»لم يكن غريباً أن تسعي مصر بقيادة الرئيس السيسي للاستفادة من تجارب تلك الدول مما أدي إلي تحقيق نقلة تنموية كبيرة في فترة وجيزة» مازالت تجارب النمور الآسيوية (سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج الصينية) ومن بعدها الصينوماليزيا والبرازيل والهند واندونيسيا، مصادر إلهام لكل دول العالم الثالث لتحقيق نهضة تنموية كبيرة. واللافت وجود عوامل مشتركة بين تلك الدول، تمثل مرتكزات الانتقال من خانة الفقر إلي التقدم والازدهار. لعل أبرزها تولي قيادة وطنية واعية تمتلك رؤية واضحة لقيادة البلاد مثل لي كوان يو قائد التغيير الحديث لسنغافورة، الذي نقل بلاده من دولة فقيرة لا يجد مواطنها الكفاف، إلي دولة غنية يشار لها بالبنان، ويتمتع مواطنوها بثالث أعلي دخل علي مستوي العالم. أما مهاتير محمد مهندس النهضة الماليزية الذي حكم البلاد خمس دورات متتالية وعاد مؤخرا لتولي قيادة الحكومة لدورة سادسة رغم تخطيه سن التسعين، لاستكمال تجربته الثرية التي حولت ماليزيا من دولة فقيرة تعتمد علي تصدير خام القصدير والمطاط إلي دولة متقدمة صناعيا بالاعتماد علي إعلاء روح الانتماء الوطني والثقة بالنفس، والاهتمام بالتعليم باعتباره العنصر الرئيس في التنمية البشرية اللازمة لتنمية اي مجتمع مع التركيز علي التعليم الفني والتدريب ونقل التكنولوجيا الحديثة من اليابان وجذب الاستثمارات الأجنبية. وأصبحت صادرات البلاد محرك النمو الرئيسي بمعدل إجمالي أكثر من 7٪ مع انخفاض معدلات التضخم في الثمانينيات والتسعينات. وأصبحت ماليزيا اليوم واحدة من أكبر مصنعي الأقراص الصلبة الحاسوبية. ومن ينسي مهندس المعجزة الصينية الرئيس دينج شياو بينج الذي تولي حكم الصين عام 1978. واستطاع خلال سنوات قليلة تحقيق طفرة تنموية من خلال إطلاق خطة لتطبيق سياسة اقتصاد السوق الاشتراكي وأطلق الطاقات الكامنة للصينيين بتحويل المزارع الجماعية إلي مزارع عائلية. كما فتح الباب للاستثمارات الخاصة والأجنبية من خلال اول منطقة اقتصادية تبعتها 14منطقة أخري تتمتع بأنظمة استثمارية جاذبة، وتوجه منتجاتها للتصدير. وقد تكللت هذه التجربة بالنجاح، ففي عام 1992 بلغ حجم التجارة الخارجية للمناطق الخمسة الخاصة الأولي (24) مليار دولار. وهي تشكل نسبة ( 14.65% ) من حجم التجارة الخارجية للصين. وحققت فائضاً تجارياً قدره (490) مليون دولار. ومثال ذلك ، مقاطعة (جوانج دونج) حيث حققت تطوراً اقتصادياً كبيراً للفترة 1979 -1990 فبلغ معدل النمو السنوي 11% سنوياً ومعدل نمو صناعي بلغ (27.2%) وناتج سنوي (31) مليار دولار. وأيضاً مقاطعة فوجيان التي حققت زيادة في صادراتها بنسبة (21%) سنوياً للفترة 1989-1991. أما ثاني عوامل النجاح المشتركة بين تلك الدول -بعد القيادة الوطنية الرشيدة- فيتمثل في الاهتمام بالتعليم وإعداد الكوادر البشرية اللازمة للتنمية.