن يتقدم بنفس الشكوى، عموما الحفاوة بالضيوف لم تتوقف عند هذا الحد فقد أقامت مجلة النادى الأهلى إفطارها السنوى بمقر النادى بالجزيرة وتمت دعوة الوفد الإعلامى المرافق لفريق شبيبة القبائل الجزائرى، وخلال الحفل أهدى الكابتن حسن حمدى درع الأهلى لأعضاء الوفد الإعلامى الجزائرى، ولم يكن أمام الصحفى الجزائرى فاتح شعلان الذى تحدث نيابة عن زملائه إلا أن يعترف بحفاوة الإستقبال وروح الأخوة التى ظهرت من المصريين. المهمة لم تنته عند حد الإستقبال وترك البعثة الجزائرية لتلقى أى مصير لها مثلما حدث مع الأهلى هناك، فقد جاء دور الأمن المصرى الذى بدأ منذ وصول البعثة وقام بتأمين المطار ، حيث حظى فريق الشبيبة بحراسة أمنية مشددة من خلال تواجد 4 عربات مصفحة أمام وخلف الأتوبيس الذى يقل الفريق، وتم تأمين فندق الميريديان الذى تقيم فيه بعثة الشبيبة بأعداد كبيرة من قوات الأمن وتم حظر دخول أى فرد للدور المقيم فيه البعثة، حيث رافقهم محمود علام نائب مدير عام الأهلى ووفر كل متطلباتهم، لدرجة أن الجزائريين طلبوا تغيير الأتوبيس المخصص لهم، وبالفعل تمت الإستجابة لطلبهم وتم تبديله بالأتوبيس المخصص لإنتقالات فريق الأهلى، ولم تكن هناك أى شكوى أو تذمر من المعاملة من البعثة الجزائرية، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل إن بعثة الفريق الجزائرى عوملت مثل الشخصيات الهامة فأثناء مرور الأتوبيس من طريق صلاح سالم متوجها إلى استاد الكلية الحربية لإجراء التدريبات يتم إيقاف الطريق على الجانبين كنوع من التأمين الزائد، مع انتشار قوات الأمن المركزى على جانبى الطريق لمنع أى مشجع من الإقتراب من البعثة الجزائرية. الأهلى أقام معسكرا مغلقاً قبل المباراة ب48 ساعة بأحد الفنادق بمدينة 6 أكتوبر ، والزيارة التى قام بها السيد علاء مبارك لتدريبات الأهلى رفعت كثيرا من معنويات الفريق الأحمر وزادت من حماس اللاعبين بعد أن طالبهم برفع رأس مصر عالياً ، ومنع حسام البدرى تواجد أيا من المشجعين أو الإعلاميين أثناء تدريبات الفريق ، وفرض غرامة قدرها 50 ألف جنيه على اللاعب الذى يدلى بأى تصريح لوسائل الإعلام .. وفى نفس الوقت وعدهم بمضاعفة مكافأة الفوز فى حال تخطى عقبة الشبيبة، الهدوء والتركيز الكامل فى المباراة هى الحالة التى سعى حسام البدرى لأن يكون عليها لاعبوه خاصة فى ظل تعرضهم لضغوط إعلامية وجماهيرية كبيرة بعد الهزيمة من الشبيبة فى مباراة الذهاب، ورغبة الجميع فى الثأر، وسيغيب عن اللقاء حسام غالى لاعب وسط الأهلى لإيقافه 4 مباريات من قبل الكاف، وقام الجهاز الفني? ?بعمل برنامج تأهيل خاص للثلاثي? ?محمد شوقي? ?وشهاب الدين أحمد وأحمد حسن من أجل تجهيزهم ورفع معدلات اللياقة البدنية لدي كل منهم قبل اللقاء .. كما بدأ حسام عاشور لاعب الوسط في تنفيذ برنامجه العلاجي المكثف في محاولات لتجهيزه للمباراة عقب إصابته بكدمة في الركبه خلال لقاء المصري?