الاسم : مجهول الهوية، السن 22 عاما، النوع : ذكر، سبب الوفاة : طلق ناري بالبطن، تاريخ الوفاة : 32 أغسطس 1102 اسم المبلغ : عراقي محمد، رقم القيد في سجل الوفيات : بدون، الجهة : العريش قسم ثان.. صرحنا بدفنه في جبانة العريش شمال سيناء. بهذه البساطة والتعتيم صدر تصريح الدفن، جاء إلي الحياة إنسانا ورحل، وما بين قدومه ورحيله مسافة زمنية قدروها ب 22 عاما، ومسافات جغرافية بين مسقط الرأس والمستقر الأبدي، وقضايا سياسية وأزمات اجتماعية دفعته لاتخاذ قرار المغامرة والرحيل أملا في وطن بديل يغسل فيه هموم أيامه. مجهول الهوية، عكس هذا الوصف حالات عدة من ضحايا الهجرة غير الشرعية، عبر سيناء أرض الفيروز التي لا نعرفها، فجثثهم يعثر عليها بدو بالصحراء منها ما تحوي ملابسه أوراقا شخصية تكشف عن هويته، والغالبية بلا هوية، ودعوا أسرهم علي وعد بنقلهم لطبقات اجتماعية أرقي وحياة أفضل بعدما تمتلئ جيوبهم بالدولارات من ناتج عملهم في إسرائيل، ففي محضر آخر حمل رقم 20 أحوال قسم ثان العريش بتاريخ 14 يوليو ,2011 قيد الاسم لجثة أخري : مجهول الهوية، السن : 25 عاما بينما سبب الوفاة : جثة متحللة وقيد البحث عن السبب، ليصرح بدفنها في 23 أغسطس مع آخرين بعد أن امتلأت ثلاجة المشرحة، ثالث مجهول الهوية وسبب الوفاة قيد البحث والسن 31 عاما والمحضر 1169 إداري قسم العريش 2011 جميعهم رحلوا في ريعان الشباب. الأكثر ألما العثور علي جثتي شقيقين أفارقة، احتضن كل منهما الآخر ليختبئ في صدر ابن أبيه من الموت، وسط 9 قتلي وجدوا في سيناء بالقرب من الحدود مع إسرائيل، عبدالرحمن علي آدم 27 سنة، مقتول بطلق ناري في البطن وفقا للمحضر رقم 17 بتاريخ مايو 2011 قسم ثان العريش والمثبت في تقرير طبيب وزارة الصحة المصرح بالدفن بينما شقيقه الصادق علي آدم 30 عاما قتل بطلقين ناريين في البطن والصدر حيث خرجا من المشرحة للدفن 23 أغسطس من العام الجاري. تصاريح الدفن تكشف احتجاز جثث لفترات طويلة بالمشرحة وتواريخ دفن تدون الوفاة بذات تاريخ الدفن. حول ظاهرة تهريب الأفارقة الذي يطلق عليهم البدو ( العبيد) تكشف أبعاد المأساة، مقابر جماعية في الصحراء، ومافيا دولية متعددة الجنسيات تتاجر في لحوم وأعضاء البشر من أكثر من 7 جنسيات ولكل أغراض مختلفة. أسباب الوفاة تعددت كما كشف عنها الناجون وحالة الجثث ما بين طلقات نارية من قبل المهربين الذين طالبوا الهاربين بمبالغ إضافية، وطلقات رجال حرس الحدود عندما يرفض المتسللون التوقف وتسليم أنفسهم، وبين الموت جوعا وعطشا في الصحراء بعدما تتركهم المافيا في نقاط حدودية ويفشلون في العبور ويضلون الطريق أو يفرون هربا من تجار الأعضاء البشرية، فأزهري تاج الدين شوشة سوداني 27 عاما من دارفور قتل بطلق ناري في الرأس بينما ( مجهول الاسم والهوية ) يبلغ من السن 27 عاما عثر علي جثته في 1/9/2011 شبه جافة نتيجة لتعرضه لمجاعة شديدة وحرر بذلك محضر رقم 13 أحوال قسم ثان العريش وصرح بدفن الجثمان في 8 من ذات الشهر. • مهاجرون دليفري ( أ. ع ) من