وردت إلي دار الإفتاء المصرية عدد كبير من الأسئلة في الأيام الأولي من شهر رمضان ويب الشباب ينشر لكم عددا من هذه الأسئلة وإجاباتها. سؤال: أنا فتاة غير محجبه ولكنى أصوم فهل يصح صيامى. الجواب: الزي الشرعي للمرأة المسلمة هو أمر فرضه الله تعالى عليها، وحرم عليها أن تُظهِر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب، والزي الشرعي هو ما كان ساترًا لكل جسمها ما عدا وجهها وكفيها؛ بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف والواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها في الأداء؛ فمن صلى مثلاً فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صلت وصامت فإن ذلك لا يبرر لها ترك ارتداء الزي الشرعي والمسلمة التي تصلي وتصوم ولا تلتزم بالزِّيِّ الذي أمرها الله تعالى به شرعًا هي محسنةٌ بصلاتها وصيامها، ولكنها مُسيئةٌ بتركها لحجابها الواجب عليها، ومسألة القبول هذه أمرها إلى الله تعالى، غير أن المسلم مكلَّفٌ أن يُحسِنَ الظن بربه سبحانه حتى ولو اقترف ذنبًا أو معصية، وعليه أن يعلم أنَّ من رحمة ربِّه سبحانه به أنْ جعل الحسنات يُذهِبْنَ السيئات، وليس العكس، وأن يفتح مع ربه صفحة بيضاء يتوب فيها من ذنوبه، ويجعل شهر رمضان منطَلَقًا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله في محل رضاه. وعلى المسلمة التي أكرمها الله تعالى بطاعته والالتزام بالصلاة والصيام في شهر رمضان أن تشكر ربها على ذلك بأداء الواجبات التي قصَّرَت فيها؛ فإنّ من علامة قبول الحسنة التوفيقَ إلى الحسنة بعدها. سؤال: رجل يقوم بفتح محله الخاص ببيع الأطعمه في نهار رمضان ويقبل عليه الأشخاص غير الصائمين. الجواب: هذا لا يجوز لأن الرسول صلي الله عليه وسلم شدد النكيرعلى الإفطار في رمضان فقال : " من أفطر يومًا من رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله وإن صامه " . وقد تعارف المسلمون منذ أقدم العصور على مراعاة حرمة شهر رمضان المبارك وكلنا يعلم أن الدال على الخير كفاعله والمعاون على الطاعة يستحق الثواب من الله تبارك وتعالى ، فإن الدال على الشر كفاعله والمعاون على الإثم والمعصية يكون عرضه لنقمة الله وغضبه _ خاصة هذا الرجل الذي يفتح مطعمه وهو مسلم ليساعد الناس على الجهر بالمعصية وهي الإفطار في شهر رمضان ينبغي عليه أن يكف عن فتح مطعمه في نهار رمضان _ إلا قُرب غروب الشمس ليشتري الصائمون ما يحتاجونه لإفطارهم عندما يؤذن للإفطار. سؤال: شخص يصوم ولكنه لا يصلى ما حكم ذلك؟ الجواب: الإسلام لا يتجزأ و المسلم العاقل لا يقبل لنفسه إطلاقًا أن يتقيد بجانب من الإسلام ثم يتحلل من جانب آخر ؛ لأنه يكون في هذه الحالة كمن يعترض على الله جل جلاله . ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أسس الإسلام حين قال في الحديث الشريف : عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ » رواه البخاري والصلاة كما قال عنها صلى الله عليه وسلم هي عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين فكيف يرضى عاقل لنفسه أن يصوم ولا يصلي. سؤال: ماحكم مشاهده المسلسلات والتفرغ لذلك في رمضان؟ الجواب: شهر رمضان الكريم هو شهر العبادة والقرآن وإحياء كل نوازع الخير في بني البشر وهو فرصة لخروج الإنسان من الذنوب فلا بد من اغتنام الفرصة في الخير دائمًا ، ولا بأس من الترويح عن النفس بعض الوقت في نهار رمضان بمشاهدة البرامج الجادة أو الأفلام البريئة الخالية من وسائل الشر وتدمير الأخلاق والقيم وان تضييع ثواب الشهر الكريم في مثل هذه الامور هو تديمر لفضله العظيم.
