بعد شهرين من قرار عزل مجلس إدارة الجمعية: كان من المفترض أن يكون برنامج الطالب عمرو جمال الذى سافر مع الجمعية المصرية للتبادل الثقافى الدولى إلى الولاياتالمتحدة ضمن برنامجها لتبادل الطلاب هو أن يجد فور وصوله للمطار أسرة أمريكية فى انتظاره لاستضافته عاما دراسيا كاملا كما وعدته الجمعية.. إلا أنه وفور وصوله انقلب برنامجه رأسا على عقب ففوجىء أنه لاتوجد أى أسرة فى انتظاره واضطر إلى أن يمضى الأسبوع الأول حسب رواية والده بصحبة مستشارته الرسمية من قبل المنظمة الدولية والتى حاولت بشتى السبل أن تبحث له عن أسرة ترضى أن تستضيف طالبا مصريا لمدة عام دراسى. ووصل بها الأمر إلى أنها كانت تصطحبه إلى المدارس يوميا باحثة عن أسرة ترضى به ضيفا عليها.. حتى أخبرته أخيرا أن هناك أسرة وافقت على استضافته.. وذهب عمرو إلى تلك الأسرة بعد أسبوع كامل من الشعور بالضياع ليكتشف أن أسرته المستضيفة عبارة عن امرأتين مثليتين! فصدم ورفض الوضع خاصة أنه شاب صعيدى.. تطورت الأمور وحسب رواية الأب بدءا من منعه من أداء الصلاة حتى اتهامه بالتحرش بإحداهما.. اتصل عمرو بالجمعية فى مصر لنجدته، إلا أن الجمعية حملته المسئولية الكاملة لأفعاله وتنصلت منه حتى حينما تم القبض عليه وحجزه فى أحد أقسام البوليس وترحيله. لا يعنينا إذا كان الطالب قد ارتكب أيا من الأفعال المنسوبة إليه أم لا لكن ما يعنينا هو موقف الجمعية التى اعتبرت نفسها مجرد شركة طيران ينتهى دورها عند توصيل الطلبة إلى البلد المنشود دون تحمل أى مسئولية تجاههم وتجاه أفعالهم بينما هى التى اختارتهم طبقا لمعايير من المفترض أنها تطبق بنزاهة.. إلا أننا علمنا أن هذه الجمعية قد صدر قرار من محافظ الجيزة سيد عبدالعزيز فى السابع من يوليو الماضى بعزل مجلس إدارتها بسبب ارتكابها لعدد من المخالفات المالية والإدارية. إلا أن الجمعية المصرية للتبادل الثقافى الدولى لازالت تمارس أنشطتها الثقافية داخل مصر وخارجها بالرغم من أن قرار المحافظ الذى أمهل الجمعية 60 يوما فقط للتنفيذ.. ال60 يوما مضت ولازال القرار صادراً مع وقف التنفيذ وكأن شيئا لم يكن.. وكانت النتيجة هى عودة الطالب المصرى مرحلا إلى مصر مع العلم أنه طالب واحد قامت الجمعية بتسفيره ضمن 60 طالباً آخرين رغم أنف قرار المحافظ. القصة بدأت حينما فوجئت إحدى الطالبات التى كانت على وشك السفر مع الجمعية إلى الولاياتالمتحدة بوقف إجراءات سفرها من قبل الجمعية فجأة ودون إبداء أسباب واضحة وهو أمر متكرر ومعتاد من مجلس الإدارة التى يسعى الكل لاسترضائها من أجل تحقيق حلم السفر.. إلا أن ولى أمر الطالبة لم يستسلم إلى الأمر الواقع وقام بإرسال شكوى إلى الجهات المختصة، والتى قامت بدورها بتلقى الشكوى وفاقت من غفوتها وقررت أن تقوم بالتفتيش اللازم على الجمعية التى كانت تعمل فى خفاء عن أعين الرقابة. سارت الإجراءات كالتالى.. خرجت لجنة من وزارة التضامن الاجتماعى فى يناير الماضى لتقوم بالتفتيش على الجمعية، وبعد عدد من الزيارات رصدت العديد من المخالفات المالية والإدارية، وقامت بدورها بإرسال توصية إلى الاتحاد العام للجمعيات الأهلية لبيان الرأى بشأن عزل مجلس إدارة الجمعية، وجاء رد الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بالموافقة على عزل مجلس الإدارة، وكان ذلك بتاريخ 15-1-2009 وكان يجب عرض القرار على محافظ الجيزة للتصديق. وعندما عرض أمر الجمعية على المحافظ صدق على قرار عزل مجلس إدارة الجمعية المصرية للتبادل الثقافى الدولى وصدر قراره بهذا الشأن بتاريخ 7-7-2009 وذلك استنادا على عشر مخالفات أهمها وأخطرها عدم وجود بروتوكولات أو اتفاقيات خاصة بالتبادل الثقافى بين الجمعية والدول المختلفة وعدم وجود مقاييس محددة لاختيار الطلبة للسفر للخارج كما جاء فى نص قرار المحافظ ضمن أسباب وجوب العزل تلقى الجمعية أموالاً من جهات غير واضحة المصدر بالدولار واليورو وتحت مسميات غير محددة. كما نص القرار على وجوب تعيين مفوض للجمعية بعد عزل مجلس إدارتها على أن يدعو الجمعية العمومية