كارثة قد تحدث فى يوم من الأيام عندما نرى جدران المساجد والمبانى القديمة بالقاهرة الفاطمية تتساقط أمام أعيننا بسبب فساد البنية التحتية والإهمال فى صيانة مواسير الصرف الصحى .. ولا ينبغى أن يمر مشهد طفح ماسورة الصرف الصحى بشارع المعز بسهولة دون أن يتم فتح ملف تطوير هذا الشارع الذى تكلف ما يزيد عن 10 ملايين جنيه وقت افتتاحه عام 2008 .. وإذا كان طفح مواسير الصرف أو المياه فى أى منطقة شيئا عاديا فإنه ليس من المقبول مطلقا أن تتكرر مثل هذه المشاهد فى منطقة الأزهر والحسين الأثرية والتى تحظى بأهمية كبيرة لموقعها الحضارى والتاريخى فى مقدمة التراث العالمى. كان مشهد المياه وهى تغمر شارع المعز منذ أيام شيئا مسيئا للغاية خاصة فى ظل وجود أعداد كبيرة من السائحين جاءت إلى المكان وتحدت الإنفلات الأمنى لتجد إنفلاتا من نوع آخر فى واحدة من مخلفات الفساد فى العهد السابق .. بوابة الشباب تجولت فى شارع المعز وشوارع الحسين والأزهر والغورية لنرصد مدى المعاناة التى تتعرض لها آثار تلك المنطقة .. حفر لاعمال الكهرباء احد شوارع حى الحسين اثر المياه على الحائط البداية كانت من شارع المعز حيث طفحت ماسورة صرف صحى ضخمة نهاية الشارع مما تسبب فى غرق هذا الشارع الأثرى بالكامل وارتفع منسوب المياه لما يزيد عن 25 سنتيمتر مما أدى إلى توقف السياحة فى الشارع لمدة يوم كان هذا الأسبوع قبل الماضى لكن أيادى الإهمال والفساد قد طالت البنية التحتية الحديثة فى هذه المناطق الأثرية ففى الشارع البنية التحتية على وشك الانهيار والبلاعات حسب الصور المنشورة أمامكم طافحة والمياه تخرج من أسفل الأرض وتنتشر فى الشارع بينما يقوم أصحاب المحلات والحوانيت القديمة بمحاولة سدها بوضع قطع من الطوب فيها وما يزيد من حجم الكارثة أن المياه تتسلل إلى جدران المساجد والبيوت والقصور الأثرية مما يؤدى لتعرضها لخطر التآكل .. ومن الآثار التى يضمها الشارع مجموعة قلاوون وخانقاه السلطان الظاهر برقوق ومتحف النسيج الإسلامى والمدرسة الأشرفية وغيرها. ويقول أحد الباعة فى الشارع فى تحسر أن الزمن الطيب راح"! والشارع حالته لا تسر أحدا وبسبب الإنفلات الأمنى فإن أعداد السائحين قليلة وأغلبهم يأتون من أجل الفرجة فقط وحركة البيع والشراء متوقفة فى المنطقة وبالنسبة للبنية التحتية فإن الشارع يتحول لمكان مظلم فى المساء بسبب فشل مشروع الضوء الذى تم إنشاءه حيث تسببت وحدات الإنارة التى تم وضعها على جانبى الطريق فى مقتل إحدى السيدات نتيجة حدوث ماس كهربائى أرضى .. كما أن البلاعات مكشوفة وبعض الأهالى يلقون فيها أعقاب السجائر والمناديل مما يتسبب فى انسداد المواسير وللأسف هم أخرجوا المواسير الضخمة ووضعوا مواسير صغيرة لا تستوعب استهلاك المنطقة.. وبخلاف شارع المعز تأتى منطقة مسجد سيدنا الحسين هى الأخرى على رأس المناطق الأثرية المهددة بالمياه الجوفية والصرف الصحى - إن لم نتجاوز حدود المبالغة فى التعبير - فالمشهد الحسينى يبدو من الخارج جميلا بلا مشكلة لكنه من الخلف يحمل فى طياته الكثير من دلائل الاهمال فهناك حفريات فى الشوارع الخلفية للحسين لتجديد شبكة الصرف الصحى ثم توقف المشروع يأتى هذا فى الوقت الذى تسببت المياه الجوفية فى تصدع بعض المنازل القديمة وغرق أحد المساجد كما يبدو فى إحدى الصور المنشورة. حى الحسين المياه غمرت الارضية الارض متاثرة بالمياه يقول الحاج عبد الرحمن وجدى (70 سنة) من سكان منطقة الحسين: المبانى قديمة جدا وتعانى من أزمة المياه الجوفية من زمان ولا نسطيع أن نتدخل بالهدم أو الإزالة بحجة أنها مبانى أثرية وطبعا شبكة الصرف الصحى بالمنطقة قديمة ولا تهتم هيئة الصرف الصحى بصيانتها أو تجديدها لكن بشكل عام لا نعانى من أزمة صرف وإنما المشكلة كلها أن المواسير أحيانا تنسد فى منطقة الجمالية فتنزل المياه إلى شارع المعز لأن منطقة الجمالية أعلى فى الارتفاع. وفى نوبة صحيان قام الدكتور عبد القوى خليفة محافظ القاهرة بجولة تفقدية فى شارع المعز للوقوف على الأزمة وأصدرت محافظة القاهرة بيانا صحفيا أضحت فيه تكليف محافظة القاهرة لهيئة الصرف الصحى بالصيانة الدورية للشبكات والمحطات الرئيسية كما طالب بتنظيم حركة سيارات نقل البضائع فى الشارع من الساعة الثانية عشر بعد منصف الليل وحتى الصباح . أما الأمانة العامة للمجلس الأعلى للآثار فقد طالبت هى الأخرى هيئة الصرف باتخاذ الاجراءات الكفيلة والسريعة لتطهير المواسير بالمنطقة وسرعة صيانتها ومتابعتها باستمرار وهو مالم يحدث حسب شهادة البائعين وأصحاب الحوانيت القديمة .. فإلى متى يظل هذا الاهمال مستمرا .. نحن فقط ننبه؟