منطقة وسط سيناء يملك منتجعا في طابا، ويتحدث العبرية رفض ذكر اسمه خشية استهدافه من المهربين، قال : القضية بالغة الخطورة حيث يقوم بالتهريب مافيا دولية، رأسها المدبرة والممولة في إسرائيل وفروعها ممتدة لدول إفريقية وأوروبية وأخري عربية، مضيفا توجد عناصر إسرائيلية، هي من تدفع للمهربين مقابل توصيل المهاجرين غير الشرعيين لإسرائيل، مستطردا: عدد من أعضاء هذه المافيا معروف لدي البدو، وتوجد قبيلة في السودان تتعامل معهم وتتولي مهمة تهريب القادمين من أريتريا والسودان والنيجر، خاصة الأماكن التي تشهد صراعات مسلحة كما تتولي مهمة تأمينهم واقتيادهم عبر الدروب الصحراوية، منذ ثلاث سنوات كانت غالبية المهاجرين غير الشرعيين من الفتيات الروسيات والصينيات وفتيات من دول أسيا ومنهن عدد من الفلبين ورومانيا، يأتون لمصر عبر وسيط بالقاهرة في شكل أفواج سياحية تتراوح أعمار الفتيات بين 18 عاما و35 عاما يقيمون بضع ليالي في فندق أم كلثوم بالزمالك بتأشيرات سياحة، ثم يقوم الوسيط بتجهيز أتوبيس رحلات بدعوي نقلهم إلي طابا لاستكمال الرحلة السياحية غير أنهم لا يصلون إلي طابا ففي الطريق عند منطقة النخيل ينتظرهم عضو بالمافيا ويتولي نقلهم لمكان آمن بالصحراء لانتهاز الفرصة المناسبة لعبور الحدود لإسرائيل. ويقول المصدر من خلال عملي بالمنتجع السياحي التقيت بعدد من الروسيات اللاتي حصلن علي جنسية إسرائيلية بعد وصول إسرائيل عن طريق الهجرة غير الشرعية، حيث كشفن أن إسرائيل تقوم بتصنيفهن بعد وصولهن لأراضيها وفقا لمؤهلات كل مهاجرة فمن كانت تعمل بمكان مهم في روسيا سكرتيرة لقيادات لتستفيد منها الأجهزة الأمنية وأخريات يعملن في وظائف وغير المؤهلات بدرجة علمية كافية يعملن في الدعارة مستطردا يتم غربلتهن وتأكدت من تلك المعلومات من أكثر من مصدر من السياح الإسرائيليين، كما تعمل البلغاريات في الدعارة والفلبينيات والصينيات في الخدمة في المنازل. يضيف : في 2007 ألقت سلطات حرس الحدود القبض علي روسيات ورومانيات قبل هروبهن لإسرائيل وتم ترحيلهن لسجن العريش والتقيتهن، فأكدن أنهن لم يدفعن دولاراً واحدا للمهربين بل لم يكن معهن ما يكفي لتناول وجبة طعام، ومثل هؤلاء المافيا التي تتولي نفقات تهريبهن ليعملن في إسرائيل في الدعارة والخدمة بالمنازل ومنهن من يتم تزويجهن لإسرائيليين ومنحهن الجنسية، خاصة معتنقات الديانة اليهودية بينما الذكور من الصين فقط وإفريقيا. منذ ثلاث سنوات تقلص عدد المهاجرين من آسيا بعد تشبع إسرائيل منهم وتحقيق المجالات المطلوبين لأجلها اكتفاء، ليبدأ تزايد عدد المهاجرين غير الشرعيين لإسرائيل من الأفارقة، لدرجة دخول قرابة 15 ألف إفريقي لإسرائيل سنويا، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة علي الأمن القومي المصري والعربي وعلي حياة هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، كونهم يدخلون بطرق غير شرعية ودون علم المنظمات الدولية وبدون تسجيل في أي سجلات مما يهدر حقوقهم حال قتلهم أو الاتجار في أعضائهم