جاءت ضربة البداية موفقة للمنتخب الوطنى فى دورة حوض النيل الودية التى تستضيفها مصر ويشارك بها 7 منتخبات مقسمة إلى مجموعتين الأولى تضم مصر، تنزانيا، أوغندا، وبوروندى فيما يلعب فى الثانية السودان، كينيا والكونغو الديمقراطية. أحفاد الفراعنة نجحوا باقتدار فى مهمتهم الأولى خلال الدورة بعدما أمطروا شباك منتخب تنزانيا بخماسية ليطمئن الجهاز الفنى للمنتخب بقيادة المعلم حسن شحاتة على مستوى لاعبيه قبل خوض المباراة المهمة والمرتقبة أمام منتخب جنوب أفريقيا (الأولاد) فى الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية التى تقام فى غينيا الاستوائية والجابون .2012 جاءت النتيجة طبيعية للفوارق الفنية والتاريخية بين الفريقين، حيث يحتل المنتخب التنزانى الترتيب ال 116 فى تصنيف الفيفا بينما يحتل المنتخب المصرى المركز التاسع. فى المقابل كان المنتخب الأوغندى قد افتتح مباريات المجموعة بفوزه على المنتخب البوروندى بثلاثية لهدف ليصبح المنتخب المصرى على رأس المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط بنفس رصيد أوغندا من النقاط إلا أنه يتفوق بالأهداف، بينما يحتل بوروندى المركز الثالث وتنزانيا فى ذيل المجموعة. ويلتقى منتخبنا اليوم نظيره الأوغندى الذى يعتبر المنافس الأوحد له فى المجموعة بعد فوزه على بوروندى، فضلاً عن أنه يضم لاعبين على مستوى عال كما أنه يحتل صدارة المجموعة العاشرة لتصفيات أمم أفريقيا برصيد 4 نقاط بعد فوزه على أنجولا بثلاثية نظيفة وتعادله مع كينيا. فرصة حقيقية شحاتة قام بمنح فرص أكبر لبعض اللاعبين الجدد أو الذين لم يحصلوا على فرص كاملة من قبل مثل شريف حازم ومحمد نجيب وعمرو السولية ووليد سليمان وأمير عبدالحميد لخلق الانسجام بين الجدد والقدامى، كما تمثل هذه الدورة بالنسبة لشحاتة فرصة للوقوف على مستوى بعض النجوم العائدين بعد غياب طويل مثل حسنى عبدربه وأحمد بلال وعبدالله السعيد والسيد حمدى. وقال شحاتة إن طريقة اللعب التى يؤدى بها المنتخب فى دورة حوض النيل ستختلف عن مباراة جنوب أفريقيا فى جوهانسبرج، فقد لعب الفريق بأربعة لاعبين فى الدفاع أى بدون ليبرو وهو ما لن يفعله أمام «الأولاد» حيث سيكون الحذر الدفاعى السمة الغالبة على الأداء.. وأشار شحاتة إلى أن التجربة الحقيقية ستكون أمام منتخب أمريكا فى 9 فبراير المقبل وأن دورة حوض النيل فرصة فقط للتجارب واكتشاف عناصر جديدة. عودة شيكابالا من الإيجابيات التى حققها منتخبنا من خلال المشاركة فى تلك الدورة عودة نجم الزمالك شيكابالا بعدما لعب أساسياً أمام تنزانيا وصنع أكثر من هدف خلال اللقاء وهو ما يمثل إعطاءه دفعة نفسية جيدة.. مع العلم أن اللاعب مازال يحتاج مزيداً من الوقت حتى ينسجم مع باقى اللاعبين ليصل لأدائه العالى الذى يقدمه مع الزمالك. شوقى غريب المدرب العام للمنتخب قال إن الجهاز الفنى يهدف من مباريات البطولة إلى علاج الأخطاء الموجودة فى الفريق وتنفيذ تعليمات الجهاز الفنى من خلال أداء اللاعبين فى الملعب وأهمها الضغط على الخصم والسرعة فى تناقل الكرة والتحكم فى سير المباراة. وأضاف شوقى غريب: إن هدف الجهاز الفنى من مباريات هذه البطولة هو الوصول إلى التشكيل الأمثل لمنتخب مصر، ولذلك تمت الاستعانة بعدد كبير من اللاعبين الذين حصلوا على فرصتهم مثل أحمد بلال، والسيد حمدى، وأحمد سمير فرج، وغيرهم من اللاعبين، وهذا لا يعنى الاستغناء عن نجوم منتخب مصر مثل محمد زيدان، وأحمد المحمدى، اللذين سيكونان إضافة قوية للمنتخب فى مباراة جنوب أفريقيا. وأشاد غريب بأداء اللاعبين الجدد مثل محمد نجيب، وعبدالله الشحات، وحسنى عبدربه الذى ظهر بمستوى طيب بعد عودته من إصابة طويلة، فضلاً عن التجانس بين اللاعبين خاصة بين أبوتريكة وشيكابالا. وقال شوقى غريب: إن عدم مشاركة عبدالله السعيد فى المباراة يرجع إلى إصابته بكسر فى يده، ومن المتوقع أن يشارك فى مباراة اليوم، أما حسام غالى فسيخضع لعلاج تحت إشراف الجهاز الطبى بقيادة الدكتور أحمد ماجد لمعالجة تقلصات البطن التى يعانى منها وقد يشارك أيضاً فى المباراة، وفى المقابل تأكد شفاء محمد عبدالشافى. الاستعداد والحداد سيطر على دورة حوض النيل أكثر من ملمح يتقدمها الحداد على ضحايا التفجير الأخير فى الإسكندرية، هذا إلى جوار استعداد المنتخب المصرى لمباراة جنوب أفريقيا. ففى الوقت الذى تسعى مصر من خلال هذه الدورة إلى توطيد علاقتها بدول منبع نهر النيل فى أعقاب الحديث عن أزمة مياه منتظرة وخلافات بين مصر والسودان من جانب، ودول المنبع من جانب آخر، طفت على السطح حادثة الانفجار أمام كنيسة القديسين لتتجه الأنظار إليها واهتم مقيمو البطولة بالأمن القومى الداخلى ومناهضة الإرهاب إلى جانب العلاقة بدول المنبع، وذهبت البطولة لاستخدام شعار «الوحدة الوطنية.. ولا للإرهاب». ارتدى لاعبو منتخب مصر خلال البطولة الشارات السوداء حداداً على ضحايا التفجير، وقد يقام نهائى البطولة الودية على ملعب الإسكندرية زيادة فى التضامن. لاشك أن موافقة حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة على اقتراح الاتحاد المصرى لكرة القدم بإقامة دورة وادى النيل بصفة سنوية بمثابة بداية طيبة لعودة التواصل من جديد، وبداية جديدة لفتح قنوات عديدة فى كل المجالات وخاصة الاقتصادية والتبادل التجارى وفتح استثمارات جديدة وأن تكون العودة للريادة المصرية لهذه المنطقة عن طريق كرة القدم.