كشفت صحيفة الإندبندنت عن صفقة لا تزال يجرى مناقشتها سرا بين قيادات الإخوان والمسئولين لحفظ ماء الوجه، تنطوى على الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى، والسماح له بتقديم استقالته من منصبه بشكل رسمى. ونقل ألستر بيتش، مراسل الصحيفة فى القاهرة، عن مصدر مقرب من المحادثات الجارية بين أنصار مرسى من القيادات الإسلامية والحكومة المصرية الجديدة، أن هناك عدة خيارات يجرى النظر فيها، من بينها السماح لمرسى بالظهور علنا ليعلن استقالته فى خطاب على التليفزيون، وتسليم السلطة التنفيذية لرئيس الوزراء المؤقت حازم الببلاوى. وأضاف أن الخيار الآخر يتضمن الإفراج عنه والسماح له بالعيش فى الخارج . وشدد المصدر قائلا: "نأمل فى إيجاد سبيل للخروج المشرف له". وتأتى هذه الأنباء بينما أكد مجلس الدفاع الوطنى، الذى يشمل الرئيس المؤقت عدلى منصور ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسى، أن التسوية السياسية لن تحمى "الخارجين على القانون" من العقاب. وترى الصحيفة أن هذه التطورات من شأنها أن تغضب الإخوان الذين يسعون إلى الإفراج عن مرسى، كبداية لأى تسوية نهائية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع التقت قيادات الجماعة بمبعوثى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، فى محاولة للتوصل إلى حزمة تنازلات لإنهاء الأزمة. ويصر أنصار المعزول على إعادته لمنصبه أولا، وهو الموقف الرسمى لجماعة الإخوان، على الرغم من أنهم مقتنعون ويقولون فيما بينهم إن القيادة المصرية الجديدة لن توافق أبدا على هذا الشرط. وأضاف المصدر: "أعتقد أن معظم الناس تتفق على أنه ليس من الممكن عودة مرسى للحكم مرة أخرى. ونقلت الإندبندنت عن مسئول بالاتحاد الأوروبى، رفض الإفصاح عن اسمه، قوله مستنكرا شرط أنصار مرسى: "كيف يمكن إعادة مرسى للحكم دون دعم جميع مؤسسات الدولة؟ فلا دعم من القضاء أو الداخلية أو الجيش". وقال المسئول الأوروبى يبدو أن أنصار مرسى يرغبون فى التضحية بالرئيس المعزول مقابل صفقة تنطوى على الإفراج عن قيادات الجماعة المعتقلين، والسماح لهم بالعودة إلى منازلهم سالمين. مضيفا: "عندئذ يتم إبلاغ أولئك المسئولين بالامتناع عن النشاط السياسى". وتقول الصحيفة البريطانية إن التقارير الأخيرة التى تفيد بحدوث عمليات تعذيب داخل اعتصامات جماعة الإخوان، والتى وثقتها منظمة العفو الدولية فى تقرير أعلنت عنه الجمعة الماضية، قد رسخ فى عقول وأذهان الليبراليين أن الإسلاميين لا يصلحون تماما للسلطة. كما أن صور الأطفال الذين يرتدون الأكفان فى مظاهرة لمؤيدى مرسى أقنعت كثيرا من المصريين بأن اعتصامات أنصار المعزول ليست أقل من حاضنات للإرهاب.