تواصلت المظاهرات، التي تدعو الى اسقاط نظام الرئيس الأسد، يوم الجمعة في مدن سورية عدة، منها درعا وحمص واللاذقية ودمشق ودير الزور، التي افاد ناشطون معارضون بسقوط ثلاثة قتلى اثناء تفريقها. وعلى الصعيد الدولي، أعلن مصدر بوزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة أن موسكو تعترض على الدعوات الامريكية والاوروبية لتنحي الرئيس السوري بشار الاسد، لانها ترى أنه يحتاج وقتا لتنفيذ اصلاحات. وأكد المصدر أن روسيا "لا تؤيد مثل هذه الدعوات، وترى أن من الضروري الآن اتاحة الوقت لنظام الرئيس الاسد لتحقيق كل عمليات الاصلاح التي أعلنت." وتابع المصدر ان "امورا كثيرة تمت بهذا الاتجاه، إذ يتعين اقرار قوانين ملائمة، واعلان عفو عن المعتقلين السياسيين، واجراء انتخابات بحلول نهاية العام". وشدد المصدر الروسي ان "الاهم هو الاعلان الصادر امس (الخميس) عن الاسد لوقف كل العمليات العسكرية. انه تقدم مهم جدا يعكس نوايا الاسد والسلطة السورية باجراء اصلاحات" مضيفا "اننا ندعم ذلك ونشجع السوريين بكل الوسائل على المضي في هذا الاتجاه". وروسيا حليفة لسوريا منذ فترة طويلة، وتزود هذا البلد بالسلاح، وهي تدعو منذ بدء الاحتجاجات الى الحوار السياسي، والى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد. تواصل المظاهرات وعلى صعيد المظاهرات، قال ناشطون ان القوات السورية أطلقت الذخيرة الحية لتفريق احتجاجات تطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد في مدينة دير الزور بشرقي البلاد، وفي سهل حوران بالجنوب، بينما اندلعت تظاهرات في أماكن أخرى. ولم يبلغ عن اصابة أو مقتل أحد. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خروج المصلين من جامع الفتاحي في اللاذقية بتظاهرات، سرعان ما فرقتها "مجموعات الشبيحة." وفي درعا، "جرح خمسة متظاهرين، كانوا في تظاهرة خرجت من المسجد العمري في بلدة أنخيل." كما تحدث ناشطون حقوقيون ومعارضون سوريون، عن خروج مظاهرات في الرستن بحمص، واحياء بابا عمر و الخالدية وباب السباع والقصور. وأبلغوا عن خروج تظاهرات في دير الزور، "وسط انتشار أمني مكثف، وفي حي الحجر الاسود بدمشق" الموقف الأوربي ويرجح دبلوماسيون أن الاتحاد الاوربي قد ينفرد بفرضه عقوبات أشد على حكومة الرئيس بشار الأسد، كفرضها حظرا على استيراد النفط من سوريا، ومنع الشركات الكبرى من عقد أي صفقات تجارية مع حكومة الأسد. ويأتي هذا التطور في اعقاب تأييد الاتحاد الاوروبي دعوة الرئيس الأمريكي الرئيس السوري الى التنحي وقال ان نظامه "فقد كل شرعيته وصدقيته." وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان لها ان "الاتحاد الاوروبي يرى ان بشار الاسد فقد شرعيته بشكل تام في عيون الشعب السوري ويرى ضرورة تنحيه". ودعا كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان مشترك الرئيس الاسد الى "التنحي" وايدوا فرض "مزيد من العقوبات القاسية". وحض ساركوزي وميركل وكاميرون النظام السوري على "وضع حد فوري لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، والافراج عن معتقلي الرأي، والسماح للامم المتحدة بارسال بعثة لتقويم الوضع من دون اي عوائق". الا ان ناطقة باسم الحكومة السورية اتهمت الدول الغربية بالعمل على رفع حدة التوتر في البلاد. وقالت ريم حداد، الناطقة باسم وزارة الاعلام بدمشق "إنه لمن الغريب ان يعمد اوباما والغرب الى التشجيع على المزيد من العنف في سورية بدل مساعدة البلاد على تنفيذ برنامجها الاصلاحي."