رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إعلان واشنطن إجرائها اتصالات بجماعة الإخوان المسلمين تحول كبير في السياسة الأمريكية، ويعكس دور الحركة المتنامي وتأثير هذا الدور منذ بدء الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في تلك الدولة العربية الرئيسية. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قولها "إننا نعتقد ونظرا للطبيعة المتغيرة في السياسية المصرية أنه من مصلحة الولاياتالمتحدة حاليا التعامل مع جميع الأطراف السلمية والتي تنبذ العنف وتنوي التنافس على البرلمان والرئاسة .. ولذلك نحن نرحب بالحوار مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين". وقال مسئولون إن الحكومة الأمريكية قررت توسيع الاتصالات مع جماعة الإخوان، وهو التحول الذي يعكس دور الحركة الإسلامية المتنامية منذ بدء الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في مصر، وقد حافظت الحكومة على اتصالات غير رسمية لعدة سنوات مع الجماعة التي نبذت العنف عام 1970، وكانت محظورة من الناحية الرسمية في مصر. وبحسب الصحيفة فقد زادت اللقاءات بين جماعة الإخوان ومسئولين أمريكيين منذ عام 1990، وبعد فوز الحركة بعشرات من المقاعد في البرلمان خلال انتخابات 2005، ومع ذلك قال مسئولون أمريكيون إن المحادثات كانت تجري عادة مع أعضاء البرلمان بوصفهم برلمانيين مستقلين، لا بوصفهم ممثلين للإخوان. ومن المتوقع أن يثير التحول في السياسة الأمريكية غضب وضيق بعض المشرعين الأمريكيين، إلا أن عددا من المحللين قالوا إنه كان لابد على واشنطن أن تتواصل مع الجماعة خاصة أنهم سيسيطرون على البرلمان وسيصبحون جزءا من الحكومة القادمة. ومن جانبها رحبت الجماعة بهذا الإعلان، وقال أحد قادتهم محمد سعد الكتاتني: " إننا نرحب بمثل هذه العلاقات مع الجميع لأنها سوف تؤدي إلى توضيح رؤيتنا.. ولكنها لن تشمل أو تقوم على أي تدخل في شئون البلاد".