أكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الادارة الامريكية ما برحت تجري ما وصفته "باتصالات محدودة" مع حركة الاخوان المسلمين المصرية اكبر الحركات الاسلامية في مصر. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة تريد "ان تتفاعل مع كل الاطراف التي تسعى للسلم وتنبذ العنف" في مصر ما بعد الثورة. يذكر ان حركة الاخوان المسلمين، التي كانت محظورة ابان نظام الرئيس السابق حسني مبارك، تتمتع بتأييد كبير في الشارع المصري، وتنوي المشاركة في الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في شهر سبتمبر / ايلول المقبل. وقالت المسؤولة الامريكية في تصريحات ادلت بها في العاصمة المجرية بودابست إن ادارة الرئيس اوباما "تواصل سياسة اجراء اتصالات محدودة مع حركة الاخوان المسلمين، وهي اتصالات مستمرة منذ ما يقرب من خمس او ست سنوات." ومضت كلينتون للقول إنه "نظرا لتغير الواقع السياسي في مصر، فانه من مصلحة الولاياتالمتحدة ان تتفاعل مع كل الاطراف التي تلتزم بالنهج السلمي وتنبذ العنف والتي تنوي المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة." وأصرت الوزيرة الامريكية على ان الجانب الامريكي سيواصل الاصرار - في هذه الاتصالات - على اهمية الالتزام بالديمقراطية ونبذ العنف واحترام حقوق الاقليات ومشاركة المرأة في الحباة العامة. من جانبها، قالت الحركة إنها ترحب بملاحظات كلينتون، ولكنها نفت اجراء اي اتصالات مباشرة مع الجانب الامريكي. وقال محمود غزلان الناطق باسم الحركة في تصريح نقلته عنه وكالة الانياء الفرنسية: "نحن راغبون بالاتصال (بالامريكيين) في اطار الاحترام المتبادل، واذا كانت الولاياتالمتحدة راغبة حقا باحترام مبادئنا ودعم الحرية (في مصر)، كما تدعي، فلن تكون لنا مشاكل معها." وحركة الاخوان المسلمين ما زالت منظمة محظورة بموجب الدستور المصري الذي يحظر كافة الاحزاب المؤسسة على اسس دينية او طبقية او مناطقية. الا انها تعتبر افضل التنظيمات السياسية المصرية تنظيما واكثرها شعبية، وبدأت مؤخرا حملة هدفت الى انتزاع الاعتراف بها كحزب سياسي. وتؤكد الحركة ان الحزب الذي اسسته مؤخرا لخوض الانتخابات النيابية - والذي اطلقت عليه اسم "حزب الحرية والعدالة" - سيكون حزبا مدنيا لا دينيا، ولكن المراسلين يقولون إن برنامج الحركة الاسلامي وارتباطاتها التاريخية بالتنظيمات المتطرفة سيجعل من امر تقبلها من جانب الغرب - وحتى من جانب البعض في مصر - امرا صعبا.