تقدم الدول يبدأ بدقة تشخيص مشاكلها ثم رؤية التخطيط للعلاج من خلال قيادة مقنعة التوجه وقانون حازم علي الجميع واستثمار للطاقات الكامنة ، وحسن إدارة الموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية مع مكافحة الفساد دون تمييز. وإعلاء مبدأ الشفافية والمصارحة مع إعطاء أمل النجاح والنجاة ، هذه أبجديات وآليات إرادة التغيير ومواكبة العالم الذي نراه حلما بعيد المنال ، وهناك أملا بدأ يلوح في الأفق بعد إنجاز قناة السويس الجديدة في عام واحد بأننا قادرون ونستطيع بوضع تجارب الآخرون الناجحة علي جدول تنفيذ التنمية المصرية بعيداً عن التنظير الأكاديمي واللف والدوران لإعادة إختراع العجلة .
مهاتير محمد رائد نهضة ماليزيا قال عند زيارته لمصر " لو كان لدي ماليزيا عند التخطيط لبناء حضاراتها الحديثة ربع ما لدي مصر من موارد بشرية وطبيعية واقتصادية لجعلت منها أعظم دولة في العالم "، مهاتير من بائع موز والده مدرس إبتدائي راتبه لا يكفي لسد رمق تسعة أبناء هو أصغرهم الي دخول كلية الطب بسنغافورة ثم العمل طبيبا في حكومة إنجليزية محتلة لبلاده حتي استقلال ماليزيا في 1957 ويفتح عيادة مخصصا نصف وقته للكشف المجاني ويصبح عضوًا بالبرلمان 1964 لمدة 5 سنوات ثم يألف كتاب " مستقبل ماليزيا " 1970 ثم وزيرا للتعليم 75 ثم رئيسا للوزراء عام 81 لتبدأ نهضة ماليزيا بعد أن كان سكانها " 18 ديانة " يعملون بالغابات وزراعة المطاط والموز والأناناس وصيد الأسماك الي بلد صناعي وأحد أكبر النمور الآسيوية اقتصاديا وعالميا من الدول العشرين خلال ثلاثين عاما ، مع رفضه لتوصيات البنك والصندوق الدوليين ، معتمداً علي التعليم والبحث العلمي كأولوية في ميزانية الدولة وإرسال الآلاف كبعثات للدراسة بأفضل الجامعات العلمية ، ومعلنا رؤيته بكل شفافية لشعبه مع نظام صارم لمبدأ الثواب والعقاب فبدأ بقطاع الزراعة وغرس مليون شتلة لنخيل الزيت في أول عامين لتصبح ماليزيا أولي دول العالم في إنتاج وتصديره ، وفي قطاع السياحة حول المعسكرات اليابانية أيام الحرب العالمية الثانية لمناطق سياحية تشمل الأنشطة الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية لتصبح بلده مركز عالميا للسباقات الدولية في السيارات والخيول والألعاب المائية والعلاج الطبيعي، وصناعيا حققوا طفرة تجاوزت 46٪ في صناعة الأجهزة الكهربائية والحاسبات الإلكترونية ، واستثماريا فتح الباب علي مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلي برجين بالعالم ، وعاصمة إدارية جديدة بجانب العاصمة التجارية كوالالمبور التي يسكنها 2 مليون وخططوا لتستوعب 7 ملايين عام 2020 ، وبنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة لتسهيل التنقل والسياحة والعمل ، واستطاع زيادة دخل الفرد الماليزلي من 81 الي 2003 من 100 دولار سنوياً الي 16 ألف دولار سنوياً وحجم الاحتياطي النقدي من 3 مليارات الي 98 مليارأ وحجم الصادرات إلي 200 مليار دولار ، ثم يستريح بني نهضتها تاركاً بإرادته الحكم وخريطة عمل واضحة المعالم "2020 " فيرفع له العالم أجمع القبعة بسبب إرادته وصدقه واعتماده علي سواعد شعبه وعقول أبنائه ، وهو الذي قال في مكتبة الإسكندرية أنه أستلهم الحضارة المصرية وفكر محمد علي الحاكم المصري.
الحلم المصري بدأ بأول الغيث في 6 أغسطس بإفتتاح قناة السويس الجديدة خطوة أولي من رحلة الألف ميل كما أعلنه الرئيس السيسي الذي ينفذ أكتوبر العام المقبل ليس فقط بتطوير المجري الملاحي للقناة العديد من المشروعات التنموية والصناعية وربط الدلتا بسيناء عبر حفر 6 أنفاق أسفل القناة يتم الإنتهاء من أربعة منها مع مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد بحيث يتكامل مع القناة الجديدة بتوفير البنية الأساسية اللازمة للتنمية، وتخصيص 40 مليون متر مربع لإقامة مناطق صناعية بالمنطقة وذلك بتوفير المناخ الجاذب للاستثمار من خلال قوانين محفزة، وإنشاء أكبر مزرعة سمكية بالشرق الأوسط مما يسهم في زيادة إنتاج مصر من الأسماك الي 100 ألف طن سنويا، ومشروع استصلاح واستزراع مليون ونصف فدان كمرحلة أولي من 4.5 مليون فدان وتجهيزه بكافة المرافق والطرق والآبار والمساكن وطرحه للاستصلاح الزراعي، والمشروع القومي لشبكة الطرق الجديدة التي تعتبر أكبر شبكة طرق تنموية تقدر 4400 كيلو متر متوقع الإنتهاء منها خلال عام ، بجانب إعلانه الإنتهاء من المرحلة الأولي للعاصمة الإدارية الجديدة أكتوبر 2016 علي مساحة عشرة آلاف فدان ونهائيا منها خلال 5 سنوات ، غير مشروعات عملاقة في الساحل الشمالي ومطروح والوادي الجديد وربوع المحروسة ، مع إجراء الانتخابات البرلمانية قبل هذا العام والعديد من القوانين لإصلاح الجهاز الإداري للدولة ، معلنا قانون الخدمة المدنية الذيذيهدف لرفع كفاءة 7 مليون موظف دون أن يضار أحد بتخفيض راتبه أو نقص علاواتهم ، إما علي صعيد علاقات مصر الخارجية وهو علي وشك زيارة روسيا للمرة الرابعة والصين وإندونيسيا وسنغافورة فهذا له حديث آخر بإنجازات علاقات متوازنة مع كافة دول العالم.. فهل المارد المصري خرج من قبو التخلف إلي إرادة التقدم وجدية العمل وإنجاز التنمية في أعوام قليلة وماذا سيوجه شكل المحروسة 2020 ؟!! [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