• بداية ما تعليقك علي منظومة الأخلاق والقيم لدي الشباب حاليا ؟ - الملاحظ هذه الأيام أن هناك من الشباب لاهم له إلا الاهتمام البالغ بآخر صيحات الموضة العالمية، سواء في طريقة اللبس، أو تصفيف الشعر، أو ارتداء قلادات العنق وهمه تلبية كل رغباته ونزواته، دون اهتمام بالجانب الروحي والأخلاقي مما يسبب عدم مبالاة بدينه وقيمه الأخلاقية التي تضبط سلوكه في التعامل مع مجتمعه الذي يعيش فيه ، فالانسان في هذه الدنيا له رسالة يعمل في ضوئها، وسيحاسب قطعا أما الله عن الأفعال التي تصدر عنه يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّي يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ) والملاحظ أن فترة الشباب فترة القوة والسواعد الفتية لها سؤال خاص أمام الله تعالي (وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ) فالذي يضيع فترة شبابه دون أثر وعمل يحمد له قطعا قد خسر كثيرا وسيخسر أكثر إذا لم يستفق من غفلته ويعود إلي الطريق المستقيم الذي يفهم من خلاله أنه لم يخلق عبثا وأن له رسالة خلق من أجلها يقول الله تعالي » وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون، » وليس العبادة هي ما يؤديه الإنسان من صلاة وأركان بالمعني الحرفي لها ولكن العبادة بمفهمها الواسع التي يشمل كل فعل وقول وإشارة في تعامل الإنسان مع خالقه وتعامله مع الناس بل وتعامله مع الكون كله، فالشاب لابد ان يكون له الأثر الطيب في الأرض وهذا الأثر هو فعل كل عمل صالح في دنيا الناس، سواء أكان قولا أو عملا وليس مجرد العمل نفسه بل اتقانه وتحسينه وأن يتق الله في كل ما يفعله كما وجهنا نبينا صلي الله عليه وسلم بقوله» إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» وبذلك يكون الإنسان قد حقق المقصد الأسمي من العباده، فكل عمل مشروع يقصد به النفع العام وعمارة الأوطان هو عبادة يؤجر الإنسان عليها، كما أن كل عمل أو قول يقصد منه الإتلاف والإفساد في الأرض يؤخذ الإنسان بها ويعاقب عليها يقول تعالي (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَي بِنَا حَاسِبِينَ )فيجب علي كل شاب أن يشمر عن ساعد الجد والعمل والمثابرة مع ملازمة العمل للأخلاق الكريمة. مضاعفة العمل كيف يوازن الشباب بين العمل والعبادة في شهر رمضان ؟ - شهر رمضان يجب أن يتضاعف فيه العمل لا أن يتكاسل ويتخاذل بحجة أنه صائم بل علي العكس الثواب في شهر رمضان مضاعف فهذا الشهر فيه صفة قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه ومن أدي فيه فريضة كان كمن أدّي سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار). فهذا الحديث دعوة لكل عامل في مصنعه او موظف في مؤسسته شاب او غير شاب ان يضاعف العمل ويجد ويجتهد فكيف تشعر بالجوع والعطش وانت نائم بالمنزل ولا تعمل بل علي العكس اعمل واجتهد واشعر بالعطش والجوع حتي تأخذ الأجر والثواب وهما أجر العمل وأجر الصوم ولا تجعل صيامك حجة للكسل والنوم مع محاولة تنظيم الوقت بين ما يقوم به من عبادات وقربات وبين ما يلزمه من تلبية احتياجاته ومن يعول، بحيث لا يطغي جانب علي آخر . هل هناك دور لوزارة الأوقاف لتشجيع الشباب علي العمل والاجتهاد وتقديم النصح والإرشاد؟ - نحن في وزارة الأوقاف نخصص ملتقيات فكرية للشباب تدور حول مكارم الأخلاق وما يجب أن يتحلي به الإنسان المسلم وما يجب عليه خلال شهر رمضان الكريم، وهذه الملتقيات كم لها من الأثر العظيم في نفوس الشباب حيث إن هناك تجاوبا من قطاع كبير منهم خاصة فيما يخص مشاكلهم الحياتية اليومية وطرق علاجها، وهو مجهود يحسب لشباب الأئمة وبفضل توجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي لا يتواني في الدفع بالشباب الواعي والمؤهل علميا وإداريا داخل منظومة العمل بالوزارة وفي المديريات والمساجد الكبري وفي المناصب القيادية وذلك لضخ دماء جديدة تستطيع التعامل مع الجمهور خاصة الشباب منهم والمستقرأ لبرامج الأوقاف والموضوعات التي تتناولها من خلال خطبة الجمعة والدروس داخل المساجد بل اللقاءات الجماهيرية داخل أروقة الجامعات والمراكز الشبابية وقصور الثقافة تشهد بما لا يدع مجالا للشك التنوع المعرفي والثقافي في تقديم خطاب ديني مستنير يحترم عقول الشباب ويناقش قضاياهم العالقة في أذهنهم. قلق بالغ ماذا تقول لمحبي مشاهدة المسلسلات الدرامية وبرامج الفكاهة ؟ - أصبحت هذه الظاهرة للأسف سبب قلق بالغ لدي الأسر بل عند علماء النفس والاجتماع إذ هي مضيعة للوقت وربما كانت سببا في انسلاخ الانسان عن قيمه وأخلاقياته إذا كانت تلك المسلسلات والأفلام لا تراعي الجوانب الأخلاقية الفاضلة، خاصة في شهر رمضان الكريم رغم اننا حذرنا مرارا وتكرارا من هذا الأمر من خلال المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي ف »هذا الداء علة زاد الطين بلة» ونقول يا معشر المسلمين شهر رمضان هو شهر القرآن وشهر الطاعات والقرب من الله تعالي والأصل فيه ان يظل الصائم متصلا مع الله لا أن يصوم بالنهار فقط ويشاهد المسلسلات والأفلام طوال الليل حتي وقت السحر فأين أنت من قراءة القرآن الكريم وأين أنت من الصلاة والذكر والشكر وقيام الليل . ماذا تقول للقائمين علي الأجهزة الإعلامية ؟ - أقول للقائمين علي الإعلام : رسالتكم سامية في تقديم أعمال ترقي بالقيم والأخلاق الفاضلة فتخيروا ما تعرضون علي الناس في هذا الشهر الكريم فهذا ليس شهر تسلية ولا ابتذال ولا خدش للحياء، وهذه أمانتكم، وأقول للناس أيضا عليكم بانتقاء ما تشاهدون فإذا كان ما يعرض هادفا يعزز من القيم والأخلاق ويناقش قضايا حياتية تصحح الأفهام وتنير العقول فلا مانع من متابعتها حتي يستفيد منها جميع أفراد الأسرة وخاصة الأطفال فهي نافعة بكل المقاييس لأنها تقوي القيم والأخلاق وتبصركم بأمور دينكم. وما حكم مشاهدة المسلسلات والأفلام المبتذلة في شهر رمضان ؟ - يجب علي كل مسلم صائما كان أو غيره أن يحفظ عينه وأذنه عن كل ما حرم الله تعالي لأنه مسؤول أمام الله يقول تعالي (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ويقول سبحانه في صفة عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) فمشاهدة المشاهد المبتذلة والتي تظهر العورات لا شك أنها تنقص من ثواب الصوم، وهنا أقول ان من صام لله حق الصيام فله الأجر والثواب العظيم الذي لا يعلمه إلا الله رب العالمين، أما من صام فقط عن الطعام والشراب فليس له من الصوم الا الجوع والعطش فحري بنا ان نحافظ علي ثواب الصيام ولا نضيعه هباء منثورا.