أتمني أن تنجح وزارة التضامن الاجتماعي في مبادرتها الجديد 2 كفاية الذي أطلقته مؤخراً، بالتعاون مع وزارات الصحة والشباب والمجلس القومي للمرأة وعدد من الجمعيات الأهلية، 2 كفاية هو العنوان الذي أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بهدف الاكتفاء بطفلين فقط لكل أسرة لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية. فحين وضع الرئيس السيسي الزيادة السكانية في مرتبة واحدة مع الإرهاب منذ بدء ولايته، لم يأت ذلك من فراغ، فهيَ أكبر التحديات التي تقف حائلاً أمام شعور المواطنين بالرخاء الاقتصادي، لقد ارتفع عدد سكان مصر إلي 96.3 مليون نسمة بالداخل في بداية عام 2018، بزيادة قدرها 1.5 مليون نسمة علي بيانات آخر تعداد عام 2017. بينما تقدر إحصائيات وزارة الخارجية المصرين بالخارج بنحو 9 ملايين، ليصل الإجمالي إلي أكثر من 105 ملايين نسمة، وسط الأزمات المتعددة من الغذاء والمياه وارتفاع الأسعار. لقد انخفضت مساحة الأراضي الزراعية بنسبة كبيرة، وضج المواطن المصري من قلة المعروض من الغذاء وارتفاع أسعاره، وما زالت حصة المواطن من مياه النيل كما هيَ، فنصيب الفرد من المياه انخفض حالياً إلي 600 متر مكعب سنوياً خلال 60 عاماً بسبب الزيادة السكانية، بينما تقدر تقارير الأممالمتحدة خط الفقر المائي ب 1000 متر مكعب من المياه سنوياً للفرد ! فهل نعطي ظهورنا جانباً ولو لفترة، لفكرة أن الإنجاب جزء من الموروثات الدينية والاجتماعية، وهوَ ليس صحيحاً كما يؤكده رجال الدين، أم نستمر في الإنجاب حتي نصل إلي معدلات تفشل معها كل خطط التنمية وبناء الدولة لتعاني أجيال قادمة وتحل علينا لعنتهم؟!.