وضع تردد قناتى الحياة فى قائمة ال »favoritesَّ« أو المفضلة لم يستغرق لدى المشاهد وقتا طويلا أو دراسة جدوى.. فالقناة من أول طلة أعلنت التميز بعد أن ارتكزت على قاعدة بسيطة وهى احترام عقل المشاهد فدخلت كل البيوت وتحولت خلال فترة قليلة إلى مركز »ميديا« رصين.. ونموذج محترف ويحتذى به للتليفزيون الخاص، أعاد للإعلام المصرى توهجه بعد أن حوله الموظفون إلى مجرد عمل روتينى. تمكين »الحياة« من السيطرة على طول وعرض الشاشة من أول إشارة المؤكد أنه لم يأت من فراغ وشعارات.. بل استند على أسس وثوابت ومعايير وخطوط عريضة.. ولهذا لم تهتز رسالة المسئولين عنها رغم عنف المنافسة الخليجية وإغراءاتها المتنوعة.. ولم يتخبط أداؤهم بعد الأزمة الاقتصادية التى هزت أركان أقوى المستثمرين فيها. إدارة هادئة الثقة والتمكن كانا سلاح إدارة القناة عندما دخلا كطرف أساسى وقادا أول حركة تمرد فضائى هو الأول من نوعه أطلقوا فيها صيحة الرفض لسياسة الاحتكار التى اتبعها التليفزيون الرسمى لتغطية مهمة وطنية أقصد مباراة الجزائر الأخيرة ولم يقيموا سرادق العزاء طويلا بعد أن رفعوا راية التحدى لمبنى ملىء بالقيادات والمستشارين ومكون من 25 طابقا.. بل قاموا وباقتدار بخطف المشاهدين وبذكاء إعلامى نادر من المحتكرين باستديو تحليلى فريد من نوعه حول المباراة اجتمع فيه المتنافسون ضد المحتكرين بفضل ذكاء إدارة مهذبة هادئة لرئيس مجلس إدارتها د. السيد البدوى واتزان رئيس القناة د. محمد عبدالمتعال. إسقاط مشروع طريق الحياة لم يكن مفروشا بالورود فى ظل سيادة حالة الفوضى الفضائية والإسهال الغريب للحد الذى أوحى للجميع بمولد قناة فضائية لكل مواطن.. لكن الحياة وسط هذا الطوفان العشوائى الموجه وغير الموجه عبرت عن نفسها بسرعة غامرة ونجحت وأسقطت محطات لها اسمها ونفوذها من عروشها وسلطانها. مبدأ خالف تعرف أو الممنوع مرغوب الذى يقتدى به معظم الباحثين عن الانتشار اعتبرته إدارة القناة أسلحة فاسدة فاختارت لنفسها مبدأ البساطة واعتنقت نظرية: فتش عن الاختلاف لا »الخلاف« بأسلحة متحضرة وملتزمة بمقومات الإعلام الناضج. حياد إيجابى تلبية أذواق المشاهدين بخلطة سرية تعرف مفتاحها إدارة القناة اتضح منذ لحظة الميلاد بالتنوع المدهش لبرامجها وفقراتها ومنوعاتها فتوالت ضرباتها الإعلامية من قضايا اجتماعية تهم الرجل العادى إلى ملفات مجتمعية تشغل الجميع إلى موضوعات رياضية تشبع نهم المشاهد المصرى والعربى معا بتطبيق قاعدة الحياد الإيجابى وعدم الانحياز ففازت بسهولة بالمصداقية المطلوبة من »الحياة اليوم« وتسليط الضوء على قضايا الساعة إلى »دارك« و»الكرة مع شوبير« ومن »أنا والحياة« و»ست الحسن« إلى »بنى آدم شو« وبرامج دينية معتدلة وبعيدة عن التطرف والتعصب مع القدرة الرائعة لانتقاء القضايا والموضوعات وأيضا اختيار الضيف المناسب فى الوقت المناسب. رغم مرور أقل من عام على انطلاقها احتلت مراكز متقدمة فى إحصاءات المراكز المتخصصة للقنوات الأكثر انتشارا وحسب تقرير شركة مارك احتلت فى عام 2009 المركز الأول بأعلى نسب مشاهدة على مستوى القنوات الفضائية المتخصصة فى مصر والعالم العربى متفوقة على محطات سبقتها بسنوات طويلة فى التراك الفضائى. وفى المقابل بعد أن كافأها الجمهور فإنها تهدى مع بدايات عام 2010 قناتها الثالثة وهى متخصصة فى الأفلام »الحياة البرتقالى« ليس لمجرد تقليد المحطات الأخرى بل لأن فى جرابها الكثير من المفاجآت لعشاق السينما المصرية.. نجاح وتفوق باقة الحياة تأكيد لمقولة شهيرة وهى لا معنى لحياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة. استيراد وتصدير ومثل أى قناة وليدة ارتكزت قناة الحياة على أسماء لامعة اختارتها بذكاء شديد.. أسماء لديها القدرة على الوصول للناس وتحقيق المصداقية المطلوبة والانتشار المنطقى وبلغة الاحتراف تعاقدوا مع أحمد شوبير باعتبار أن 60٪ من الشارع المصرى لهم اهتمامات كروية ولأنه صاحب الكاريزما والعلاقات المتشعبة ورغم التحفظات على حساباته وتوازناته فإنه لا يختلف أحد على قدراته كإعلامى مميز ومذيع شاطر كما هو بالضبط تاجر شاطر، إلى جانب نجم له حضور خاص وهو أشرف عبدالباقى وداعية معروف خالد الجندى وما خفى من النجوم للقناة كان أعظم. ومع تطبيق سياسة الاستيراد قدمت شاشة القناة وجوها تصدير صناعة الحياة كواجهة لها مثل شريف عامر بتلقائيته الناضجة و»لبنى عسل« صاحبة الوجه المألوف والمريح ورغم تجاربهما السابقة فإنهما ابنان شرعيان للحياة.؟