أول مرة ندخل فيلم، الأم فيه ليست رجاء الجداوى والأب ليس حسن حسنى«.. هكذا تعليقات المصريين بخفة ظلهم المعهودة بعد مشاهدة فيلم »0001 مبروك« مع كامل احترامنا للفنانين القديرين.. فقد كان لافتا جدا وجود ممثلين فوق سن الخمسين نراهم لأول مرة وفى أدوار أساسية أدوها بجدارة. لكن كان الأغرب أن نعرف أن هذه السيدة التى لعبت دور والدة أحمد حلمى وظهرت فى معظم المشاهد فى الأصل خبيرة اقتصاد شغلت عددا من المناصب المرموقة فى كبرى الشركات والبنوك. الدكتورة »ليلى عز العرب« مدير عام العلاقات العامة وشئون مجلس الإدارة شركة المركز الطبى لسكك حديد مصر.. هذا هو المنصب الذى تشغله الآن بعد أن سوت معاشها المبكر عندما أدركت أنها حققت كل ما يمكن تحقيقه من نجاح مبهر فى مجالها.. ذلك المجال الذى امتص سنوات عمرها وأبعدها عن حلمها المبكر جدا بالوقوف أمام الكاميرا.. حتى جاءتها هذه الفرصة فقررت أن تغتنمها إيمانا بمبدأ أنه شءج ددش زضخ سة شة فأدت الدور ببراعة جعلتنا نصدقها بنفس السلاسة التى جسدت بها الشخصية. كان تفوق الدكتورة ليلى منذ نعومة أظافرها هو العامل الذى جعلها موضع اهتمام والديها مما كان له أثر سلبى عليها حيث كانت دائما بالنسبة لهما الحصان الرابح الذى لم يترك له حرية الاختيار فى أى شىء.. تقول : كنت أصغر واحدة تحصل على الثانوية العامة وعلى البكالوريوس فى مصر.. فقد انتهيت من الثانوية العامة وأنا عمرى 21 سنة و01 أشهر وحصلت على البكالوريوس وعمرى 61 سنة و8 أشهر.. فوالدتى للأسف كانت ناظرة المدرسة.. مدرسة بورسعيد.. وأنا كنت متفوقة وكان نظام التعليم يسمح للمتفوقين باختصار سنوات الدراسة. لماذا تقولين للأسف ؟ - لأننى لم أعش سنى ولا طفولتى فعندما كنت فى ثانوى كنت أذهب للمدرسة مبكرا حتى ألعب من تلاميذ ابتدائى. حتى أن والدى هو الذى وقع عقد تعيينى لأنى لم أكن قد بلغت السن التى تؤهلنى لذلك.. تزوجت فى سن ال 12 زواجا تقليديا وأنا الآن جدة لطفل عمره 5 سنوات. لماذا لم تتجهى للتمثيل منذ البداية ؟ - عندما تخرجت قلت لوالدى: إننى أريد أن أعمل »مذيعة تليفزيونية«، فقال لى إننى لا أصلح، فقلت له إذن مذيعة فى الراديو، فأصر أننى لا أصلح للعمل الإعلامى، فقلت له إذن أريد أن أسافر إلى فرنسا لتعليم تصميم الأزياء، لكن كان عقد تعيينى فى بنك القاهرة قد وصل ووالدى وقعه. أعطينى نبذة عن المناصب التى شغلتيها؟ - عملت ببنك القاهرة 9 سنوات ثم سيتى بنك ثم بنك الدلتا، ووصلت إلى منصب مساعد مدير عام البنك.. ثم انتقلت لتمثيل مجموعة بنوك بيبلوس اللبنانية فى العالم العربى كمدير عام للمنطقة.. بعد ذلك انتقلت للعمل بعدد من شركات القطاع الخاص ثم سويت معاشا مبكرا سنة 5002. وانتقلت للوظيفة التى أشغلها الآن. هل أنت شغوفة بمجال الاقتصاد أم أنه مجرد مجال وجدت نفسك فيه ؟ - تستطيعن القول أننى عملت به مدفوعة بتيار النهر وتقدمت ونجحت فيه جدا. وكيف عرفت طريق السينما ؟ كنت طوال الوقت أبحث عن الكاميرا حتى أننى عندما ذهبت لأعمل كمديرة تسويق بإحدى قنوات التسويق الكبرى ذهبت لأظهر على الشاشة لا لأشغل هذا المنصب المهم.. لكنهم استخسرونى وأصروا على أن أشغل المنصب.. لكن ذلك لم يؤثر على شغفى بالتمثيل، فذهبت للحصول على دورة تدريبية بقصر السينما، وهناك تعرفت على صديقة دلتنى على طريق الريچيسيرات.. وكنت أوافق حتى لو كان المشهد صامتا.. فى فيلم »إسكندرية نيويورك« قمت بدور موظفة الجامعة التى استقبلت البطل فى أمريكا فى بداية الفيلم.. وكان فخرا لى أن أؤدى أى دور فى فيلم يخرجه يوسف شاهين وفى فيلم »معالى الوزير« كنت مجرد وزيرة ضمن الوزارة الجديدة.. لم أتفوه بكلمة واحدة وفى فيلم »عايز حقى« أنا التى افتتحت المزاد فى نهاية الفيلم كما أديت مشهدا« مهما فى مسلسل »الأصدقاء«وقمت بدور عزيزة أمين فى مسلسل »فارس الرومانسية«.. وظهرت فى عدد من الإعلانات. كيف كان رد فعل العائلة والأسرة ؟ - ابنى وابنتى شجعانى جدا.. وكما كان أحمد حلمى فى الفيلم يقول عنى »مامى مدمنة« هما كانا يقولان »مامى نجمة«.. لكننى بالفعل تعرضت لضغوط عائلية لا أريد أن أخوض فيها، جعلتنى أتوقف لسنوات.. لكننى كنت قد أشبعت رغبتى فى إثبات خطأ نظرية والدى.. حتى جاءتنى هذه الفرصة التى لم أستطع مقاومتها واخترت أن أحقق حلمى. وكيف تستطيعين أن تذهبى إلى مكان عملك وتتعاملى مع مرءوسيك فى ظل ثقافة متخلفة لا تقدر الفن ؟ - مادامت مقتنعة بما أفعله، سوف ينعكس ذلك على ردود أفعال الناس. حتى فى عملى فى السكة الحديد، وهو يعتبر مكانا حكوميا أتلقى تعليقات إيجابية جدا والموظفون يهتمون بأن يسألونى »هانشوف حضرتك امتى تانى ؟ أنت امرأة ناجحة إذن بالتأكيد لديك أعداء.. ألا يستغل أعداؤك هذا الأمر لمحاربتك ؟ - أعانى من ذلك منذ أن كنت طفلة فى المدرسة.. كانوا يقولون أننى متفوقة لأن والدتى ناظرة المدرسة وشعارى.. الكلاب تعوى والقافلة تسير. من المؤكد أن بعض صناع الأفلام التى تعملين فيها يكونون من عملائك.. فماذا يكون وضعك فى الكواليس؟ الدكتورة نادية المدير العام أم نادية الممثلة والكومبارس أحيانا ؟ - تتم معاملتى على أساس أننى الدكتورة نادية كما أستمتع بمعاملتى كممثلة أيضا. هل وجدت صعوبة فى أداء دورك فى» الف مبروك ؟ - لا على الإطلاق.. ولم أكن حتى أعيد المشاهد وكنا كلنا نلقى تصفيقا حادا فى البلاتوه. ؟ لكن كيف تمكنت من أن تؤدى دورك بهذه البراعة من أول مرة ؟ - تستطيعن أن تسميه حظ الهواة. هل تنوين أن تستمرى فى الفن ؟ - نعم..سأكمل فى هذا المجال إن شاء الله..لكن كيف؟ هذا هو السؤال..كما أننى سوف أتجه إلى حلمى الثانى الذى لم أحققه. ما هو ؟ - العمل بالسياسة.. أتمنى أن أرشح نفسى عن الحزب الوطنى فى الانتخابات البرلمانية ضمن نساء الكوتة طبقا للقانون الجديد.؟