فى ليلة رمضانية ساحرة تعكس مدى أصالة الثقافة المصرية وعراقة فنونها وابداعها .. ووسط مئات المشاركين والزوار يتقدمهم الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ، تم افتتاح مهرجان محكى القلعة والذي يعد نافذة ينتظرها كل عام لتطل منها مواهب فنية فى الغناء الشعبى والمواويل والرقص والمزمار والطبل البلدى والشعر والقصة والرسم والنحت والفن التشكيلى والحرف التراثية التقليدية. تصوير : محمد لطفى المهرجان شاركت فيه فرق فنية تعبر عن جميع ألوان الطيف المصرى فمن شمال سيناء شاركت الفرقة البدوية التراثية بأغانيها وآلاتها الموسيقية الخاصة وقد غنت المربوعة وأحبابنا والأسمرانية وسط خيمة فنية نقلت طابع الصحراء إلى القلعة ، ومن النوبة قدم عدد كبير من الشباب النوبى عرض ألف ليلة وليلة على مسرح المحكى ومن الشرقية والوجه البحرى تألقت فرقة الشرقية للفنون الشعبية بأغانيها وعروضها الراقصة ومن القليوبية غنت فرقة كفر الشرفاء التى تتكون من عدد من السيدات الريفيات عددا من الأغانى الفلاحي القديمة التى كادت تندثر بعد غزو الدى جى للأفراح ومن منطقة الهرم شاركت فرقة السمان بآداء معزوفة فنية رائعة بالدفوف من على ظهر الجمال هذا إلى جانب العديد من فرق التنورة وفرق الكورال التى حرصت على المشاركة . كما نظمت الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية بالمحكى معرضا يضم الابداع المصرى الخفى فى الريف والأقاليم فمن الوادى الجديد قدم الأطلس أطباقاً مصنوعة من الخوص الملون والجريد ومن المنوفية صناعة الحصير ومن الشرقية صناعة الطنابير والأقفاص والأسبتة وفى بنى سويف والمنيا عرض الأطلس لتفاصيل الحياة الشعبية فى الأرياف حيث الأفران البلدى التى تنتج الخبز الأبيض المتميز الذى يعد من معالم مثل هذه الأقاليم . ولا يقتصر مهرجان المحكى على العروض الفنية فقط فقد شارك فيه عدد من دور النشر بآخر اصداراتها مثل دار نفرو ودار العين ودار المكتب العربى للمعارف ودار كامل الكيلانى هذا إلى جانب إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة كما تشارك فى المهرجان الورش الفنية مثل ورش الخيامية والورش التابعة لقصور الثقافة والمكتبات المدرسية . وفى ختام جولته التقى الوزير عددا من المثقفين فى صالون نجيب محفوظ بالمحكى الذى يرعاه الكاتب الكبير محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب ، حيث قال الفنان فارق حسنى فى كلمته : القلعة مليئة بالنشاطات المختلفة وأنا كان لازم أقف عند كل عرض حتى أحيى أصحابه وفنانيه وأقول لهم كل سنة وأنتم طيبون وفى الحقيقة يجب أن نشجع هؤلاء جميعا فهم يستحقون ذلك وهذا يدل على أن مصر مليئة بالفنون الشعبية والتراثية الجميلة التى تحتاج دائما لنقطة ضوء تسلط عليها ، وكل هذه المشروعات والأنشطة التى رأيناها الآن فى محكى القلعة تعد نوعا من أنواع الاستثمار الثقافى ونحن بلد اقتصادها فى الثقافة بما تمتلكه من حضارة وفكر وابداع وأشعار وتراث عبقرى وفنون شعبية جميلة ولكن هذه الثقافة تحتاج لمزيد من الترويج لأنها للأسف لا تصل للكثيرين ومن هنا كان فى ذهنى أن نقيم قناة ثقافية متطورة ومؤخرا طلب منى المهندس أسامه الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن نتعاون معا فى هذا المشروع ..فهو يخطط الآن لعمل قناة أسمها ابداع وستكون وزارة الثقافة شريكة فيها لأننا كوزارة نملك مادة ثقافية هائلة للغاية من الممكن أن تثرى الحياة فى مصر .