للانعقاد خلال ستين يوما من تاريخ صدور القرار بتعيينه لانتخاب مجلس إدارة جديد. إلا أن أعضاء مجلس الإدارة ضربوا بقرار المحافظ عرض الحائط ورفضوا التوقيع على استلامه وبالتالى رفضوا تسليم الجمعية للمفوض المعين بموجب القرار وقاموا بطرده من مكتب الجمعية.. وفوجئ أعضاء الجمعية بخطاب من مجلس الإدارة فى العاشر من أغسطس الماضى يكذبون فيه خبر العزل ويصفونه بالحملة الكيدية من أعداء النجاح. كما دعوا الجمعية العمومية للانعقاد وأدرجوا 89 اسما جديدا ضمن سجلاتها وهى لعبة قانونية هدفها اعتبار كل القرارات الصادرة على الجمعية العمومية القديمة لاغية! وقامت الجمعية بتسفير 60 طالبا إلى الولاياتالمتحدة كان من ضمنهم الطالب عمرو جمال.. ولا نعرف شيئا عن بقية الطلبة وإذا كانوا قد تعرضوا لمضايقات ومشاكل مماثلة أم لا. من المفترض أن الجمعية المصرية للتبادل الثقافى الدولى هى جمعية غير ربحية مشهرة تحت رقم 895 بوزارة التضامن الاجتماعى بدأت نشاطها فى التبادل الطلابى بين مصر وعدد من الدول تحت اسم منظمة عالمية تدعىءئس عام 1984 ،وقد كنت أنا - محرر هذا الموضوع- أحد الطلاب الذين سافروا إلى الولاياتالمتحدة مع هذه الجمعية قبل أعوام وقد علمت عن هذه العملية أن هدفها هو نشر السلام والتسامح بين الشعوب وبعضها، بالتالى فأنا كطالب تبادل ثقافى كنت أعتبر رسول السلام بين الشعوب.. وهذا هو الأمر الطبيعى بالنسبة لمعظم الجمعيات المماثلة. كان من المفترض وكما هو معلوم للجميع أن هذه الجمعية تتلقى دعما ماديا من الخارج فى سبيل مساعدة الطلاب على السفر.. فكانت تحصل على مبلغ يتراوح بين 5 إلى 7 آلاف دولار عن كل طالب، حتى أن الجمعية تمكنت من الحصول على دعم لحوالى 40 طالبا من الولاياتالمتحدة عام 2003 إلا أننا فوجئنا أن مجلس إدارة الجمعية يفتح باب التبرعات ويوحى لأولياء الأمور القادرين والذين ينشدون رضاء مجلس الإدارة من أجل تسفير أبنائهم بأن يتبرعوا للجمعية وبالفعل كانوا يحصلون على تبرعات تقدر بآلاف الدولارات مما أدى إلى تسابق أولياء الأمور للدفع لنيل الرضاء، فسيطرت الوساطة والمحسوبية على الجمعية التى أصبحنا نتشكك فى أنها غير هادفة للربح بالفعل.. ولم نعد نفهم على أى أساس يتم اختيار الطلبة.. وقد شعرت أنا وزملائى آنذاك بالريبة إلا أنه لم يكن مسموحاً لنا بالاستيضاح وإلا اعتبر تدخلاً فيما لا يعنينا قد يكلفنا فرصة السفر بأكملها.. وهو ما حدث بالفعل مع أحد زملائنا الذى تم اختياره للسفر إلا أننا فوجئنا بإلغاء اختياره بعد أن كان قد تم استخراج تأشيرة سفره وتذاكر الطيران، وقبل السفر ب 48 ساعة، وهو الأمر الذى تكرر مع الطالبة التى فتح والدها النار على الجمعية. فبالرغم من خضوعى أنا وزملائى للمعسكرات والاختبارات المقررة للاختيار إلا أن معايير الاختيار ظلت مبهمة بالنسبة لنا. توجهت إلى مدير إدارة الجمعيات بمديرية التضامن الاجتماعى التابعة لمحافظة الجيزة محمد لبنة وسألته عن دور المفوض الجديد وموقف الإدارة من رد فعل الجمعية فقال إن أعضاء الجمعية قد أتوا إليه بالفعل وأعلنوا ترشيحهم لشخص من ضمنهم ليكون مفوضا عنهم.. وعندما أخبرته بأنهم غيروا عددا من أعضاء الجمعية العمومية وبالتالى بطلان قرار المحافظ قال إنه لا يعرف أى معلومات عن هذا الأمر.. فأوضح لى رئيس الشئون القانونية بالمحافظة أن دور المحافظة ينتهى عند إصدار قرار العزل وأنها ليست جهة تنفيذية، حيث إن المديرية هى المنوطة بالتنفيذ، أما لبنة فعندما سألناه عن عدم قيام المديرية بالتنفيذ فرفض ذكر السبب. وقد علمت أن وزارة التربية والتعليم قد قررت وقف التعاون مع الجمعية بسبب ما رأته من مخالفاتها المتعددة فأكدت مشيرة شاهين مديرة العلاقات الثقافية والخارجية بالوزارة أن التعاون مع الجمعية على برنامج المنحة قد توقف منذ يناير الماضى مما ينذر بمشكلة جديدة وهى عودة هؤلاء الطلبة الذين سفرتهم الجمعية رغما عن أنف كل هذه الجهات إلى مدارسهم ليكتشفوا أن العام الدراسى الذى قضوه فى الخارج غير معترف به من قبل وزارة التربية والتعليم.