بسرقتها أو إجبارهم علي أعمال تنتهك آدميتهم، بينما عدد كبير منهم يتزوج إسرائيليات ويحصل علي الجنسية ويجند في الجيش هؤلاء هم الوقود الذي ستشعل به إسرائيل حروبها مع الفلسطينيين والعرب، حيث يتدربون ويتعلمون العبرية وتجري لهم عمليات غسيل مخ، مستدلا علي ذلك بواقعة قائلا: شاهدت أفارقة عبروا الحدود وسلموا أنفسهم لجنود إسرائيليين فرحبوا بهم، وفي إحدي دوريات الحدود في الجانب الإسرائيلي شاهدت دورية سيارة من الجنود الإسرائيليين بها اثنان من الأفارقة قالوا : (إذا حاربت إسرائيل مصر سنكون أول من يقتل هؤلاء المصريين) مشيرا باتجاهي وعدد من البدو في الجانب المصري. وكشف المصدر قيام أعضاء المافيا بتعريض المهاجرين لعملية تعذيب ممنهج مستطردا أحد أصدقائي يعمل مع هذه العصابات، وكشف لي قيام أفراد العصابة بتعليمات من قياداتهم بتعذيب الأفارقة بطريقة لا يفعلها سوي خبراء التعذيب، كما أنهم يستخدمون أدوات خاصة بالتعذيب وتجويعهم، بهدف دفع المهاجرين لكراهية البدو المصريين، وإشعال رغبة الانتقام في صدورهم بقتل عدد من المهاجرين أمام مجموعات كبيرة قبل العبور لإسرائيل، مفسرا ذلك بأن الهدف هو إشعارهم بالقهر والظلم في سيناء ثم الرعاية الكاملة والترحاب بهم في إسرائيل لكسب ولائهم المطلق للكيان الصهيوني وتحفيزهم للانتقام من المصريين حال توجيههم لارتكاب أي عمل عدائي ضد مصر، خاصة أن عددا منهم يجند في جيش إسرائيل. الإسرائيليون وعرب إسرائيل - حسب المصدر - يرفضون العمل بشمال إسرائيل، لأنها مناطق خطرة وهم يخشون علي حياتهم ولذلك الأجور مرتفعة بها جدا، والأفارقة هم من يغطون هذا العجز في العمالة في هذه المناطق بعد منحهم دورات تأهيلية فإسرائيل بالنسبة لهم واحدة لا يعرفون ولا يهتمون بمستوي خطورة الأماكن التي يعملون بها، كما أن من لا يتم تجنيدهم من الأفارقة يسيرون الأعمال في المصانع والمزارع في حالة تعبئة الجيش الإسرائيلي واستدعاء المدنيين، فهذا مخطط إسرائيلي للتغلب علي تقلص تعداد الإسرائيليين مع نضوب هجرة اليهود للكيان الصهيوني وتزايد الهجرة العكسية خشية دخول إسرائيل حروبا جديدة. • مقابر جماعية إسرائيل تنظر إلي الأمام 20 عاماً مقبلة، بهذه العبارة بدأ الشيخ سلامة أبوعايد من قبيلة التياها فرع الصباحبة بمنطقة النخيل بالقرب من نويبع بسيناء.. حديثه مع روزاليوسف مضيفاً: الأزمة تتصاعد وهناك إقبال غير مسبوق علي الهجرة غير الشرعية لإسرائيل بتشجيع من الإسرائيليين أنفسهم وعملاء لهم من العرب المستوطنين في وسط سيناء القادمين منذ 50 عاماً من الأردن وفلسطين، كما أن هناك جريمة إنسانية ممثلة في سرقة الأعضاء البشرية من أجساد عدد من المهاجرين قبل قتلهم فعثرنا علي مقابر جماعية ووجدنا الجثث منزوعة القرنية وبدون أكباد وعرضناها علي أطباء فأكدوا لنا أنها سرقت أعضاؤها كما توصلنا إلي مغارة في وسط سيناء تجري بها العمليات بواسطة طبيب إسرائيلي يعاونه أطباء عرب جاءوا لسيناء تحت أسماء مستعارة. أبوعايد أضاف: ما أقوله حقائق مثبتة فقد ألقيت