وتطوير البنية التحتية من الطرق والكهرباء، وتهيئة الأجواء لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خاصة الموجهة للتصدير مع تعبئة المدخرات المحلية للاستثمار. واختلفت نوعية الاستثمارات التي نالت أولوية خاصة من دولة إلي أخري. فبينما ركزت سنغافورة علي صناعات المشتقات النفطية والبتروكيماويات ثم السياحة. اهتمت ماليزيا بصناعات مكونات الكمبيوتر وغيرها من الصناعات الالكترونية إضافة إلي الملابس والأحذية والأدوات المنزلية. واهتمت الصين بتشغيل المناطق الخاصة بمختلف الصناعات المخصصة للتصدير مع تركيز الحكومة علي تطوير القطاع العام. ولم تغفل دول النمور والصينوماليزيا واندونيسيا وفيتنام دور الإعلام في إعلاء روح الانتماء الوطني والثقة بالنفس وحث الشعوب علي العمل والإنتاج. التجربة المصرية لقد استفادت تلك الدول من تجارب بعضها البعض وكذا الدول المتقدمة مثل اليابان وألمانيا. ولا أبالغ إذا قلت انهم استفادوا من تجربة محمد علي في مصر. لذا لم يكن غريبا أن تسعي مصر بقيادة الرئيس السيسي للاستفادة من تجارب تلك الدول مما ادي إلي تحقيق نقلة تنموية كبيرة في فترة وجيزة.وتحقيق زيادات متسارعة في معدل النمو الاقتصادي لدرجة أن وكالة بلومبرج الشهيرة وضعت في تقرير لها الاقتصاد المصري ضمن أفضل 10 اقتصاديات في العالم عام 2030.فقد انتهت مصر من إعداد شبكة طرق حديثة بطول 6 آلاف كيلو متر وأنشأت عددا من محطات الكهرباء العملاقة مما اضاف أكثر من 27الف ميجاوات إلي قدرات مصر الكهربائية.كما تم تنفيذ العديد من المشروعات كثيفة العمالة مثل قناة السويس الجديدة واستصلاح 1.5مليون فدان والعاصمة الإدارية الجديدة إضافة إلي 14مدينة جديدة أخري ومشروع الإسكان الاجتماعي وتطوير العشوائيات والمزارع السمكية والصوب الزراعية إضافة إلي مشروعات تطوير التعليم والصحة وشركات قطاع الأعمال العام والمناطق الاقتصادية الخاصة في قناة السويس وشرق بورسعيد والعين السخنة والمدن الصناعية المتخصصة للأثاث في دمياط والجلود في الروبيكي والرخام في الجلالة، لتؤكد مصر انها تسير علي خطي النمور، لتكون كما يحلم أبناؤها، أم الدنيا.. قد الدنيا. شكرا يا ريس السبت: كدت أطير من الفرحة، عندما وصلنا في الديسك المركزي، بيان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية الخميس الماضي، يحمل إجابات علي مطالب ملحة، سبق أن تناولتها مرات عديدة حول ديون الحكومة وبنك الاستثمار القومي لصناديق المعاشات، والخلل الرهيب في منظومة الأجور. أحسست بالفخر وانا استعرض مع الزملاء تفاصيل البيان وقلت بصوت عال من اعماق قلبي:شكرا يا ريس.شكرا لتوجيهاتك للحكومة برد ديونها وبنك الاستثمار القومي لصندوقي المعاشات، مما يمهد لانصاف أصحاب المعاشات وزيادة مستحقاتهم المالية المتدنية بشكل ملموس.شكرا يا ريس لتوجيهاتك للحكومة بسحب الاستشكال علي الحكم القضائي البات بضم 80في المائة من آخر خمس علاوات للمعاش،مما يساهم في تحسين أوضاع هذه الفئة التي افنت حياتها في خدمة الوطن.شكرا يا ريس لتوجيهاتك بإصلاح منظومة الأجور مما يعطي الأمل لتقريب الفوارق المستفزة بين العاملين بالدولة.شكرا يا ريس انتصارك للفئات المظلومة وسعيك الدؤوب لإعلاء العدل بين أبناء الوطن..