، ولكن البدرى ركز أكثر مع اللاعبين الكبار فى الفريق مثل محمد أبوتريكة ومحمد بركات نتيجة لتذبذب مستواهم الفنى فى المباريات الأخيرة، كما ركز أيضا على الأخطاء الدفاعية التى تكررت فى لقاءات الفريق الأخيرة، ورغم ذلك فإن التفاؤل هو السمة السائدة بين الجهاز الفنى واللاعبين خاصة بعد أن قام البدرى بتحديد دور كل لاعب فى المباراة وتكليفه بالمهام التى سيقوم بها، وقال البدرى إن الشبيبة فريق ضعيف ولا يستحق صدارة المجموعة .. فهو أضعف بكثير من الأهلى والإسماعيلى . الصورة لم تختلف كثيرا عند فريق الشبيبة فقد فرض السويسرى آلان جيجر المدير الفنى للشبيبة السرية على تدربيات فريقه بعيدا عن أعين الصحافة المصرية، ولكن جريدة "الشروق" الجزائرية قالت إن جيجر سيعتمد على ثنائى خط الوسط نبيل يالاوى وحسين العرفى بدلا من الثنائى المصاب عمارة دويشر وشمس الدين نساخ، وقالت أيضا إن ثلاثى الشبيبة أمين عودية ونسيم أوصالح والسعيد بلكلام سيلعبون دورا مهما فى اللقاء لخبرتهم الطويلة وقدرتهم على حسم مباريات كثيرة للشبيبة، وقد قال كمال بوهلال المدرب المساعد للشبيبة إن فريقه تدرب على الكرات الثابتة واعتبرها نقطة ضعف الأهلى، وأكد أن فريقه سيفوز فى القاهرة، وأنه سيدخل التاريخ على حساب الأهلى، وقال إنه لا يخشى على لاعبوه من ضغط جماهير الأهلى. وبالنسبة لاستاد القاهرة فإن بوابات الاستاد ستفتح من الرابعة عصر الأحد وستغلق الساعة الثامنة إلا ربع، وتم تخصيص مدرجات الدرجة الأولي يمين ممتاز بأكملها لجمهور نادي شبيبة القبائل الجزائري وتخصيص باقي المدرجات لجمهور النادي الأهلي، وتم تخصيص 2000 تذكرة للجزائريين ورفض الأهلى طلب الشبيبة بزيادتها إلى 5 آلاف تذكرة عندما علم مسئولوه أن جماهير الشبيبة لن تتخطى ال500 مشجع، وكان الأهلى قد طرح مساء الأربعاء 64 ألف تذكرة بمنافذ البيع بمقرى النادى بالجزيرة ومدينة نصر، وشهدت عملية البيع إقبالا كبيرا وكانت أسعار التذاكر، 15 جنيها للدرجة الثالثة و25 للثانية و75 للأولى، و150 جنيها للدرجة الأولى ممتاز، إلا أن السوق السوداء رفعت أسعار التذاكر حتى وصل سعر تذكرة الدرجة الثالثة إلى 100 جنيه، والثانية إلى 200 جنيه، الغريب وفى ظل هذا الإقبال الكبير على شراء التذاكر والذى ينبىء بأن الجماهير التى ستحضر المباراة سيتخطى عددها السعة الرسمية للاستاد وسيصل إلى 100 ألف متفرج، خرجت جريدة الشروق الجزائرية لتقول إن الأهلى خفض سعر التذكرة إلى 10 جنيهات لضمان تواجد الجماهير للضغط على الشبيبة، وكان حسن حمدى ومحمود الخطيب قد اجتمعا بقيادات الألتراس وطالبوهم بحضور المباراة والإلتزام بالتشجيع المثالى وعدم التعرض لفريق شبيبة القبائل الجزائرى بأى حال من الأحوال. تصريحات لاعبو