د. يسري عبد الغنى ، سحر الجميل ، محمد السيد عيد ، محمد القصبى أقام المركز الدولي للكتاب الأسبوع الماضي حفل توقيع ومناقشة مفتوحة حول رواية »السيدة» للكاتب الصحفي محمد القصبي التي صدرت مؤخرًا عن الهيئة العامة للكتاب، بحضور عدد من الأدباء والمثقفين. أدارت الندوة الكاتبة الصحفية سحر الجمل التي استهلت كلمتها بتهنئة القصبي علي صدور روايته الجديدة قائلة: إن رواية السيدة عمل أدبي حقيقي يحكي تجربة ذاتية للكاتب، سُردت بطريقة ممتعة لأنها تتميز بأسلوبها السهل المبسط الذي يستطيع القارئ العادي استيعابه. تحدث محمد القصبي عن الرواية معتبرا أنها سيرة ذاتية لحياتهِ الشخصية، وأنهُ قد واجه ضغوطًا في كتابتها علي عدة مستويات؛ أولها وفاة الزوجة، وثانيا أن الرواية عبارة عن تأريخ للواقع العربي وخاصة منطقة الخليج خلال فترة التسعينيات. بدورهِ قام الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد بتهنئة القصبي علي صدور روايتهِ الجديدة وأردف قائلًا: إن التيمة في هذه الرواية هي الفقر والغني، فالرواية مبنية علي هذهِ الفكرة من خلال البطل، الذي يعمل صحفيا ويقع في غرام فتاة غنية وعائلتها من مليارديرات الخليج. مشيرا إلي أن المعالجات الرومانسية في الرواية غالبًا ما تنتهي بالزواج، لكن في هذه الرواية لا تنتهي كذلك لأنها واقعية، فتنتهي بالانفصال بأن يمضي كل منهما في طريقه. وأشار عيد إلي أن الرواية ليست هيكلًا فقط، بل عبارة عن نسيج وحياة وصراعات، قائلا: الصراع في هذه الرواية نجدهُ بين البطل منتصر السيناوي وبين شقيق زوجتهِ المتوفاة رأفت مصطفي المحامي، الذي يصر علي تزويجهُ لشقيقته وعندما رفض منتصر السيناوي انقلب عليهِ وتحول لعدو. بالإضافة إلي صراعات أخري أشار إليها السيد عيد من خلال اختلاف البطل مع صديقهُ الذي يري بأن صدام حسين كان هو الحاكم الأفضل الذي يجب أن يحكم الدول العربية حتي يؤدب إسرائيل وبالتالي هناك خلاف في وجهات النظر بين الشخصين.وتطرق السيد عيد لعدة ملاحظات علي الرواية، من بينها أنه لم يجد اسم الرواية موفقًا لأن السيدة ليست هي البطل، بل إن بطل الرواية الحقيقي هو منتصر السيناوي الصحفي الذي توفت زوجتهُ، كما انتقد مستهل الرواية الذي يوحي بأنها رواية ذات طابع سياسي، باعتبار أن البطل كان موجودًا في باكستان، ولكن سرعان ما تحولت الرواية إلي اتجاه آخر. وانتقد أيضًا كثرة العلاقات الجنسية للبطل خاصةً بعد وفاة زوجته، واعتبر أن هذه العلاقات في غير موضعها. وفي النهاية أوضح أن الرواية تصلح لتحويلها دراميا، بعد إضافة بعض الأحداث والشخصيات عليها، حينها يمكن تقديمها علي شكل مسلسل جاذب للجمهور، لأننا الآن لسنا في عصر الرواية، وإنما عصر التليفزيون المرئي. أما د.يسري عبد الغني المحاضر بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، فأكّد أن القصبي إضافة حقيقية إلي عالم الرواية، وخاصة الرواية الصحفية التي افتقدها المجتمع، كما اعتبر أن الرواية عند القصبي متكاملة بسبب توفر الأسس الأساسية لكتابة الرواية بها. لكنه يري أن السيدة الحقيقية في الرواية هي »نُهي» الزوجة المتوفاة. وأشار عبد الغني إلي إعجابهِ الشديد بأسلوب الرسائل الذي يستخدمهُ الكاتب في الرواية، واللغة التي تدل علي حجم الألم الذي عاناه الكاتب في حياتهِ الشخصية، وهي يغلب عليها المزج بين الكتابة العامية والفصحي، التي كان توفيق الحكيم أول من استخدمها. اتفق د.يسري مع السيد عيد في احتواء الرواية علي عدد من العلاقات الحميمة التي لا يجب أن تكون، وكذلك استخدام الألفاظ غير المستحبة، مؤكدا أن الرواية يجب أن تتحلي بالأخلاق والمُثل العليا. واختتمت سحر الجمل الندوة ببعض المقتطفات من الرواية من بينها زعلي قدر علمي، الحب في حاجة إلي جناحين، شاعرية القمر، ولظي الشمس، ونحنُ نُحلِق بجناحٍ واحد».