القبض أنا وعدد من قبيلتي خلال العام الجاري علي 1800 مهاجر من السودان والنيجر وجيبوتي واستجوبت عدداً منهم وأدلوا باعترافات تفصيلية مؤكدين أنهم لم يتحملوا أي نفقات وهناك شخص أحضر لهم أموالاً في السويس اسمه سليمان عبدالله لدفعها لأعضاء العصابة التي هربتهم ليدفعوا بدورهم لأعضاء قبيلة الرشايدة السودانية، مضيفاً: وكان هناك فوج في الأسبوع الماضي مكون من 460 أفريقياً في طريقهم لإسرائيل وعند القبض عليهم فروا وقبضنا علي 71 فقط منهم وأدلوا باعترافات متطابقة، مستطرداً في عام 2009 ألقت الشرطة القبض علي عضو مجلس محلي بالسويس يدعي حميد علي حميد عبدالله وبحوزته 120 ألف دولار وتم اعتقاله لمدة عام حتي اعترف بمصدر الأموال مؤكداً أنها من سليمان عبدالله مقابل إيواء عدد من المهاجرين غير الشرعيين وإيصالهم إلي مصر. وأضاف أبوعايد: المؤسف أنك كلما تحدثت مع السلطات عن سرقة الأعضاء يقولون: إن هؤلاء مهاجرين هاربين في الصحراء تاهوا فماتوا من الجوع والعطش دون اتخاذ إجراءات رادعة مؤكداً أن عدداً من الجثث وجدت وبجوارها «القرآن الكريم» مما يدل علي أنهم مسلمون كما أن هناك مسيحيين قتلوا، وعدد من الجثث بلا أعضاء ولا قرنيات بالعين وشدد أبوعايد علي أن هدف إسرائيل هو استقبال أكبر عدد من الأفارقة من دول حوض النيل لمنحهم الجنسية الإسرائيلية ثم إعادتهم بعد ذلك لأوطانهم بجنسية مزدوجة للتأثير علي حصة مصر من مياه النيل إن لم يكن المطالبة بوصول مياه عبر مصر لإسرائيل هذا إلي جانب تجنيدهم في الجيش لمحاربة الفلسطينيين والمصريين فيما بعد. وقال أبوعايد: لقد هاجمنا مهرب الأفارقة ب80 سيارة ورجال يحملون سلاحاً ليبياً وسودانياً ورفع الراية البيضاء ثم قاومنا بأسلحة ثقيلة ومدفعية مداها 4 كيلو مترات، كما أن لديه ورجاله مدفعية م.ط مضادة للطائرات ولا نملك القضاء عليهم دون ضحايا كثر من الرجال، ولذلك لابد من تدخل الجيش بالطائرات لمساعدتنا لمواجهة هذه العصابات التي تسيء لسمعة مصر وأهالي سيناء. ورغم تصريحات المصدر فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية بثت موافقة مجلس وزراء إسرائيل في جلسة عقدت في 28 نوفمبر 2010 علي مشروع قانون تقدم به بنيامين نتنياهو يقضي بإقامة معتقل مغلق في النقب للأفارقة المتسللين للتأكد من خلوهم من الأمراض المنتشرة في أفريقيا خشية انتقالها لليهود بدولة الكيان الصهيوني، مبرراً دوافعه بأن إسرائيل استقبلت في عشرة أشهر من عام 2010 من الأفارقة المتسللين 11 ألفا، فيما ذكرت إذاعة صوت إسرائيل أن عدد المتسللين الأفارقة بلغ 3500 من بداية العام الجاري وحتي شهر يونيو الذي شهد وحده وصول 1200 أفريقي لتل أبيب. وفي الوقت الذي تقدر فيه المفوضية السامية للاجئين بالقاهرة عدد اللاجئين الشرعيين بمصر من 38 دولة علي مستوي العالم ب40 ألف لاجئ فإنها قالت إن 23 ألفا منهم من الأرتريين والسودانيين والأثيوبيين يرغبون في اللجوء لإسرائيل بطرق شرعية، يأتي ذلك في الوقت الذي يقدر فيه عدد الأفارقة في مصر ب«مليون مهاجر».