بدون مناسبة، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اعترافًا جديدًا بالانتهاكات اللاإنسانية التى ارتكبها جنود الجيش الإسرائيلى فى حق الجنود والأسرى المصريين خلال النكسة، ويدور اعتراف هذه المرة عن وثائق ومستندات وصور ومذكرات سرقت من جثث الجنود بعد قتلهم، ولم يذكر التقرير تفصيليًا خلال المعارك أم خلال الأسر حتى لا يكون دليلاً مباشرًا عليهم، لو فكرنا يومًا وفتحنا هذا الملف لنعيد حقوق شهدائنا، والغريب أن كل هذه الأوراق كانت مع مظلى واحد، وبالتالى فما خفى كان أعظم، وتعود قصة هذا الكشف المهم إلى هذا المظلى الذى حاول تصحيح خطيئته بعدما بلغ من العمر أرذله لكنه كان خائفًا ولا يعرف ابنه وزوجته من من؟! حتى مات فاعتزم ابنه الذى رفض الكشف عن هويته فعل ما كان والده يريده ليعيد هذه الأوراق لأبناء الشهداء أو ذويهم فى أرض النيل كما يقول، بعد أكثر من 42 عامًا على ارتكاب والده لجرائمه حيث كان يحترف السير بين الجثث المصرية وسرقة أوراقهم وبالطبع أموالهم، ومن هذه المستندات والصور بطاقة رقم 518239 لشهيد اسمه على حسن على ومهنته محصل ومحل ميلاده بإحدى ضواحى القاهرة وتاريخ ميلاده 26/3/1905 ، ومن غير الواضح ماذا كان يفعل فى الحرب خاصة أن عمره وقتها كان 62 عامًا! ويشمل هذا الأرشيف المسروق الذى يجب أن يعاد لأصحابه صورًا لشهداء فى عز شبابهم ولا توجد أى معلومة عنهم مكتوبة على ظهر الصورة حتى أن الصحيفة الإسرائيلية كتبت عليها تعليقًا من يعرف هؤلاء.. بعض الصور عليها أسماء لكنها غير واضحة بفعل الزمن.. وهناك أيضًا تصريح إجازة ليوم واحد من القوات الجوية أزرق اللون وعليه صورة صاحبه واضحة المعالم ومؤرخ ب 19/5/66واسم صاحب التصريح محمد إبراهيم ولا تظهر الرتبة والاسم الثالث، ويوجد أيضًا كارت شخص لأحدهم مكتوب فيه فتحى عبدالخالق شاهين.. موسيقى وصاحب معمل حلويات.. مستعد لإحياء الحفلات والأفراح من ديرب نجم شرقية كان تليفونه وقتها رقم 65 ديرب وتضم الأوراق كذلك مذكرات يومية كتب صاحبها عن الأوضاع خلال مواجهات الحرب، ترقب الصحيفة بعض الفقرات منها فوجئت بهجوم من الطائرات الإسرائيلية، فلم نتوقع هذه الأعداد من الهجمات والغارات، وفى هذه اللحظة تقصف الطائرات الإسرائيلية الخطوط الأمامية للجيش والمظلات فى القاهرة ودمروا لنا 71 طائرة على الأرض.. ومنها أيضًا: نفذنا الهجوم مع أول نور، أخذنا فى الأسر 8 طيارين إسرائيليين وأسقطنا 8 طائرات إسرائيلية.. وخلال الغارة الجوية الإسرائيلية جلست مع صديق اسمه جلال سعيد عبدالحميد من الإسماعيلية، وهو يعيش فى شارع البلاج نمرة 5 وكنا نراقب ومعنا جهاز اتصال وسلاحنا الشخصى من نوع الكلاشنكوف. وقال ابن المظلى إنه لم يكن يعرف محتوى هذه الأوراق حتى ترجمت للعبرية لأنه لا يعرف العربية، لكنه كان يعرف أن هذه المذكرات كانت تحوى كلامًا مهمًا لأنه كان يدون مذكراته اليومية خلال مشاركته فى حرب لبنان الأولى، واتضح أن الجندى صاحب المذكرات هو محمد إبراهيم وخدم فى وحدة عسكرية بالقوات الجوية ورقمه الشخصى 904841 وهناك صورة لصديقه اسمه محمد عياد، وورقة أخرى لتصريح غياب للجندى حسن سليم عجوة مؤرخ ب 7/ 5 /1967 وهو من الزقازيق يخدم فى نفس الوحدة، بالإضافة لصورة أخرى لضابط كان مصابًا فى المستشفى العسكرى!