اشتعلت الأحداث بسرعة في جامعة الأزهر اليوم بعدما اقتحم عشرات الطلاب مبنى إدارة الجامعة وقاموا بالاعتصام داخله، وتوجهوا إلى مكتب نائب رئيس الجامعة الدكتور توفيق نور الدين القائم بأعمال رئيس جامعة الازهر مؤقتاً.وعبر الطلاب عن استيائهم بتجاهل مطالبهم وعدم تلبية دعوتهم فى اتخاذ عدة قرارات حاسمة، لافتين إلى أن وفاة الطالب احمد الباز، شأنه شأن المواطنين الثوريين الذين فقدوا فى المظاهرات ولا يمكن الاستغناء عن رد حقه. يأتى ذلك عندما اجتمع نائب رئيس جامعة الأزهر بالطلاب المعتصمين أمس ووعدهم بتلبية مطالبهم لكنه لم يحدث شىء من هذا القبيل. من جانبها، وزعت إدارة الجامعة بيانا على الطلاب كانت قد أصدرته أمس، تضمن قراراً بوقف أطباء المركز الطبى بالمدينة الجامعية للبنين المتواجدين فى اليوم الذى توفى فيه الطالب أحمد الباز، الطالب بهندسة الأزهر فجر الخميس، كما أحالت الأطباء للتحقيق، وعينت مديرا عاما جديدا للإدارة الطبية بالجامعة. كما قررت رئاسة الجامعة تحويل الأطباء المناوبين بالطوارئ ليلة استقبال "الباز" بمستشفى الزهراء الجامعى، ومستشفى الحسين الجامعى للتحقيق الفورى، وتكليف عمداء كليات الطب بالجامعة بالإشراف الطبى على المراكز الطبية بالمدن الجامعية، كل فى تخصصه وتوفير أطباء من هيئة التدريس للرعاية. وطالبت الجامعة وزير الصحة بإحالة المسئولين فى المستشفيات التابعة لوزارته، لامتناعهم عن استقبال الطالب الذى توفى بمستشفى سيد جلال إثر إصابته بالتهاب رئوى حاد، مؤكدة أنه لقى اهتماما كبيرا بمستشفى باب الشعرية التابع لها. وقام الطلاب المحتجون أمام مبنى إدارة جامعة الأزهر بغلق جميع الطرق المؤدية إلى مبنى الإدارة ومنع جميع الموظفين من الدخول، مؤكدين أنه حال عدم الاستجابة لمطالبهم فسوف ينقلون تظاهراتهم إلى المشيخة احتجاجًا على الإهمال في التعامل مع حالة زميلهم وسوء مقابلة الإدارة لهم بالأمس. وأكد الطلاب أن مطالبهم تتمثل فى إقالة نواب رئيس الجامعة مع اعتذار رسمي لاتحاد طلاب كلية الهندسة بسبب ما حدث اليوم من تجاهل، والمطالبة بتدخل شيخ الأزهر بقوة نظرًا لعدم الشعور بأي تغيير من قبل النواب، وإنشاء منظومة طبية شاملة في المدينة بالإضافة إلى تحسين الخدمة في المطاعم وفتح باب التحقيق مع كل المسئولين دون استثناء. ومن ناحية أخري ، قام وفد من أعضاء اتحاد طلاب جامعة الأزهر، برئاسة أحمد البقرى رئيس الاتحاد بجولة داخل المدينة الجامعية للأزهر، للوقوف على آخر المستجدات فى قضية وفاة زميلهم أحمد الباز الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة، بعدما وصفوه بتخلى نواب الجامعة عنهم بل والهروب منهم. وأكد أحمد البقرى رئيس اتحاد جامعة الأزهر أن الإهمال الذى يعانى منه طلاب الأزهر بات شيئاً لا يصدقه عقل، فالرعاية الطبية منعدمة والكوارث متلاحقة، والمسئولون لا يحركون ساكنًا والطلاب هم الضحية وفي السياق نفسه وحسب وكالة أنباء الأناضول ، قال مصدر مقرب من شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إن الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، رفض تقديم استقالته من منصبه وفقًا لقرار المجلس الأعلى للأزهر، من أجل تحديد موعد لاختيار رئيس جامعة جديد عن طريق الانتخاب الحر المباشر، وقام باللجوء إلى القضاء لإيقاف تلك الانتخابات. وأضاف المصدر أن «أسامة العبد لجأ إلى لجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة (جهة قضائية تختص بالفصل في المنازعات الإدارية بين الأفراد والجهات الحاكمة في الدولة)، للبت في موقفه، وإيقاف ما أعلن عنه من إجراء انتخابات عاجلة لانتخاب رئيس جامعة بديل عنه». وقدم «العبد» مذكرة يؤكد فيها أحقيته في الاستمرار بالمنصب، حيث لم تنتهِ فترة عمله قانونا، وهو ما سيجعل الأزهر غير قادر على تحديد موعد لإجراء انتخابات، لاختيار رئيس جديد للجامعة، بحسب نفس المصدر. ولفت المصدر إلى أن «(العبد) لجأ سرا لمجلس الدولة دون علم شيخ الأزهر، وهو ما أدّى إلى استياء (الطيب) من الموقف، خاصة أن (العبد) وافق على قرار المجلس الأعلى للأزهر إجراء انتخابات لاختيار خليفة له، لاحتواء أزمة مظاهرات الطلاب التي اندلعت الشهر الماضي بعد تسمم أكثر من 500 طالب بالمدينة الجامعية الأزهرية»، بحسب المصدر. كان حوالي 570 طالبا تعرضوا للتسمم إثر تناولهم وجبة غذائية في السكن الجامعي التابع لجامعة الأزهر، أوائل الشهر الجاري، ما تسبب في خروج احتجاجات غاضبة من زملائهم الطلاب، الذين نادوا بإقالة رئيس الجامعة، أسامة العبد، وصعَّد بعضهم من مطالبه لتصل إلى إقالة شيخ الأزهر. وإثر ذلك أعلن المجلس الأعلى للأزهر عقب اجتماع طارئ له إجراء انتخابات «فورية» لرئيس جامعة الأزهر، بالإضافة إلى تغيير كل من مدير المدينة السكنية الطلابية التابعة للجامعة، ومسؤول التغذية فيها.