فى رد فعل للتحرير على ما شهدته محاكمة مبارك أمس .. تجمع اليوم العشرات من النشطاء والشباب المستقلين بميدان التحرير للمطالبة بتوقيع أقصى العقوبة على مبارك ونجليه ووزير داخليته. تصوير: محمد لطفى ورغم هدوء الحياة فى الميدان وغياب كافة القوى السياسية المؤثرة وعودة الحياة إلى أحد شرايين التحرير الرئيسية فى شارع محمد محمود إلا أن التحرير يشهد من وقت لآخر تجمعات بسيطة فى إطار الانفعال بالأحداث الجارية .. لكن ميدان التحرير تحول الآن لأرض متناقضات فليس كل المعتصمين بلطجية ..فهناك طلاب جامعة ومهندسون شباب كما يوجد خريجون من مختلف الكليات والأغلبية العظمى منهم معتصمون من منطلق اعتقادهم بأن الثورة لم تغير شيئا فى واقعهم الحياتى والمادى والاجتماعى ولهذا ينتظرون أن تقوم ثورة أخرى أو أن يحدث تغير جذرى فى الأوضاع السياسية والاجتماعية فى مصر .. وإلى جانب هؤلاء هناك عدد من العاطلين من شباب مصر القديمة وبعض المناطق الشعبية وهؤلاء هم من يقفون وراء أحداث الشغب والخناقات التى تحدث من وقت لآخر بالميدان كما ينضم إليهم فئة الباعة الجائلين والذين لم يكتفوا باحتلال أجزاء من الميدان فقط وإنما قاموا بنصب عدد من الخيام الخاصة بهم وبأسرهم.. وكما يتواجد بالميدان باستمرار أطفال شوارع وصبية يتم استخدامهم وتشغيلهم فى مسح السيارات التى تركن بجوار المجمع . أما العتصمون بالصينية فهناك جانب منهم ينتمى لمصابى الثورة وهؤلاء يرفضون الرحيل عن المكان حتى يتم القصاص العادل من مبارك ونظامه وهؤلاء قاموا بحفر قبورهم بالصينية وأقاموا نموذج لمشنقة تفاؤلا بإعدام مبارك والعادلى أما الجانب الآخر من المعتصمين فغالبيتهم إما من الباعة أو عناصر غريبة وبلطجية ولهذا اضطر بقية شباب الثورة لمغادرة الصينية والاعتصام بالحديقة المجاورة لمجمع التحرير.. منهم مجدى الهوا فنان الكوميديا والكومبارس الذى ظهر فى بعض الأفلام كما شارك فى برنامج الكاميرا الخفية فى بدايتها .. مجدى الهوا وعدد آخر من الشباب نصبوا خيمة أسفل المجمع تضم عددا من خريجى الجامعة العاطلين الذين يبحثون عن فرصة عمل بلا جدوى وهؤلاء كما يقول مجدى ينتظرون قيام الثورة الاجتماعية حتى يتحقق العدل من السماء وحتى يجد الشباب فرصة أفضل للحياة. التناقضات الغريبة فى ميدان التحرير تدفع الكثير من المارة باستمرار للهجوم على المعتصمين حيث تتجدد باستمرار أعمال الشغب والاشتباكات بين البلطجية والباعة حيث تظهر الأسلحة البيضاء صراحة بلا رادع من قانون. التناقضات أيضا تبدو فى التصرفات فحتى الآن هناك شباب متحمسون يقيمون فى خيامهم سهرات ولقاءات وتجماعات لمناقشة الأوضاع السياسية وبجوار هؤلاء هناك خيام سيئة السمعة تمارس فيها أعمال منافية للآداب.. لكن الطريف فى الأمر حقا ان عددا من الباعة الجائلين والمعتصمين قاموا بعمل كارنيهات خاصة لكل معتصم بحيث تصف هويته وفى الوقت نفسه يتم مطاردة البلطجية.