في تطور مفاجئ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قرارا بإعفاء الأمير عبد العزيز بن فهد من منصبه كرئيس لديوان مجلس الوزراء وضم هذا الديوان للديوان الملكي مما يشكل تغييرا كبير في موازين القوى داخل الحكومة السعودية . ويعتبر الأمير عبد العزيز بن فهد من القوى المستقبلية في العائلة واحد الرهانات في سباقات الوصول الى الملك، لكن قرار إعفائه قد يقلل من حظوظه بشكل كبير على الرغم من احتفاظه بمنصبه كوزير دولة، ويلاحظ المراقبون أن القرار لم يأت بناء على طلبه كما أعتادت أن تقوله قرارات التنحية من المناصب بالنسبة لأمراء من آل سعود. ويلاحظ أن القرار قد جاء بموافقة من ولي العهد سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبد العزيز . وتشير هذه الموافقة الى ان القرار لم يأت ضمن الصراع بين الأجنحة بل أتى بموافقة جماعية يعللها بعض المراقبين الى التذمر من تسيير الأمور داخل ديوان مجلس الوزراء وتضارب الصلاحيات بينه وبين صلاحيات رئيس الديوان الملكي والذي يشغل منصبه خالد التويجري المقرب من الملك. كما لوحظ ان القرار الملكي تضمن الموافقة على إقتراح الاميرين سلطان ونايف بإعادة تنظيم كل من الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء وتوحيدهما في جهاز واحد تحت مسمى الديوان الملكي.وأن ذلك كان لرغبة ملكية من أجل إعادة تنظيم كل من الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء بما يسهم في تطوير العمل والارتقاء به. يحمل القرار الملكي في طياته إشارات عديدة لعل أهمها هي إضعاف أية مشاريع مستقبلية لفصل مجلس الوزراء عن الملك بعد أن تم توحيد المنصبين من قبل الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز في الستينات. والأمر الأخر هو ان الديوان الملكي أصبح أكثر سيطرة على ما يعرض على مجلس الوزراء بدلا من أن يتدخل وزير من خارج المقربين من الملك. كما انه كما سبق أبعد الامير عبد العزيز بن فهد عن صلاحيات كانت ممنوحة له من قبل والده الراحل الملك فهد واصبح خارج سيطرة ما يطلق عليه جناح السديريين. على الرغم من ان الامير عبد العزيز بن فهد قد تم تحجيم نفوذه تدريجيا بعد وفاة والده، بل تشير المصادر الى انه لم يمارس صلاحياته منذ اكثر من عام. وان كان يقترب من الاجتماعات الوزارية من اجل الظهور اعلاميا كما يذكر احد العاملين في الديوان الملكي. وبصدور القرار الملكي تشارف اسطورة عبد العزيز بن فهد الملقب شعبيا عزوز والذي كان مدللا لدى والده الراحل الملك فهد وحظي بسمعة كبيرة تمثلت في انه كان يقدم تبرعات خيرية ،مساعدات كثيرة في الداخل والخارج السعودي لكنه ايضا عرف بالحصول على صفقات ومشاريع مالية كبيرة رغم نفي المقربين منه ذلك.