قرّر أعضاء النيابة العامة بمصر تعليق العمل كلياً لمدة ثلاثة أيام الأسبوع المقبل، بداية من 8 إلى 10 يناير/كانون الثاني الجاري في خطوة تصعيدية، وذلك احتجاجاً على استمرار النائب العام المستشار طلعت عبدالله في منصبه. وأكد المستشار أحمد الزند، رئيس نادي قضاة مصر، خلال اجتماع مجلس إدارة النادي بأعضاء النيابة العامة أنه "لا تراجع ولا استسلام"، وأن قضاة مصر سيظلون يدافعون عن استقلال القضاء ووحدته. وكان نادي القضاة قد علق العمل الجزئي بالنيابات منذ أكثر من شهر مطالباً باستقلال القضاء. وتابع "الزند" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أعضاء النيابة العامة بجميع النيابات على مستوى الجمهورية مساء الأربعاء بمقر النادي، قائلاً: "أقول للذين يراهنون على عنصر الوقت وعلى أن الأيام كفيلة بأن تصرف القضاة عن أهدافهم العليا لصالح الوطن والمواطن، خاب ظنكم ومسعاكم، نحن بدأنا في نضال وسنستمر حتى يعود القضاء المصري عالي الراية ومستقلاً كما كان، لا يترك حق شريف ولا ييأس منه ضعيف، يمسك الميزان المعتدل ولا يأبه تهديد ولا وعيد". ووأضاف رئيس نادي القضاة أن ثقة الشعب المصري في القضاء ستظل أبد الدهر وساماً وإكليلاً في عنقه قائلاً: "من أجل الشعب سنناضل مهما كان الثمن". ومن ناحية أخري ، قال المستشار حسن ياسين، رئيس الاستئناف ورئيس المكتب الفني للنائب العام، إنه بالإشارة إلى ما حدث بالأمس بمقر نادي قضاة مصر، وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة، فإننا نؤكد لشعبنا العظيم أن السواد الأعظم من أعضاء النيابة العامة مدركون لحجم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقهم والرسالة التي أناطهم بها الدستور. وأضاف: "قد تأكد لدينا أن الجمع الذي تام مساء أمس بمقر النادي والداعي لتعليق العمل لم يتجاوز عددهم المائتي وخمسين عضوا وهو ما يقدر بثمانية في المائة من عدد أعضاء النيابة العامة. وتابع: "كما تأكد لدينا أن العمل يسير بصورة منتظمة بكافة النيابات الجزئية والكلية على مستوى الجمهورية، ومن هذا المنطلق فإننا نطمئن شعبنا العظيم على حسن سير العمل بالنيابة العامة وانتظامه وندعو الزملاء المنادين بتعليقه إلى اللحاق بركب زملائهم المخلصين لوطنهم المدركين لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ومن منطلق مبادئ العدالة المؤكدة على مبدأ أن العودة إلى الحق خير من التمادي في الباطل فإننا ندعوهم مراعاة لمصالح المواطنين واحتراما لرسالة المحامين إلى العدول عن دعوتهم التي أطلقوها والانتظام في عملهم قبل فوات الأوان.