الحالة الدينية للاعبى المنتخب المصرى وجهازه الفنى خلال تواجده ببطولة الأمم الأفريقية بأنجولا أصبحت هى الشغل الشاغل لوسائل الإعلام المحلية والعالمية بعد ترسيخ تعبير منتخب الساجدين.. هذا ما دفعنا فى روزاليوسف إلى تسليط الضوء على طقوس لاعبى المنتخب. يصل اهتمام بعض اللاعبين بأداء تلك الطقوس، درجة أنهم يشعرون بأنهم لو لم يفعلوها، فإنهم سيخسرون، رغم أنهم يفعلونها وينهزمون فى بعض الأحيان، لكنهم يظلون متمسكين بها، لأنها تدخل فى إطار ثقافتهم الشخصية والدينية.. وما سنراه هنا من متابعة تلك الطقوس أو العادات أنها طبيعية ولا يمكن اعتبارها مشكلة إلا إذا كانت تسيطر على فكر اللاعبين فتتحول إلى نوع من أنواع الهوس الدينى وهو أمر من الصعب الحكم عليه. أحمد حسن كابتن المنتخب المصرى يحرص دائما على عدم ترك السبحة من يده خلال فترات الراحة قبل وبعد التدريبات، حيث يتبارك الصقر المصرى بالسبحة.. كذلك يحرص حسن على الاتصال بوالدته قبل المباريات مباشرة حتى تدعو له بالتوفيق، حيث قام بالاتصال بها قبل مباراة غانا بعشر دقائق وقامت بالدعاء له وقراءة المعوذتين. المدير الفنى حسن شحاتة قام بزيارة السيدة زينب والحسين قبل السفر إلى أنجولا، قد اعتاد قراءة القرآن والاتصال بحفيده حسن الذى يتفاءل به قبل المباريات، كما أنه أصر على اصطحاب رجل دين مع بعثة المنتخب حتى يجلس مع اللاعبين ويهدئ روعهم قبل المباريات الصعبة، وبث الطمأنينة فى نفوسهم وتخفيف القلق والتوتر الذى يصاحب اللاعبين فى مثل هذه المباريات المصيرية. كذلك كان يعطى شحاتة تعليماته إلى اللاعبين بالمواظبة على قراءة القرآن وترديده بصوت عال عند دخول أرض الملعب، ليس فقط من أجل طلب التوفيق من الله لكن أيضا لإبطال ما يتردد عن انتشار أعمال السحر والشعوذة فى البطولة. الالتزام الدينى للاعب بروسيا دورتموند الألمانى محمد زيدان خطف الأضواء فى أنجولا وذلك عندما تم إقناع مهاجم مصر بالالتزام بتأدية الصلوات الخمس مع بقية زملائه اللاعبين، وهو الأمر الذى استجاب له اللاعب طوال الفترة التى قضاها المنتخب المصرى فى أنجولا. معتصم سالم مدافع الإسماعيلى كان يحرص دائما على القيام قبل صلاة الفجر والمرور على غرف اللاعبين لإيقاظهم من أجل أداء الصلاة من منطلق حرصه على كسب الأجر والثواب. ويحرص جميع لاعبى المنتخب المصرى على تأدية الصلوات الخمس جماعة، بحضور جميع اللاعبين وجميع أفراد الجهازين الفنى والإدارى وعادة ما يتبادل حسنى عبدربه وأحمد فتحى دور إمام الفريق فى الصلاة. وبناء على نصيحة أبوتريكة قبل السفر إلى أنجولا حرص أحمد فتحى على إقامة حلقات داخل مقر البعثة تعتمد على قيام كل لاعب بقراءة ربع من القرآن الكريم على أن يكتمل اللاعبون الآخرون الأرباع الأخرى فيقومون بختم القرآن الكريم مرات عديدة خارج أوقات التدريبات والمحاضرات التى يلقيها المدير الفنى للفريق حسن شحاتة. ويأتى إصرار زاهر وشحاتة على ذبح العجل فى كل بطولة ليكمل سلسلة الطقوس التفاؤلية ذات الطابع الدينى وفقاً للثقافة السائدة فى مصر الآن والتى انتهجتها بعثة المنتخب المصرى التى قامت بذبح عجل وتوزيع لحومه على الفقراء فى أنجولا، فيما رفض السماح بالتصوير خشية ظهور شائعات بشأن أعمال شعوذة يقوم بها الفريق المصرى قبل المباريات المهمة.. وذلك لانتشار هذه العادة لدى فرق أفريقيا السمراء. ولكن منع التصوير لم يحم شحاتة ورفاقه من سهام الانتقادات والشائعات خاصة بعد أن التقطت إحدى الميكروفونات كلمات لشحاتة فى مباراة الجزائر وهو يقول: يا رب.. يا حبيبى يا رسول الله.. بعد إحراز هدف التقدم.. وهى كلمات طبيعية يقولها كل المصريين طلبا لعون الله ولكن فى تلك الظروف تم تفسيرها بشكل آخر.