شهود العيان يتحدثون ل«روزاليوسف»: تفاصيل 18 شهرا قضاها الجاسوس الإسرائيلي بين «مقهي الحرية» وميدان التحرير في محاولة لاستجلاء حقيقة الوضع الذي خلفه خبر إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي إيلان تشايم جرابيل من جانب المخابرات العامة ومعرفة كثير من التفاصيل حول طبيعة المهام التي كان يقوم بها وظروف القبض عليه التقت روزاليوسف عددا ممن احتكوا من قبل بإيلان.. وهنا نقدم شهادات شباب التحرير عن هذا الجاسوس الذي أثار خبر القبض عليه ضجة كبيرة. حمادة عبدالسلام من حركة شباب العدالة والحرية جمعه موقف ما مع إيلان جرابيل في قلب ميدان التحرير يقول :لم أكن أعلم من هو هذا الأجنبي وما هي جنسيته لأن الميدان كان يمتلئ بالعديد من المراسلين والصحفيين من الأجانب والمصريين، ولم نكن نسأل أيا منهم عن هويته لأننا نعلم أن ثورتنا يتابعها العالم كله عبر شاشاته وصحفه وجميع وسائله الإعلامية، لم يدر بخلد أي منا شيء تجاه أي أجنبي ينقل ما يحدث من قلب الميدان وحتي وقت قريب لم أتعرف علي إيلان الذي قال الأمن إنه جاسوس إسرائيلي حتي كانت إحدي الصور التي عرضها الفيديو الذي بثته صحيفة المصري اليوم له وهو يرتدي تي شيرت أسود ويقف في مكان ما في قلب ميدان التحرير، عندها تذكرت الموقف الذي جمعني به وكان يوم جمعة من أيام الجمع بعد تنحي مبارك وكانت هناك سيارة من السيارات التابعة لوزارة الصحة تنادي الناس للتبرع بالدم ولكن في ذلك اليوم اكتشف المتظاهرون في الميدان أن هذه السيارة مزيفة وأنها غير تابعة لوزارة الصحة مما دفعهم للتجمهر حولها، وقتها كان برفقتي زميلة ثورجية جدا وكان الغريب في كيفية اكتشاف الناس فجأة أن هذه السيارة تحصل علي الدم لكي تبيعه لكنني كنت علي دراية بأن ذلك يمكن أن يكون وسيلة للوقيعة من بعض العناصر لإحداث أزمة وإثارة شغب في الميدان بين المتظاهرين. وشاهدت إحدي الصور وهو يرتدي نفس الملابس عندما قابلنا في الميدان وبعد ذلك بدأت أفكر في الموضوع.. هذه الصورة التي يظهر فيها في الميدان بنفس الملابس وكأنها تم التقاطها في ذلك اليوم، خاصة أن تصرفاته كانت تعكس اهتماما مبالغا فيه. فعادة الأجانب يبتعدون عن مناطق الخلافات أو المشاحنات بين الأشخاص حتي لا يصيبهم الأذي وبعد ذلك يستفسرون لكن هذا الرجل كان يقف بين الجموع رغم أنه حدث عابر ومشاحنات متكررة يفتعلها أشخاص. رشا كامل شاركت في العديد من مليونيات التحرير تحدثت إلي إيلان هي الأخري عندما سألها بالإنجليزية عن سبب نشوب الأزمة حول إحدي سيارات الإسعاف المحتالة التي ادعي قائدها أنها تابعة لوزارة الصحة للحصول علي دم للتبرع ليكتشف المتجمهرون في الميدان بعد ذلك أن السيارة تبيع الدم وتتاجر بآلام من أصيبوا في أحداث الثورة. ووقفت رشا يومها لتدعو الناس لعدم التجمهر وعدم إثارة مشاكل، وفوجئت بإيلان يسألها هل تتحدثين الإنجليزية ويريد معرفة تفاصيل عن سبب التجمهر وكان وقتها لا يحمل أي أداة صحفية أو إعلامية فلا كاميرا ولا نوتس ولا قلم وكان قبلها يقف بجوار عدد من الأشخاص كما تصفهم رشا وزميلها بأنهم قد يكونون من المراسلين الأجانب التابعين لوكالات الأخبار. ؟؟ لذي كان يتردد علي إيلان قال إن إيلان كان ذكيا جدا وكان يتحدث باللغة العربية، لذلك كان من السهل عليه أن يجذب أصدقاء كعادة أي شخص أجنبي بأن كثرة تردده تجعله يجتذب أصدقاء من رواد المقهي. عم «م» جرسون آخر أكد أن إيلان كان ودودا جدا وقال: لم يكن أحد منا يعرف جنسيته لأننا لا نهتم بجنسية الأجنبي لكن إيلان كان يتحدث اللغة العربية وكان ينادي ويطلب الأشياء باللغة العامية وكان ظريفا يتعامل بشكل مؤدب لكننا لم نشاهده خلال أيام الثورة علي الإطلاق بل العكس لم يكن يأتي إلي الحرية خلال أيام التظاهرات في ميدان التحرير لكن البعض كان يراه في الميدان. أحمد دومة من شباب حركة العدالة والحرية يقول: بعض أصدقائي شاهد إيلان بالصدفة في التحرير وذكر لي ذلك علي الفيس بوك لكن كيف نحكم عليه بأنه جاسوس والموضوع وقته وتصويره والاتهامات الموجهة مش مضبوطة والدليل إزاي إنهم هيبعتوا ضابط من الموساد يصور أحداث ممكن أي مراسل مبتدئ أو مواطن عادي يصورها؟ وفي صفحته علي موقع الفيس بوك لم يخف وجوده في مصر، وأنه يعمل واعظا في الأزهر الشريف وأنه يدرس في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بميريلاند. يذكر أن الاتهامات التي وجهتها النيابة هي جمع المعلومات الاستخباراتية حول ثورة 25 يناير والتحريض علي الفتنة ونشر الشائعات وحث المتظاهرين علي الاحتكاك بالقوات المسلحة وارتكاب أعمال عنف منها التخطيط لتفجير خط الغاز وتجنيد عناصر للعمل لحساب الموساد. وكانت المعلومات عن إيلان جرابيل أنه طالب يحمل جنسية مزدوجة أمريكية إسرائيلية عمره 27 عاما يدرس في كلية الحقوق في أتلانتا وأنه وصل إلي مصر قبل بدء الاحتجاجات يوم 25 يناير وبقي بالقاهرة حتي اعتقل بأحد الفنادق.