عندما تموت الرحمة ويغتال الخير، يكون سيل الدماء هو النتيجة، ونسمع عن جرائم بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معان، تغيب الإنسانية ويتحول المجتمع إلي غابة كبيرة يسيطر فيها الأقوى، ويكون هو المنتصر الوحيد، هذا ما حدث فى منطقة الهرم، عندما ضاعت الإنسانية وصلة الأرحام من قلب شاب، قرر أن يخضع لأوامر المزاج لينهي حياة من مدت له يد المعروف، ويخطط لسرقة "جدته" التى تعدت عامها ال 75، السطور القادمة تسرد لكم تفاصيل مثيرة عن الجريمة البشعة التى عاشتها سيدة عجوز، كما نكشف لكم كواليس ليلة الجريمة، و لحظات القبض على الحفيد المجرم محمد.و، عمره 22 عامًا، عاش حياته منبوذًا من أسرته الصغيرة، رفض والده أعماله المشينة، سمعته السيئة بين الجيران لفظته، قرر الأب طرده من المنزل، ولم يجد مأوى له، لكن جدته العجوز قررت أن تمد يدها له لتكون طوق النجاة له من الضياع، لم تنظر لإجرامه وسجله داخل دفاتر المجرمين، اكتفت أن تكون له الأم الحنونة، ولم لا، فأعز الولد ولد الولد، لم تكن تتخيل أنه سينهش يد الخير، وتكون هي أول ضحاياه. عايز فلوس كعادة جده العجوز ترك زوجته لقضاء طلبات البيت، لم يكن يعلم أنه يترك المسكينة مع "وحش" لا يعرف الرحمة، انطلق العجوز وظلت الجدة التي تدعى "غنيه.ا" وبجوارها حفيدها "محمد"، دار الحديث بينهما كعادتهما، ولكن الحفيد طالبها بأموال مرة أخرى، رفضت بشدة قائلة له "عايز الفلوس علشان الزفت اللى بتشربه" أجابها مسرعًا "عايز فلوس وخلاص"، لم توافق الجدة هذه المرة على طلبه، لتدور مشادة كلامية، عايرته فيها بأفعاله وماضيه المليئ بالكوارث، كانت تقصد تأديبه، تسهم في تربيته التي خابت من والديه. الابن العاق لم يستطع تمالك نفسه وقرر أن ينتقم منها وسرقتها، ظل جوارها حتى تنام قيلولتها، بدأ فى البحث عن المال، هو يعلم أن جدته تحتفظ بالمال في بيتها، لتستيقظ العجوز من نومها، يتفاجئ "محمد" بها وقبل أن تنطق بكلمه كان رده القاسي في قلبها، استل سكينًا كانت بجواره، وسدد لها 3 طعنات بجسدها الضعيف، لتلفظ أنفاسها الأخيرة وهى تنظر فى عيني حفيدها المجرم، تتفحص ملامحه كأنها تريد أن تموت بعد تأكدها أن من غدر بها شخص آخر غير أعز ولدانها. دقائق يجلس فيها المتهم بجوار جثتها ويعاتبها قائلاً "كنتى ادتينى الفلوس"، ليقوم مرة أخرى ويستكمل البحث عن المال داخل "دولابها الخاص"، ويتمكن من الحصول على المال، ويترك جثتها ويفر هاربًا قبل تواجد جده . كواليس القبض بعد أقل من ساعة، يجلس رئيس مباحث الهرم كعادته داخل مكتبه، يتفاجأ برجل عجوز يرتعش ويقول بنبرة صوت منخفضة والدموع تسيل كالسيول "حفيدى قتل مراتى"، لينطلق رجال مباحث القسم لمعاينة الجثة وكشف ملابسات الجريمة، لحظات معدودة وكان رجال المباحث داخل المنزل ليكتشفوا جثة "غنيه" مسجاة على ظهرها أعلى سرير غرفة النوم ترتدي كامل ملابسها كاملة، وبها ثلاث طعنات بالصدر ووجود آثار بعثرة بالدولاب، بدأت التحريات السرية وتعقب خط سير المتهم . وبعد ليالى من البحث توصل رجال المباحث أن المتهم في الإسكندرية، لتنطلق قوة من المباحث بالتنسيق مع رجال مباحث الإسكندرية، وتتمكن من القبض على المتهم بأحد الأكمنة التي أعدت له بالأماكن التى يتردد عليها، كما تمكنت القوات من ضبط " مصوغات ذهبية وهاتفين خاصين بالمجني عليها ومبلغ ثلاث آلاف جنيه كان بحوزته . وبمناقشته اعترف المتهم بارتكابه الواقعة بقصد السرقه وأن المضبوطات من متحصلات السرقة، وأنه استغل تواجده صحبة المجني عليها بمفردها وتعدى عليها بعدة طعنات بالصدر والظهر بسكين مطبخ حتى فارقت الحياة وفر هاربًا للإسكندرية، وتحرر محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.