صعبة ومعقدة..إنها أجواء النقاشات الكثيرة التي يقيمها جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات في الحزب الوطني في المحافظات وكان آخرها في الفيوم، حيث جاء الحوار مع قيادات التعليم والمشاركين في تجربة اللامركزية في المحافظة علي مستوي غير مأمول بصورة عامة، وفق تعليقات جمال مبارك ومدير النقاش د. حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم بأمانة السياسات، فكان الهدف من اللقاء تقييم التجربة بعد سنة ونصف السنة من تطبيقها حتي لو كان إطارها ضيقا، خاصة مع الاستفادة من عيوبها الأولية في المرحلة الثانية للتطبيق، والتي تشمل توسيعا لنطاق اللامركزية. فالجميع كان يتحدث كله تمام.. والأمور أحلي من كده مفيش.. ونحيي سيادة المحافظ ومعالي الدكتور الوزير.. ووصل الأمر بجمال إلي التدخل في عدة مرات في مسار الحديث بالتأكيد علي أنه جاء ليسمع المشاكل وهو يدرك أن هناك مشاكل كثيرة، لأننا في البداية، فيزيد المكاشفة بضرب الأمثلة علي ما لديهم من مشاكل في إطار التطبيق الثلاثي للامركزية في الفيوم والإسماعيلية والأقصر، ومنها العلاقة التي لا تزال علي غير المستوي المطلوب بين التنفيذيين والشعبيين، وقال إنه استشف ذلك من خلال نقاشاته، وأوضح أن التنفيذي يريد السيطرة علي الأمور ومن هنا تأتي المقاومة لتوسيع نطاق اللامركزية، وهذا يحتاج وقت لتغيير الثقافات، فلو لم نفعل ذلك وننشط العمل الشعبي، ستتحول اللامركزية إلي مجرد نقل المركزية من العاصمة إلي المحافظات وسيشتكي الناس من الفساد، ولذلك يجب أن يكون هناك حوار مجتمعي في هذا السياق، مع استمرار التدريب والتأكيد علي أن تكون العلاقة حميدة متواصلة بين التنفيذي والشعبي لما فيه صالح المواطنين. هذا الحديث نفسه ما دفع وكيلة وزراة التعليم، إلي القول بأنه كانت هناك صعوبة في توصيل الرسالة الجديدة، للموظفين، وحددت الهدف من تحويل الموظف أبومنشة وبطيخة إلي إداري فاهم وواعٍ، ماهو الباب الثاني، وهو بالمناسبة الخاص بمصروفات الصيانة، والباب السادس الخاص بالإنشاءات في المدارس. كل هذا الجدل الصعب الذي يتطلب نفسا طويلا لاستيعابه حتي نجني ثماره، دفع رئيس جامعة الفيوم د. أحمد الجوهري إلي السؤال عن استفادة التلاميذ من هذه التفاصيل المملة، وحفز هذا جمال مبارك الذي كان يهتم بالاستماع في أغلب الوقت مع التدخل ببعض الرسائل السريعة، إلي الحديث حول الأهمية الملحة للتفاصيل المملة في مثل هذه القضايا، فيجب أن نغرس أنفسنا فيها، رغم أن البعض لا يفضل الدخول فيها، لأن الشيطان في التفاصيل، وأنا كمسئول يجب أضع الخطوات والبرامج لتحقيق أحلام الناس، رافضا التلاعب بهم من خلال القوي السياسية الأخري، بأحلام وردية فليست الحكاية كلام وخلاص.. فغريب علينا أن نري ميزانية المدرسة منشورة بكل شفافية علي باب المدرسة للجميع بكل صغيرة وكبيرة، ودعا المجتمع المدني والأهلي للمشاركة بالتمويل والتدريب.. وتستمر الحوارات والنقاشات.. رغم صعوبتها.