كعادة التيارات الإسلامية.. استغلت المساجد وصلاة العيد أمس في أمور السياسة والدعاية لأنفسهم.. هو وغيرهم من الأحزاب.. والبعض كان يوزع بيانات.. أما عن حزب الحرية والعدالة فقام أعضاءه بوضع لافتات على المنابر.. وهو ما يؤكد أنه سوف يستغل المسجد في الانتخابات القادمة مثلما حدث من قبل.. فقد أعلن شباب 6 إبريل وحزب مصر القوية بناهيا عن رفضهما التام لما حدث من انتهاك للقانون والأعراف المتفق عليها والتي تنص على حظر الدعاية داخل المصلى والإصرار على إقحام المساجد فى الصراعات الحزبية. وقال شباب حزب مصر القوية وشباب 6 إبريل بناهيا فى بيان مشترك لهما نشر عبر صفحتهما على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" إن الأخوة فى حزب الحرية والعدالة قاموا اليوم بتعليق لافتة على منبر الخطيب فى أحد المساجد تحمل شعار حزبهم وجماعة الإخوان المسلمين ضاربين بعرض الحائط الأعراف والقوانين التى تحظر الدعاية داخل المصلى وأماكن العبادة. وأكد شباب ناهيا على احترامهم الكامل لكل الأحزاب والتيارات موضحين أنه لا مانع لديهم مطلقا من الدعاية خارج أو أمام المساجد طالما لم تدخل المصلى الذى هو مكان للعبادة فقط فهذا مصلى لأهل البلدة بغض النظر عن انتماءاتهم، قائلين: حرمنا هذا الفعل على أنفسنا ليلة أول أمس ورفضنا تعليق لافتات داخل إحدى الساحات الكبيرة بالبلدة احتراما منا لأهل ناهيا. كما كان الإخوان يرددون "عيد النهضة" ويتحدثوا في السياسة وعن إنجازات الرئيس مرسي في المساجد، وذهبوا إلي أكثر من ذلك عندما علقوا لافتة في مسجد عمر بن الخطاب تقول" مسجد عمر بن الخطاب وجماعة الإخوان المسلمين يهنئونكم بعيد الأضحى". أما عن الدعوة السلفية وحزب النور فقد حذرت في بيان لهما تم توزيعه، على المصلين بالمساجد، وفي الساحات المخصصة لصلاة العيد، بعدم دعوة الجماهير للتصويت ب"نعم" على الدستور الجديد، لأنه لا يحقق الحد الأدنى من التعبير عن هوية الأمة، ومرجعية شريعتها، وأن الموقف ثابت سواء تم الإبقاء على التأسيسية الحالية أو حلها. وأشار البيان، إلى أن الفواحش يروَّج لها تحت مسمى "حرية الإبداع"، ويُطعن في الثوابت تحت مسمى "حرية الفكر"، ويُهدم النظام الأسري تحت مسمى "المساواة"، وانتقد البيان بشدة من أسماهم ب"الإسلاميين" في التأسيسية، الذين خفضوا من سقف مطالبهم مراعاة للصوت العالي للعلمانيين، مما جعل الخلاف على مواد الهوية في الدستور يبدو أنه "سلفي علماني"، ومع هذا استمرت المناقشات داخل التأسيسية وخارجها في عدة محاور؛ الأول تجويد المادة الثانية التي تنص على أن مبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع، وكلمة "مبادئ" إحدى الكلمات التي يستعملها الخصوم في تفريغ المادة من محتواها. وكشف بيان الدعوة السلفية، أن العلمانيين يحاولون ترك مواد كثيرة في الدستور مطلقة التفسير، لتفسر وفق المعايير الغربية والمواثيق الدولية للحرية والمساواة، وهي نفس الادعاءات التي كانوا يرددونها أثناء الاستفتاء على الدستور المؤقت. وللشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله- رأيا في ذلك، ففي سياق حديثه عن علامات يوم القيامة في كتاب" معجزة القرآن" ذكر قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (وظهرت الأصوات في المساجد)، وقال: أن الناس يذهبون إلي المسجد ليس للعبادة، ولكن للتحدث في شئون الدنيا، والمسجد هو بيت الله، وإذا ذهبت إلي المسجد فأنت تذهب لذكر الله والعبادة وإياك وأنت في المسجد أن تتحدث في شأن من شئون الدنيا، ولكننا نري الناس يذهبون إلي المساجد لإتمام صفقة، أو أي شئ من هذا القبيل، ويقول أحدهم للآخر سأقابلك في المسجد لنتفق على هذا وذاك، وبذلك تخرج المساجد عن أنها دور للعبادة وتصبح مكانا دنيويا للتحدث في شئون الدنيا، ومن يتفق على تجارة أو أي شأن من شئون الدنيا في المسجد فلا يبارك الله له فيما اتفق عليه، وذلك أن المسجد لا يقصد إلا للعبادة ولا يتحدث فيه إلا بذكر الله والتسبيح له.