الأهلى قبل اللقاء غلب عليها الطابع الحماسى والرغبة فى رد الإعتبار، وإن كانت تدعو للتفاؤل لرغبة اللاعبين فى إسعاد كل الجماهير المصرية. محمد بركات لاعب الأهلى قال إن الشبيبة فاز بضربة ركنية على الإسماعيلي وبضربة حرة مباشرة على الأهلي وبخطأ دفاعي على هارتلاند النيجيري , ولكن الحظ لن يستمر أكثر من ذلك مع هذا الفريق، وطلب بركات من الجماهير وتحديدا الألتراس أن تملأ استاد القاهرة يوم المباراة لأن الفريق فى حاجة شديدة لمساندتهم. محمد ناجى جدو لاعب الأهلى سيخوض هذا اللقاء بأعصاب هادئة بعد أن انتهت مشكلته مع نادى الزمالك، جدو قال إنه يتمنى أن يحرز 4 أهداف فى مرمى الشبيبة، بعد أن فك حالة النحس التى لازمته بإحرازه هدفا فى النادى المصرى البورسعيدى بالدورى. وقال شريف عبد الفضيل مدافع الأهلى إن كل اللاعبين استعدوا جيدا للقاء فليس هناك بديل سوى الفوز على الشبيبة والذى من المتوقع أن يتكتل دفاعيا وسيعتمد على الهجمات المرتدة. أما شريف إكرامى حارس مرمى الأهلى فقال إن المباراة ستكون قوية وأن الأهلى سيأخذ حقه من الشبيبة فى الملعب. وسيدير اللقاء طاقم تحكيم من زامبيا بقيادة حكم الساحة ويلينجتون كواما، بمساعدة شيشانجا كينيث والحكم المساعد الثانى تيمبو برونو والحكم الرابع ويلسون مبانيسى وتم اختيار الكينى محمد حاتيمى مراقبا للمباراة والتونسى رضا كرايم منسق عام، إلا أن الحكم الرئيسى لم يأخذ نفس الإهتمام الذى حظى به الحكم المساعد شيشانجا كينيث، فقد أفردت وسائل الإعلام الجزائرىة تقارير مختلفة عنه واستقبلت تعيينه باستياء، فقالت جريدة البلاد الجزائرية إن جماهير الأهلى تلقت خبر تعيين الزامبى شيشانجا كحكم مساعد لمباراة العودة مع فريق شبيبة القبائل، بفرحة وارتياح كبير، لكون هذا الحكم "فأل خير" على الكرة المصرية، و"فأل نحس" على الكرة الجزائرية، وذلك بعد تحكيمه لثلاث مباريات فى أنجولا 2010 لم يحقق فيهم الخضر أى فوز يذكر، حيث خسر فى مباراتين وتعادل فى واحدة كان أبرزهم المباراة التاريخية أمام منتخب مصر والتى خسرتها الجزائر برباعية نظيفة، أيضا شيشانجا شارك فى 3 مباريات خاضها المنتخب المصرى فاز فيهم جميعا منتخب الفراعنة أمام السنغال 2 1 وأمام كوت ديفوار 4 1 وأمام الجزائر 4 0. عموما لم يتبق سوى 90 دقيقة هى الأهم، ونتيجتها قد تقلب المجموعة رأسا على عقب وقد تطيح بأندية كبيرة لم يكن من المتوقع خروجها، وقد تعيد الأمور لنصابها الصحيح بعد فوز الشياطين الحمر، الأهلى قبل اللقاء يحمل فى جعبته 4 نقاط ولديه 3 مباريات متبقية الشبيبة وهارتلاند فى القاهرة والإسماعيلى فى الإسماعيلية، ونظريا لديه فرص كبيرة فى التأهل، أما الشبيبة فلديه 9 نقاط ويحتاج فقط إلى الفوز أو التعادل مع الأهلى، حيث تتبق له مباراتان أمام الإسماعيلى فى الجزائر، وهارتلاند فى نيجيريا.