«إحنا شباب زي الفل.. مش هنرضي بعار أو ذل» أحد شعارات أو هتافات ألتراس الإخوان التي أعلن بها عن نفسه من بني سويف ووصل صداها إلي القاهرة وباقي أرجاء الجمهورية. ألتراس الإخوان بشر به «الفيس بوك» بعد إعلان مرشد الإخوان عن نية الجماعة لتكوين فرق رياضية تنافس في مختلف اللعبات، وتوالت الصفحات التي ما بين مؤيد ومعارض لفكر الجماعة جمعتهم روح الدعابة وإطلاق النكات حول الألتراس الإخواني. لم يكن أشد المتشائمين من المعارضين، وربما المتفائلين من الجماعة.. يتوقع ظهور ألتراس الإخوان فقد عرفنا جماعات الألتراس المصرية رياضية لا تشارك في السياسة إلا علي استحياء وبشكل منفرد لأعضائها لكن مجموعة من شباب حزب الحرية والعدالة قرروا أن يأخذوا المبادرة وأسسوا أول ألتراس سياسي من نوعه، ليس علي مستوي القُطر العربي فحسب إنما علي مستوي العالم بأسره. أحمد عبدالحميد المنسق العام لألتراس الحرية والعدالة ببني سويف قال: الفكرة جاءت من خلال مجموعة من الأصدقاء من الشباب الجامعي من أعضاء حزب الحرية والعدالة، محبي كرة القدم والمكونة من 6 أفراد هم المؤسسون للرابطة.. لسنا جميعا أعضاء في جماعة الإخوان، وكل منا يختص بالإشراف علي عمل داخل الرابطة ويكون القرار لنا بعيدا عن الحزب الذي نمثله بداية من المهندس حسن عرفان نائب المنسق العام ومرورا بالمحاسب أحمد عاطف المسئول عن التنسيق مع الحزب، ثم أحمد وحيد وعبدالله سيد وهما مسئولان عن تدريب أعضاء المجموعة علي الأغاني والهتافات ونهاية بمصطفي عبدالحميد مسئول الأدوات بنر الرابطة والطبلة والدف وغيرها.. يضيف: كنا معجبين بأداء ألتراس الأهلي والزمالك وانتمائهم الشديد لأنديتهم لذلك بحثنا عن صيغة نعبر بها عن انتمائنا أيضا للإخوان والحزب فلم نجد أفضل من فكرة «ألتراس» خاصة أن بني سويف مطموسة رياضيا وليس بها جماهير رياضية فأعددنا مشروعا تقدمنا به إلي الحزب ببني سويف يضم ميثاقا للرابطة ويضم قواعد منظمة يحظر الخروج عنها تتشابه مع قواعد الألتراس الرياضي مع بعض التعديل مثل الحفاظ علي الأخلاق العامة والأعراف واحترام المنافسين وعدم تعطيل المرور وحظر استخدام الشماريخ والألعاب النارية، وتمت الموافقة عليه. عدة محاولات سبقت، بعضها مازال مستمرا لتأسيس ألتراس لجماعة الإخوان خاصة في الإسكندرية، بعضها وصل حد تكفير الليبراليين واتهامهم بالإلحاد في أناشيدهم! المنسق العام يستطرد: كانت البداية في أول جمعة من شهر ديسمبر الحالي عملنا مسيرات تجوب شوارع بني سويف للدعاية للحزب ومرشحيه، وقد تكررت المسيرات 5 مرات في مناطق مختلفة ولم تشهد اعتراضا واحدا من الأمن، وفي كل مرة تشهد الرابطة التي تخطي عددها 40 فردا، انضماما لأعضاء جدد ونحرص علي الحصول علي بياناتهم للتواصل معهم، اثنان منهم تابعان لألتراس الوايت نايتس. وعن التمويل للرابطة قال: تمويلنا يتم بجهود ذاتية وتبرعات، ولا ننكر فضل الحزب في دعمنا ماديا ومعنويا خاصة فيما يخص «التيشرتات» الموحدة للرابطة التي يتكلف الواحد منها عشرة جنيهات، تحمل الحزب نصف التكاليف. وعن مستقبل الرابطة قال: لم نناقش ذلك بعد لأن تركيزنا منصب علي الانتخابات البرلمانية، لكن الرابطة ستستمر لا محالة بعد النجاح الذي حققته، فالألتراس أسلوب حياة، ونفكر في النزول إلي محافظات أخري لنشر الفكرة وأعتقد أنه بجانب مساندتنا للحرية والعدالة ربما نقف إلي جوار نادي المحافظة «تليفونات بني سويف» وتجدوننا في المدرجات باسم الحرية والعدالة دعما للنادي. يقول المحامي أحمد وحيد المسئول عن التدريب داخل ألتراس الحرية والعدالة: خبرتي التي اكتسبتها من نشاط الجوالة أثناء دراستي بالجامعة ساعدتني كثيرا في تدريب الأعضاء، خاصة أننا كنا نستخدم نفس الأدوات سواء الدف أو الطبلة «الربع»، أما تأليف وتلحين الأناشيد والهتافات التي ننشدها فيكون من خلالنا جميعا، وفي جلسة أسبوعية نقوم بالتعديل ثم اعتماد الأغاني، ثم أقوم بتوزيع الأناشيد علي الأعضاء - الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عاما، ثم نقوم بعمل بروفات بالدف الذي تبرع به أحد أصدقائنا من متجره الخاص الذي يبيع فيه الدفوف وأيضا بالطبلة «الربع» التي نقوم بتأجيرها بسعر يتراوح بين 10 و15 جنيها، نظرا لعدم قدرتنا علي شرائها حيث يصل سعرها إلي ما يقارب 300 جنيه، ويتم التدريب في أي منطقة مفتوحة تستوعب العدد. د.ناصر سعد أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة ببني سويف قال: الفكرة بدأت بالحديث مع مجموعة من الشباب المنتمين إلي الحزب من الجامعيين وطلاب الثانوي أثناء إحدي المسيرات الانتخابية، والذين أبدوا امتعاضهم من الدعاية التقليدية للحزب ومرشحيه في الانتخابات البرلمانية وطرحوا مشروع الألتراس الذي سيقوم بالدعاية بشكل مختلف وجذاب جدا، وبعد بحث الفكرة قررنا تنفيذها تحت عباءة الحزب ودعم هؤلاء الشباب من خلال المساهمة في تكلفة التيشرتات الموحدة لهم وأيضا طبع البانر الخاص بهم بعد أن صمموه، وفي طريقنا لإمدادهم ببعض الأدوات التي يستخدمونها في أناشيدهم كالدف والطبلة، وفي الحقيقة لم نتوقع مطلقا ذلك النجاح المبهر وفاجأتنا الضجة التي أحدثها ألتراس الحرية والعدالة، وهو ما نبحث تطويره وإنشاء تجارب مماثلة في بقية المحافظات. ألتراس الحرية والعدالة استنكر علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك تجاهل موقع الحزب الرسمي وصفحته الرسمية علي الفيس بوك لهم في مقابل اهتمام إعلامي من خارج الحزب! وعن ذلك قال أمين الإعلام: لم يتم تبليغ قيادات الحزب المركزي في القاهرة نظرا لانشغال الجميع بالانتخابات البرلمانية وهو ما يفسر الخطأ غير المقصود من موقع الحزب وصفحته الرسمية، وأضاف د.ناصر: يجب استغلال هؤلاء الشباب بعد الانتخابات في مشاريع الحزب، خاصة الصحية والمرورية، كما نرحب بالمسيحيين للانضمام لألتراس الحرية والعدالة، أما مسألة انضمام الفتيات والمرأة فهذا صعب.