منذ أن أعلن السلفيين تأييدهم للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح .. أنقسم السياسيون في تحليل ذلك التأييد بين من يري أنه كان يعزز فرص أبو الفتوح في الفوز ، فهم كتلة تصويتية كبيرة ، ومنهم من رأي أنه أخسره الكثير من أصوات الليبراليين الذين انصرفوا عنه لحمدين صباحي خشية أن يكون هذا التأييد به نوع من الوعود السرية في تطبيق الشريعه والحدود و أقامة الدولة الاسلامية .. لكن أبو الفتوح نفسه سعد بتأييد السلفيين ، واعتمد في دعايته الانتخابية علي ما اسماه " الاصطفاف " وهو جمع القوي السياسية المختلفة حوله ، ولكن جاءت المفاجأة بإخفاق أبو الفتوح بشكل كبير في انتخابات الرئاسة و يقال أن تراجع أبو الفتوح للمرتبة الرابعة في انتخابات الرئاسة في جزء رئيسي منه سببه رهانه علي الكتله التصوييته الكبيرة للسلفيين التي شاركت بنسبه ضعيفه جدا ، ومن الواضح أنها لم توف بوعدها في دعمه بل وقيل أن هناك الكثير من المشايخ وقيادات السلفية دعوا ايام الانتخابات بكثافة لدعم الدكتور محمد مرسي ، والاغرب أن الاسكندرية معقل السلفيين اظهرت نتائجها لصالح حمدين صباحي وهو ما يعني أمرين ، الأول عدم تصويت السلفيين أصلا في الانتخابات بشكل كبير ، والأمر الثاني هو أن أصواتهم ذهبت لمحمد مرسي وليس لأبو الفتوح .. كما لم نشهد دعماً واضحاً أو الحشد الذي كنا نتصوره وراهن عليه أبو الفتوح للسلفيين في انتخابه في اللجان ، خاصة أن تأييد السلفيين حول أبو الفتوح من مرشح ثوري لمرشح اسلامي ، والبعض فسر موقف السلفيين هذا باللعبة السياسية المتعمدة لاسقاط أبو الفتوح قيل أن الاخوان المسلمين وأمن الدولة يقفا ورائها لاسقاط أبو الفتوح ، وفي تصريح خاص للدكتور خالد سعيد منسق الجبهة السلفية بالاسكندريه قال : السلفيين تيارات مختلفة ، بعضنا دعم الدكتور محمد مرسي ونحن كنا أحد الداعمين له ، موقفنا كان واضحاً وصريحاً من البداية سواء الجبهة السلفية او أنصار السنة او الجمعية الشرعية ، تلك التيارات دعمت مرسي ، أما الدعوة السلفية وحزب النور فهم التيارات السلفية التي وعدت أبو الفتوح بالدعم ولم يكونوا جادين في هذا التأييد ، فالارقام تؤكد أنهم لم يدعموه ولا أعرف لماذا غيروا موقفهم فجأه ، وبسؤالنا حول أن كان ما أعلن من قبل من دعم حزب النور والدعوة السلفية هي لعبة سياسية قد يكون هناك تيار معين يقف ورائها .. رفض التعليق لكنه أكد أن من اعلنوا تأييد أبو الفتوح لم يصوتوا له خاصة حزب النور الذي كان من المتوقع أن يظهر له دور أكبر من ذلك بحكم أنه صاحب حزب سياسي له تنظيم وافراد ولم نراه مطلقاً في الانتخابات . وعلق الدكتور حسام أبو البخاري احد شباب السلفيين والمتحدث الرسمي باسم ائتلاف المسلمين الجدد وهو أحد مؤيدي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ،قال : السلفيون ثلاث كتل ، منهم من أعلن تأييده للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومنهم من أعلن تأييده للدكتور محمد مرسي ومنهم من كان يؤيد الشيخ حازم أبو اسماعيل واختار ان يقاطع الانتخابات ، لذلك لم يكن السلفيون جميعاً مع ابو الفتوح ولا أنكر أن السلفيين خذلوه ولكن لا تحاسبوا افراد السلفيين يسأل في ذلك حزب النور الذي كان من المفترض أن يكون له دور منظم وفعال أكبر من ذلك .. وفسر الدكتور حسام أبو البخاري حصول حمدين صباحي علي المركز الاول في الاسكندرية والتي تعد معقل للسلفيين بأن هذه المحافظة تضم عدداً كبيراً من الاقباط الذين دعموا شفيق وايضا بها عدد كبير من السلفيين الذين امتنعوا عن التصويت أو دعموا محمد مرسي ، وقال " علينا أن نفهم شخصية الشاب السلفي الذي عندما قرر أن يعطي لابو الفتوح صوته هو كان مضطر وليس عن اقتناع كامل ، فكنا نريد شخصية مثل الشيخ حازم أبو اسماعيل وعندما انصرف من المشهد قبلنا بابو الفتوح لانه الاقرب وليس الافضل علي الاطلاق ومن الجائز يكون هذا سبب تراجع البعض لكن في النهاية يتحمل مسئولية الموقف كاملاً حزب النور الذي كان عليه ان يدعم ابو الفتوح بشكل أكبر من ذلك بكثير " .