هذا الدليل ليس حجرا على الإبداع كما أنه لا يستند على رؤية خرافية أوضرب الودع ولكنه مؤسس على وقائع وشواهد وسوابق وفوق كل هذا يرتكز على الحس الشعبى الجمعى ورؤية فنية وذوق عام فرضه شباب ثورة مصر البديعة الذى أجبر الجميع على احترامه وتقديره. شاشة رمضان هذا العام تشهد لأول مرة وقائع تصفية وحساب ولن تكون «رحمة» على نجوم خالفوا إرادة جماهيرهم أو «مغفرة» لمن رسخوا روح التغييب. أو «عتق من النار» للمتاجرين بآلام هذا الوطن لحساب مصالحهم الدنيوية. شاهد أو لا تشاهد ليس تسلطا على إرادة الجمهور الذى ذاق طعم الحرية أو تزويراً لرغباته بل اتساق مع مشاعره وانفعالاته ومزاجه الثورى النبيل. كما أن القضايا التى تفجرها الأعمال التى إخترناها هى الأولى بالاهتمام ونجومها هم الأولى بالرعاية للشطب على المزيفين. دوران شبرا شاهد يلخص الشاعر المبدع إبراهيم عبدالفتاح فى التيتر الغنائى قضايا هذا المسلسل المهم وطموحات الثوار الرافضين للفتنة ويقول فيه: الضحكة طالعة من حارات شبرا زى النهار.. صافية مرسومة والحلم فاتح عينيه على بكره بين عيش وملح ولقمة مقسومة على شفتين اتقابلوا فى الدوران. دلال عبدالعزيز وأحمد عزمى وهيثم أحمد زكى، وزكى فطين عبدالوهاب هم أبطاله الذين يرسمون آلام الأشخاص الذين يسكنون هذا الحى ومدى التسامح بينهم أقباطا ومسلمين وسط محاولات خبيثه للتفريق بينهم. شارع عبدالعزيز شاهد فى هذا الشارع الشهير الذى هو مستودع التكنولوجيا تدور أحداثه التى تنحصر فى قصة صعود شاب «عمرو سعد» من القاع إلى القمة مستعرضا التقلبات التى تصادف الشباب عموما بين التورط فى الفكر المتطرف واعتناق تيار سياسى مختلف.. المسلسل مصنف ضمن الأعمال التى تعتمد على دراما «المكان» ويعيد للأذهان هذه النوعية من الأعمال الخالدة. آدم قاطع هو الوجه «التايوانى» لملف الفتنة الطائفية ومحاولة مشبوهة للتسلق على القضايا من خلال شاب يسكن فى حى بولاق ويتبنى الدفاع عن فتاة قبطية كما أن بطله مصنف رقم 1 فى قائمة العار والنجوم الرافضين للثورة والذى لم تشفع له الفئات المستثناة التى وقعت فى غرامه فى القفز على شباب الثورة. سمارة قاطع لا تواجه بطلة هذا المسلسل الفنانة العملاقة تحية كاريوكا التى سبق أن قدمت نفس الشخصية ببراعة بل تتحدى مشاعر شعب رفض الظلم وخرج مدافعا عن مستقبل وطن لكن «غادة عبدالرازق» الابنة الشرعية لنظام فاسد كان لها رأى آخر.. غادة تتمسح بأمجاد السابقين وتتمحك على ثوار مصر على جثة عهد بائد. باختصار شيشة غادة وملابسها وإغراؤها برمش العين - كما تقول دائما-لن تشفع لها فى شاشة رمضان. رجل لهذا الزمان شاهد مخرجة هذا العمل تحمل دائماً هموم الوطن هكذا تقول دائما أعمال إنعام محمد على التى تواصل عطاءها بسلاح الضمير الفنى والحس الوطنى وتقدم مسلسل «رجل لهذا الزمان» عن قصة حياة مصطفى مشرفة رائد الفيزياء النووية الذى اغتاله الموساد وتلقى به الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ مصر من عام 1898 إلى 1950 وهو درس للأجيال الجديدة.. إنعام كعادتها تقدم دائما أعمالا جديرة بالاحترام وتمنح النجومية لمن يستحقون وأقصد هذه المرة بطل المسلسل أحمد شاكر عبداللطيف. الريان شاهد يفتح «خالد صالح» فى هذا العمل الملف الكامل لقضايا توظيف الأموال وهى أولى القضايا التى مهدت لسقوط النظام ويقدم الصور الحقيقية لمشروعات رجل الأعمال الشهير وكيف أنه وقع ضحية لسلطة خائنة. يدخل صالح هذا العمل بقلب مطمئن لمواقفه الشجاعة حول الثورة وأدائه الواعى فى أعماله عموما. الشوارع الخلفية قاطع رغم روعة قاهرة الثلاثينيات ومظاهر الحياة الثورية التى قدمها الكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوى وأعاد صياغتها دراميا المخرج جمال عبدالحميد فإن المواقف الوطنية لبطلة هذا العمل «ليلى علوى» باعتبارها الفنانة الوحيدة التى اقتحمت البلاط الرئاسى بعد زواجها من منصور الجمال وهى العائلة التى ترتبط بعلاقة نسب مع الرئيس المخلوع ونجله الوريث المسجون.. يقف هذا أمام العمل ومقاطعته. جوز ماما قاطع لم تجد هالة صدقى صاحبة الموقف الباهت لثورة مصر لإنقاذ الجزء الثانى من المسلسل سوى استبعاد بطله طلعت زكريا صاحب أشهر الآراء المضادة للثورة التى مسحت حتى التعاطف الشعبى الكبير معه وقت محنته. هالة استعانت بصديق وهو «سمير غانم» بدلا من عدو الثورة ومن المؤكد أنه لن يشطب على مواقفها الغريبة على الثوار. ذوق الثوار
باستثناء قائمة المطبعين مع الثورة والمتحمسين لها على موجة الشعب والرافضين والمتحفظين عليها تأتى أعمال يتعشم أصحابها فى ذوق الثوار تتراوح ما بين أعمال كوميدية تعتمد على واقع اجتماعى مشوه، وتاريخية تفتح ملفات فى تاريخ مصر فى مقدمتها هذه الأعمال «عريس دليفرى» لهانى رمزى ويقدم فيه أزمة شاب يتزوج من فتيات لإنقاذ أصدقائه وعندما يرتبط بفتاة يتعرض لمشكلة لا تجد حلا وهانى رمزى من نجوم ائتلاف الثورة والمبشرين لها فى أعماله وفى نفس التراك يقدم أحمد مكى الجزء الثانى من مسلسل «الكبير أوى» ومكى من النجوم التى قالت كلمتها بوضوح فى أغنية بصوته للثوار إلى جانب مسلسل نونة المأذونة لحنان ترك التى تقدم فيه رؤية ساخرة للمشاكل التى تواجه النساء فى هذه المهنة.
وبين النضال فى مواجهة قوى استعمارية، والعودة إلى تاريخ وجذور مصر تدور أحداث المسلسل الأول «عابد كرمان» لتيم حسن وريم البارودى الذى يفتح أحد ملفات الجاسوسية، وساهمت الثورة فى عرضه بعد منعه، أما الثانى فهو وادى الملوك بقلم الشاعر عبدالرحمن الأبنودى الذى سطر أروع قصائد الثورة بعنوان «الميدان» بعد دقائق من تنحى رئس النظام.