عندما تستيقظ من نومك.. تقوم من سريرك.. تنزل بساقيك باحثا بقدميك وأصابعك عن »الشبشب» ترتديه لدخول الحمام.. هل سألت نفسك كم عضلة حركت وكم عملية معقدة أجريت مقابل تلك الخطوة التي تعتقد أنها عادية وبسيطة تقوم بها يوميا دون التفات؟!.. كان هذا السؤال هو محور مقال قرأته منذ سنوات طويلة للكاتب الكبير أنيس منصور. ذكرني هذا المقال ما عانيته عندما استيقظت فجأة علي آلام شديدة بأصبع يدي الإبهام وقد عجزت عن فرده أو تحريكه لمشكلة بالوتر علمت فيما بعد أنها تحتاج إلي جراحة.. ويا الله علي ما اكتشفته من قيمة لهذا الإبهام الذي لم أكن أشعر بوجوده أصلا وقد أعجزني عن مسك أقلامي وفك وإحكام مشابكي وأزراري ولبس جواربي وقص أظافري وغسل أطباقي... إلخ. أتحدث عن أصبع واحد من عشرة ولا أتحدث عن تمرد جسد وتداعي اعضاء مع المرض أو تقدم السن ولا أتحدث عن ساق مكسورة أو ذراع مبتورة أو عين مطموسة.. ولا عن طريح فراش مصاب بشلل رباعي قابلته صدفة في أحد المستشفيات لا يتحرك فيه سوي لسانه وعينيه كان منتهي أمله وأعز أمنياته أن يستطيع تحريك يده ولو لدقيقة واحدة كي يدخن سيجارة ويشرب كوب شاي بمزاج!! الآن.. إذا سألك أحدهم كيف أخبارك فلا تقل أخباري مثل أهرامي أو لا جديد أو عادي.. بل قل وأنت تعنيها.. الحمد لله حتي يبلغ الحمد منتهاه.