شكرا يا ريس. الأطباء.. »حالة حرجة» ! الاحد: أقسم أنه يتقاضي 2100 جنيه شهريا بالحوافز والبدلات، وقال الطبيب الشاب المتخصص في الرعاية الحرجة لأمراض الكلي بالتأمين الصحي، ان زوجته التي تخرجت معه منذ 10 سنوات، افضل قليلا منه حيث تعمل بوزارة الصحة وتتقاضي 3200 جنيه. رغم مأساة هذين الزوجين الطبيبين إلا انني سعدت بهما وهما يتحدثان عن متعة الرضا في تخفيف آلام مرضاهم ورعايتهم بكل اخلاص. لكن أسئلة كثيرة ألحت علي وأنا أدردش معهما، لماذا تفرق وزارة الصحة في المعاملة المالية، بين اطبائها وزملائهم العاملين في التأمين الصحي التابع لها ايضا؟ والي متي يستمر هذا الظلم والاجحاف بحق أطباء مصر ؟ الانصاف مطلوب، اذا كنا حقا نستهدف تحقيق العدالة الاجتماعية، وإزالة مسببات الإحباط وأخطرها الاحساس بالظلم بين ابناء الوطن. الصحافة الورقية.. »بعافية»! الاثنين: لست مع الرأي الطاغي، بأن الصحافة الورقية »راحت عليها» والاستشهاد بما حدث من اغلاق لبعض الصحف في العالم الغربي والعربي. فلدي قناعة بحكم خبرتي في صناعة الصحافة سواء القومية أو الخاصة أو الخليجية، ان الصحافة الورقية انعكاس لمستوي الاحداث وترمومتر الحرية. فاذا ارتفعت سخونة الأحداث وزادت مساحة الحرية الصحفية وجودة الاداء، ترتفع معدلات التوزيع وبالتالي نصيب الصحف الورقية من كوتة الاعلانات، والعكس صحيح. والدليل ماحدث ابان احداث ثورة 25 يناير. فقد وصلت الأحداث السياسية في مصر إلي الذروة. وتلهف القراء علي الصحف التي تسابقت في تغطية وتحليل الاحداث بشكل مستفيض. ليجد القارئ فيها مبتغاه.فتضاعفت معدلات توزيعها عدة أضعاف، رغم وجود مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية. مما يبرئ تلك المواقع من تردي أوضاع الصحافة الورقية. لكن ليس معني هذا ان تعود الصحف الورقية إلي عصر ماقبل الانترنت حيث كانت صحف الأخبار وأخبار اليوم مثلا توزع مايفوق المليون نسخة في اليوم الواحد. سوف تتراجع معدلات التوزيع لكن الصحف الورقية لن تموت إلا بموت الحرية وندرة الحدث الساخن وتراجع الاداء وهو ما لن يحدث ابدا. خلي بالك من ولادك الثلاثاء: حادث الدرب الأحمر الارهابي يكشف بجلاء مساحة الجرم التي يمكن ان تستغلها ماكينة التطرف المدمرة. فالارهاب » ابو توكة» ثبت انه من اسرة ميسورة، اي انه ليس فقيرا يعاني شظف العيش والبطالة. كما ان والده طبيب اي ليس من بيئة تتسم بالجهل. ورغم ذلك استطاعت الة الشر تجنيده بعد عمل غسيل مخ له ودفعه لوضع قنبلة أمام مسجد الاستقامة ثم تفجير اخري في الدرب الأحمر أثناء مطارة قوي الأمن له. مشاهد مرعبة، تحمل كل أب وكل ام مسئولية متابعة سلوكيات ابنائهم وعدم تركهم أسري الانترنت. خلي بالك من ولادك، يجب ان يكون منهجا يتردد في أذهان الآباء والأمهات، حتي نحمي شبابنا من ماكينات الشر الفتاكة. اخر كلام الخميس: أعذريني.. ابتساماتي توارت..وسط أمواج الشجون كل ماحولي كسير القلب.. معصوب الجبين. الزمن غير الزمن.. والمشاعر والعيون. الزهور اغرورقت بالدمع.. منا والجفون. كل مافينا حزين كل ما فينا حزين أعذريني