استقبلت في منظمة التضامن الأفريقي - الآسيوي شخصية بارزة من أوغندا تربطها صلات أسرية مع القاهرة.. الماجور جنرال «كايلي كايهورا» ابن المناضل الأوغندي الشهير «جون كايلي» أول زعيم لحركة التحرير الأوغندية الذي وصل إلي القاهرة سيرا علي الأقدام هربا من بطش الاستعمار البريطاني الذي استولي علي جواز سفره لمنعه من السفر.. وعندما وصل إلي القاهرة انضم إلي السكرتارية الدائمة لمنظمة التضامن الأفروآسيوي التي أنشأها جمال عبدالناصر بعد أول مؤتمر لتضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية الذي عقد في القاهرة في ديسمبر 1957 واختار العاصمة المصرية لتكون مقرا دائما للمنظمة. -- وبقي المناضل «جون كايلي» والد الجنرال «كايلي كايهورا» عدة سنوات في مصر ممثلا لبلاده في سكرتارية منظمة التضامن. والجنرال «كايلي كايهورا» ولد في 6 سبتمبر عام ,1955 وهو يعمل اليوم مديرا عاما للشرطة في أوغندا.. وقد حضر إلي مصر بدعوة من سفير مصر في أوغندا السفير صبري مجدي صبري الذي رافقه في زيارته للمنظمة.. ومهد له مقابلة الشخصيات التي حرص علي لقائها استعادة لذكري والده المناضل.. وحرصا علي استعادة العلاقات بين مصر وأوغندا التي توثقت منذ عهد جمال عبدالناصر الذي حرص علي إقامة علاقات وثيقة بين مصر ودول أفريقيا بعد أن كان الاستعمار البريطاني قد أقام بينها حدودا عازلة ومنع سفر المصريين إلي هذه الدول حتي لا يحملوا معهم روح ثورة 23 يوليو. وكان الجنرال الأوغندي قد زار معالم مصر في زيارته الحالية.. وحرص علي استعادة ذكريات والده الذي يحتفل الرئيس الأوغندي «يوري موسيفيني» بتكريم ذكراه يوم 7 أكتوبر المقبل.. وهو في سبيل إصدار كتاب خاص عن السيرة الذاتية للمناضل الأوغندي الكبير. وخلال زيارة الجنرال «كايلي كايهورا» لمنظمة التضامن كان حرصه واضحا في التعرف علي ذكريات والده الذي ترك أثرا كبيرا في نفوس كثير من المصريين لما كان يظهره من حرص علي تقدير دور جمال عبدالناصر في توثيق العلاقات العربية - الأفريقية.. ومن حرص علي أن مياه النيل التي تأتي من أوغندا هي لجميع الشعوب التي يمر بها هذا النهر العظيم. وهنا نشير إلي أن المناضل الأوغندي قد رحل عن الحياة في حادث سقوط طائرة في الاتحاد السوفيتي ودفن في مصر قبل أن ينقل إلي أوغندا بعد أن تحسنت الأمور وضاعت سطوة الاستعمار البريطاني.. ولذا فقد حرص ابنه علي زيارة كنيسة «سان جوزيف» بالزمالك التي صلي فيها علي جثمان الفقيد المناضل قبل أن يدفن في أوغندا. ولاشك أن مثل هذه الزيارات التي تتم بين المسئولين في مصر ودول أفريقيا تشكل رابطة اتصال بين شعوب القارة التي ناضلت وتناضل منظمة التضامن من أجل تحريرها وإقامة تعاون مشترك بينها. ولاشك أن مياه النيل تأتي في مقدمة القضايا التي تهتم بها الشعوب التي يمر بها النهر ومنها مصر وأوغندا.. وحرصت علي معرفة رأي الجنرال الأوغندي الكبير في هذه القصة المهمة وكان رده واضحا في أن مياه النيل يجب أن تكون حقا للجميع تبعا للاتفاقيات المبرمة.. وأنها تعلو عن الخلافات السياسية أو التدخلات الخارجية. رحيل أحمد ماهر كان رحيل أحمد ماهر وزير الخارجية السابق مفاجأة بكل المقاييس.. فقد اعتدنا اللقاء معه وهو في صحة جيدة وفكر مضيء وحرص علي المشاركة في الحوارات والندوات التي تعقدها اللجنة المصرية للتضامن. وأحمد ماهر شخصية تبعث علي التقدير والاحترام منذ عمل في مجال السياسة الخارجية إلي أن أصبح سفيرا لمصر في الولاياتالمتحدة قبل أن يختاره الرئيس محمد حسني مبارك وزيرا للخارجية. والمعروف أن جميع الذين تولوا منصب وزير الخارجية كانوا يجيدون التعبير عن الموقف الوطني والقومي لثورة 23 يوليو المعبرة عن رؤية وإرادة الشعب المصري.. وقد تميزت بهذه الظاهرة مع إدارة المخابرات العامة وهما الهيئتان اللتان تتحدثان باسم مصر ويعبران عن موقفها في المجالات الدولية المختلفة. أذكر أن الوزير أحمد ماهر قد قال في ندوة عقدتها اللجنة المصرية للتضامن في عام 2001 أن السياسة الخارجية المصرية لا تتغير بتغير الأشخاص، وأن دوائر التحرك السياسية المصرية ثابتة منذ ثورة يوليو .1952 وأشار إلي أن كل الحكومات الإسرائيلية لا تقر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بينما وطد العرب أنفسهم علي قبول الوجود الإسرائيلي، وأن هناك إدراكا دوليا متزايدا لخطورة سياسات حكومة شارون، وإن كان هذا الإدراك لم يتحول بعد لمواقف سياسية محددة خاصة من جانب الإدارة الأمريكية. أما عن الأوضاع الدولية الراهنة، فيري أحمد ماهر أن الولاياتالمتحدة وإن كانت القوة العظمي الوحيدة في العالم اليوم، ولها تأثير كبير علي إسرائيل، إلا أن مصر لم تخضع لها ولم تسترضها بأي ثمن وفي أي وقت، كما أن بقاء أمريكا كقوة عظمي وحيدة لن يستمر طويلا، فسوف ينتهي عالم القطب الواحد. رحم الله أحمد ماهر وأجزل له العطاء علي قدر ما قدم لوطنه وأمته.