الحوار مع المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية امتزجت فيه المعلومة بالخبر وتحدث في العديد من الملفات بداية من تعامل وزارة الخارجية مع ملف مصابي الثورة الذين يتم علاجهم بالخارج مرورا بترتيبات الخارجية لقبول أولي الدفعات الدبلوماسية بعد ثورة يناير وموقف المؤسسة الدبلوماسية من التحاق المحجبات في السلك الدبلوماسي وغيرها من الملفات في حوارنا معه: كيف تتعامل وزارة الخارجية مع ملف علاج مصابي ثورة يناير وما طبيعة الدور الذي تقوم به ؟ أؤكد لك أن جميع سفاراتنا بصفة عامة وسفاراتنا في الدول التي يتلقي فيها عدد من مصابي الثورة العلاج علي وجه الخصوص لا تدخر جهدا في تقديم المساعدة ويبادرون بذلك، ولكن لاحظنا وجود حساسية شديدة من جانب المصابين عندما نتحدث إعلاميا في هذا الموضوع، فمثلا «مصعب الشاعر» عندما نشر أن السفارة المصرية في ألمانيا اطمأنت عليه وعلي متابعة حالته غضب غضبا شديدا وقاطع السفارة وشقيقه طرد مندوبي السفارة من المستشفي. لماذا ؟ لا أعرف ولكن هذا الأمر يمثل حساسية شديدة جدا بالنسبة لهم .. وبالنسبة لنا كوزارة خارجية لاندعي أننا نقوم بتسفير المصابين للعلاج أو تحمل النفقات الخاصة بذلك لأنه ليست لدينا ميزانية خاصة بذلك والخارجية جزء من الحكومة المصرية ولكن ليست الجهة المنوطة بهذا الأمر، ودور الخارجية في هذا الأمر تنسيقي مع الجمعيات الأهلية التي تقوم بجهد كبير وتقوم بالاتصال بالجمعيات والمنظمات الأهلية في الدول المختلفة وتقوم أيضا السفارات في بعض الأحيان بعمل تطوعي مع أعضاء الجالية .. مثلا القنصلية المصرية في جينيف تمكنت بالتعاون مع الجالية من جمع تبرعات لتمويل علاج مصابي الثورة . كنا قد سمعنا عن أكثر من حالة في ألمانيا فكيف تتم متابعة الأمور هناك من جانب سفارتنا في برلين ؟ - بالفعل سفارتنا في ألمانيا استقبلت أكثر من حالة وتقوم بالاطمئنان عليهم ومتابعة احتياجاتهم بعضهم يتجاوب والبعض الآخر لا يتجاوب ونحن نقدر مشاعرهم وما يمرون به من متاعب نفسية بسبب إصابتهم، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو عندما ذهب إلي ألمانيا قام بزيارة المواطن مصعب الشاعر ونفس الأمر عندما ذهب إلي فرنسا قام بزيارة اثنين من مصابي الثورة .. وقد أذيع سرا عندما أقول لك إن الوزير قام بمعاتبة الزميل الذي قام بإفادتنا بخبر هذه الزيارة لإرساله إلي وسائل الإعلام. لماذا ؟ الوزير قال : «أنا مش رايح أتمنظر ولا رايح اعمل دعاية، ولم يكن هذا هو غرضي من الزيارة، وبالفعل الوزير كان غرضه من الزيارة إنسانيا والوزير ذهب إليهم وجلس معهم وجلس مع شابين مرافقين لهما يقومان برعايتهما وأحضر لهم كعك العيد وجلس معهم جلسة ودية للغاية. وماذا عن السفارات المصرية الأخري ؟ - بعض السفارات تمكنت من خلال الاتصال بالجهات الرسمية المعتمدة لديها بتقديم مساعدات لعلاج مصابي الثورة ومن هذه السفارات سفارتنا في السويد استطاعت جمع ما يعادل مليون دولار من الحكومة السويدية والسفارة والجالية يقومان بتنسيق عملية استقدام المصابين وبدأت بإرسال حالتين ومن المنتظر إرسال تسع حالات أخري، وتقديريا علاج الإحدي عشرة حالة سيصل لحوالي نصف المبلغ وسيتبقي نصف المبلغ والمداولات جارية بين السفارة والجالية فيما يخص الخطوات القادمة، وهناك خمس حالات في باريس وإحداها تم علاجها وعادت إلي مصر وستعود مرة أخري لاستكمال علاجها وهناك أيضا حالة في فرانكفورت. هل لدينا رقم إحصائي بعدد مصابي الثورة الذين يتم علاجهم في الخارج؟ - لا يوجد رقم دقيق لأن هناك العديد من الجمعيات الأهلية قامت بإرسال مصابين دون التنسيق مع الخارجية. اختبارات الالتحاق بالسلك الدبلوماسي المقرر عقدها الشهر القادم والتي ستكون أول دفعة دبلوماسية بعد ثورة يناير وهذه الاختبارات كثيرا ما يدور حولها أنها اختبارات تحكمها المحسوبية والتوريث والتمييز تجاه الأقباط وأيضا ضد المتسابقات ممن يرتدين الحجاب .. فما الرؤية تجاه هذا الأمر ؟ - ليس كل ما تقوله صحيحا وهذا ليس دفاعا عما مضي ولكنها الحقيقة .. وأضرب لك مثالاً بنفسي، أنا تقدمت للاختبار عام 1991 وكان معي ابن محافظ القاهرة وقتها ولم يوفق وكان معي في نفس الدفعة أبناء سفراء ولم يوفقوا ولاداعي لذكر أسماء .. وحتي أبناء السفراء الذين التحقوا معظمهم جاءوا في ترتيب متأخر في الدفعة. وما أهمية الترتيب ؟ - الترتيب علي الدفعة من أهم الأشياء في الخارجية علي مدار عمرك الوظيفي .. لأنه يكون عنصرا أساسيا في النقل للخارج وفي الترقية،ممكن تترقي قبل زميل لك من نفس الدفعة بعام أو اثنين .. ومعظم أبناء السفراء تأخروا عني في الترتيب علما بأن والدي طبيب في الصعيد وليست له علاقة بمسئولين في الخارجية، وخلال السنوات القليلة الماضية رسب العديد من أبناء السفراء وسأقول لك علي واقعة بدون ذكر أسماء حتي لا نجرح مشاعر أحد .. هناك شاب والده مساعد وزير خارجية في الخدمة رسب قبل الثورة وبعد الثورة، رسب في الاختبار الذي أجري في أكتوبر الماضي ورسب أيضا في الاختبار الذي ظهرت نتيجته في أبريل الماضي .. وهناك شاب آخر رسب في الاختبار أيضا قبل وبعد الثورة وهو نجل وزير حالي، أضف إلي ذلك أن جميع الاختبارات التحريرية يتم تصحيحها خارج الوزارة وبأرقام سرية والوزارة تقوم بتصحيح اختبار أو اثنين فقط وذلك لاتصالهما بعمل الوزارة، ولكن الاختبارات الأخري مثل القانون والاقتصاد والتاريخ والأدب وما إلي ذلك يتم تصحيحها خارج الوزارة من جانب كبار المتخصصين. وماذا عن الاختبار الشفوي ؟ - سأذكر لك واقعة شخصية،ابنة عمتي اجتازت الاختبار التحريري بنجاح وتقدمت للاختبار الشفوي ولم توفق وذلك في أكتوبر الماضي وكان وزير الخارجية وقتها أحمد أبو الغيط، علما بأنني عملت مع الوزير أبوالغيط لسنوات في مكتبه ولكن هل كنت أجرؤ علي أن اتصل به وأطلب منه أن يقبلها؟ لا يمكن .. وإحقاقا للحق هناك واقعة شاهدتها بنفسي قبل سنوات مع الوزير أحمد أبوالغيط في مكتبه وجاءه سيل من الاتصالات من مسئولين للتوصية علي أحد المتقدمين، فقام بالاتصال برئيس اللجنة وقال له نصا: تكلمني مباشرة بعد الامتحان وتبلغني الولد ده عمل إيه وعقب الامتحان اتصل به رئيس اللجنة وقال له إن الشاب لايصلح فقال له يبقي يسقط .. وأنا أقول هذا الكلام وأحمد أبوالغيط وزير أسبق .. وفيما يخص مسألة توريث أبناء السفراء فهم يتقدمون للامتحان مثلهم مثل الآخرين ممكن ينجح لأنه حصل علي تعليم متميز وممكن يسقط لأنه «مايص ومتدلع ولايصلح»، لذا فمن ينجح يكون نجح بمجهوده ومن رسب يكون ذلك بسبب أنه لايصلح وعندما يدخل السلك الدبلوماسي يكون مثله مثل غيره واعتماده يكون علي عمله، وبالتالي ستجد من أبناء السفراء من هم في بعثات شديدة الحيوية ومنهم من يعمل في بعثات عادية، والأمر نفسه بالنسبة للآخرين ستجد مثلا عمرو رشدي الذي والده طبيب في الأرياف - ربنا ينعم عليه بالصحة - وخرج علي المعاش من عشرين سنة ستجد عمرو رشدي هذا عمل في بعثاتنا بنيويورك وجينيف وفي مكاتب وزراء الخارجية ثم متحدثاً رسميا باسم الخارجية .. وأقول شهادة لوجه الله علي مدار خدمتي في هذه المؤسسة العريقة لم أر أحدا تمت مجاملته لأنه ابن سفير ولا أحدا لحق به أذي لأنه ابن غفير. وماذا عن رفض قبول المحجبات في السلك الدبلوماسي؟ - غير صحيح بالمرة، وهذا ليس نمط وزارة الخارجية في تقييم المتقدمين وهناك عدد من الزميلات الدبلوماسيات محجبات وبعضهن من دفعتي وقد يكون حدث في حالات نادرة إن كانت للجنة الاختبار الشفهي أو أحد أعضائها ملاحظات علي المظهر العام والمظهر العام هو أحد مقومات الدبلوماسي إضافة إلي أشياء أخري كثيرة، وليس شرطا أن تكون الملاحظة أن المتقدمة محجبة،فعلي العكس قد تكون الملاحظة أن ملابسها قصيرة أكثر من اللازم، وعلي المستوي الشخصي أنا زوجتي محجبة ومن قبل التحاقي بالخارجية وعندما كنت في جينيف كان معنا زميلة سكرتير ثان محجبة ودخلت الوزارة محجبة ونقلت إلي جينيف وهي محجبة. وماذا عن الأقباط هناك شكوي من قلة أعداد الأقباط الذين يتم قبولهم ؟ - نحن لا نقبل فلانا لأنه قبطي وفلاناً لأنه مسلم ومكتب وزير الخارجية يضم في أعضائه زملاء أقباطا، ولكن انضمامهم كان لكفاءتهم وليس لأنه قبطي وهناك زملاء أقباط في مواقع متميزة في العديد من بعثاتنا الدبلوماسية بالخارج وعلي جميع الشباب أن يتقدموا للاختبارات ويثقوا في أنفسهم وفي قدراتهم وأن الكفاءة هي أساس الانتقاء بينهم.