قدم البيت الابيض الأمريكي مزيدا من التفاصيل عن الملابسات المحيطة بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فقد تبين أنه لم يكن مسلحا ساعة قتلته القوات الأمريكية كما أن زوجته أصيبت ولم تقتل كما سرى باديء الأمر. ثمة أيضا أنباء عن امرأة أخرى قتلت في الغارة قيل إنها استخدمت درعا بشريا، لكن جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض أوضح لاحقا أنها قتلت في تبادل إطلاق النار. وقال البيت الأبيض إن أسامة بن لادن قاوم محاولة اعتقاله، ورفض كارني أن يوضح كيف قاوم زعيم تنظيم القاعدة من دون سلاح، بيد أنه قال إن تبادلا لاطلاق النار جرى في المجمع. وقال كارني "توقعنا مقاومة شرسة، وهذا ما واجهناه فعلا، كان هناك المزيد من المسلحين في المجمع". و تحدثت الأنباء أن الإدارة الأمريكية تبحث نشر الصور التي بحوزتها بين لادن بعد مقتله لكنها مترددة في هذا الصدد وقال جاي كارني إن صورة بن لادن بعد قتله "بشعة". باكستان وتزايدت التكهنات حول ما كانت السلطات الباكستانية تعلمه أو لا تعلمه عن مكان وجود أسامة بن لادن. وقال ليون بانيتّا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) إن إدارة الرئيس باراك أوباما أحجمت عن إخطار الباكستانيين بعملية إلقاء القبض على بن لادن لأنها خشيت أن ينبهه إلى ذلك مسؤولون باكستانيون. وذهب بانيتا إلى القول إن لو أُعلمت إسلام أباد بالعملية لانطوى ذلك على خطر إحباطها. ولقد رفض وكيل وزارة الخارجية الباكستانية سلمان بشير تصريحات بانيتا ووصفها في مقابلة مع بي بي سي بأنها مثيرة للقلق وقال أن بلاده تلعب دورا محوريا في الحرب على الإرهاب.وأضاف المسؤول الباكستاني ان بلاده تتعاون بشكل مكثف. وفي ما يصفه بعض المراقبين بحرب كلامية بين واشنطن وإسلام اباد وصفت باكستان العملية بأنها عمل إنفرادي لم يُؤذن به ولا يجب أن يتكرر. ورفضت الحكومة الباكستانية أن تكون قد علمت بمكان وجود بن لادن محذرة الحكومة الأمريكية ألا تنفذ أي عمليات مماثلة فوق التراب الباكستاني مستقبلا. يذكر أن باكستان حصلت على 1.3 مليار دولار من الولاياتالمتحدة في شكل مساعدات عسكرية وإنسانية، وأنها تؤمن الدعم اللوجستي لقوات حلف شمال الأطلس (الناتو) العاملة في أفغانستان. لكن العلاقة بين الولاياتالمتحدةوباكستان شابتها بعض الشكوك من أن الاستخبارات الباكستانية تدعم طالبان في أفغانستان، وفي الجهة المقابلة غضب باكستان من الغارات التي كانت تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في باكستان. ودافعت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مطول أصدرته عن المخابرات الباكستانية وعبرت عن قلقها وتحفظها من عدم إشراك الطرف الباكستاني بالعملية. وأكدت الوزارة في بيانها أن الاستخبارات الباكستانية كانت تطلع نظيرتها الأمريكية على جميع المعلومات التي بحوزتها. وكان مسؤول في الاستخبارت الباكستانية قد أخبر مراسلا لبي بي سي أن الجهاز داهم المجمع الذي قتل فيه بن لادن في وقت سابق للشك بأن أبو فرج الليبي، مسؤول آخر في تنظيم القاعدة، كان يقيم فيه، ولكن المجمع لم يعد تحت الرقابة منذ ذلك الوقت. من ناحية أخرى أكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن عائلة بن لادن "في أمان، ويخضعون للرعاية حسب القانون". من جهة اخرى قالت محطات تلفزة باكستانية إن عددا من قيادات القاعدة عقدت اجتماعا لاختيار زعيم للتنظيم خلفا لبن لادن.