بعد ساعات من قيام الأمن المركزى بتطهير ميدان التحرير وفتحه أمام حركة السيارات قام المعتصمون مرة أخرى بإغلاق الميدان وإحكام السيطرة عليه ليمضى المعتصمون جزءا من ليلة أمس فى سلام وأمان .. لكن فجأة وفى تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل اقتحم العشرات من المجهولين الميدان وقاموا بالاعتداء على المعتصمين وتمزيق الخيام وحرقها ثم طاردوا المعتصمين إلى كوبرى قصر النيل. ويؤكد بعض شهود العيان ل "بوابة الشباب" أن المجهولين كانوا يحملون أسلحة بيضاء ومولوتوف وخرطوش وأطلقوا على المعتصمين النيران بعد أن أصابوا العشرات منهم بإصابات متفرقة، وكانت الشرطة قد نجحت أمس فى فتح الميدان لكنها تراجعت مرة أخرى أمام غضب المعتصمين الذين أعادوا إغلاقه فى حين يؤكد عدد من المعتصمين أن الشرطة هى التى قامت بالاعتداء عليهم ليلا وهم فى ثياب مدنية. .. ورغم حالة العنف والمخاطر التى يواجهونها إلا أنهم قرروا مواصلة الاعتصام أيا كانت النتيجة، هذا ولم يتبقى فى الجزيرة الوسطى بالتحرير الآن سوى 10 خيام فقط فى حين قام المجهولون بإشعال النيران فى متحف الثورة ومعرض الصور التذكارية وأحرقوا ما يقرب من 30 خيمة. .. .. ولايزال أبو الثوار محمد عطيان معتصما فى مكانه حيث أزال البطجية خيمته لكنه أعادها إلى مكانها مرة أخرى والتف حوله عدد من المعتصمين والنشطاء صباح اليوم حيث نصحهم بعدم مغادرة الميدان مهما كانت التضحيات. ورغم عودة الحركة إلا أن التحرير يخلو من عسكرى المرور حيث يتطوع بعض المواطنين بضبط حركة السيارات فى حين عادت الحياة مرة أخرى إلى الشوارع المتفرعة عن الميدان وخاصة شارع محمد محمود وأكد عدد من المعتصمين أنهم سيقومون بإعادة نصب الخيام مجددا وأنهم سوف يواجهون البلطجية أيا كانت النتيجة فى حين اتهم بعضهم الإخوان بتدبير حوادث الاعتداءات المتكررة على التحرير. .. هذا وقد أدت الإشتباكات التى وقعت فجر اليوم إلى سقوط العشرات من المصابين بجروح قطعية وكدمات وسحجات. وأدت الأحداث إلى اختفاء عشرات المعتصمين من الميدان بعد احتراق خيامهم والقبض على عدد منهم . .. يذكر أن قوات الأمن بقيادة العميد هانى جرجس مأمور قسم شرطة قصر النيل قد نجحت فى دخول الميدان ليلة فجر أمس الأول وألقت القبض على 53 شخصا وذكر مصدر أمنى أن من بين المضبوطين 29 حدثا و21 شخصا سبق ضبطهم فى عدد من القضايا وأكد أن قوات الأمن تمكنت من ضبط صندوق يحتوى زجاجات مولوتوف وقطعتى سلاح أبيض وعدد من الميكروفونات ومكبرات الصوت وذلك دون أن تعتدى القوات على خيام المعتصمين. وهذا ما نفاه المعتصمون الذين أكدوا انهم سلميون ولا يحملون أية أسلحة واتهموا الداخلية بتشويه صورة الميدان بالأكاذيب.