تفاصيل اجتماع المغلق بين د عصام شرف ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى قاعة الاجتماعات الكبرى بمقر مجلس الوزراء عقد د. «عصام شرف» رئيس الوزراء اجتماعاً موسعاً خلال الأسبوع الماضى بأعضاء مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون الجديد والذى صدر قرار بتشكيله يوم الأحد الموافق 8 مايو عام 2011 ولمدة عامين الاجتماع الذى استمر لمدة ثلاث ساعات ونصف بدأ فى الواحدة من ظهر يوم الأحد وحتى الرابعة والنصف عصراً. طاولة الاجتماعات التى تتوسط القاعة جلس على رأسها د. «عصام شرف» وعلى يمينه جلست د. «فايزة أبوالنجا» وزيرة التعاون الدولى وعلى يساره المستشار «محمد عبدالعزيز الجندى» وزير العدل وقد اصطف على يمين د. «فايزة» أعضاء المجلس الجديد من الشخصيات العامة وهم تباعاً حسب ترتيب المقاعد.. «لبيب السباعى» رئيس تحرير جريدة الأهرام و«د.محمود عزب» مستشار شيخ الأزهر والإعلامى «حافظ الميرازى» والكاتب «سلامة أحمد سلامة» والشاعر «فاروق جويدة» والكاتب «لويس جريس» والكاتبة «سكينة فؤاد» والإعلامى والكاتب «أحمد المسلمانى» والكاتبة «فريدة الشوباشى» والإعلامية «د.درية شرف الدين».. وقد اعتذر عن الاجتماع كل من الشاعر «فاروق شوشة» بسبب ارتباطه بمؤتمر اللغة العربية - الذى يقيمه مجمع اللغة العربية - بصفته أمين عام المجمع والإعلامى «حمدى قنديل» لارتباطه بمؤتمر المجلس الرئاسى الذى نظمه د.«ممدوح حمزة»، كما اصطف على يسار المستشار «الجندى» اللواء «طارق المهدى» ثم أعضاء المجلس الجديد من رؤساء قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهم تباعاً حسب ترتيب المقاعد د. «سامى الشريف» رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمهندس «حمدى منير» رئيس قطاع الهندسة الإذاعية و«أحمد شوقى» رئيس القطاع الاقتصادى و«نهال كمال» رئيس التليفزيون و«نبيل الطبلاوى» رئيس قطاع الأمن و«هالة حشيش» رئيس قطاع القنوات المتخصصة و«إبراهيم الصياد» رئيس قطاع الأخبار و«إسماعيل الششتاوى» رئيس قطاع الإذاعة، و«صلاح الدين مصطفى» رئيس قطاع القنوات الإقليمية و«سعد عباس» رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات و«محمد عبدالله» رئيس قطاع الإنتاج. فاروق جويدة الجميل فى الموضوع أن د.«عصام شرف» هو الذى قام بالاتصال بنفسه بجميع الأعضاء المختارين من الشخصيات العامة لإبلاغهم بالاختيار وبموعد الاجتماع، د.«عصام شرف» كان أول المتحدثين فى الاجتماع وبعد أن رحب بالجميع تحدث قائلاً: نريد من الإعلام أن يسترد عرش ريادته وأن تصبح مصر هى رائدة المنطقة العربية فى الإعلام - كما كانت - ولذلك نحن بحاجة إلى إعادة النظر فى كل ما نقدمه ولابد من إعادة دراسة «نقاط» الضعف لتقويتها ومتابعتها فلا وقت ولا مجال ولا تهاون فى التقصير، وأكد د. «شرف» على ضرورة التعامل مع المواطنين إعلامياً بشكل موضوعى حتى يشعر المواطن أن الإعلام قد تغير وأصبح بالفعل إعلام ما بعد الثورة، وطالب د. «شرف» بأن الإعلام فى المرحلة المقبلة لابد أن تكون ملامحه واضحة فى إعلان ريادة مصر ثقافياً واقتصادياً وسياسياً.. جوانب عديدة طرحها د. «شرف» للنقاش والتفعيل منها ضرورة فتح حوار مجتمعى حول التشريعات ودعا إلى أن تكون هناك مؤشرات للأداء الإعلامى تسير فى اتجاه تصاعدى مستمر مثل الدقة والحيادية فى نقل الأخبار وأن تكون الأولوية الإخبارية للحدث وليس للمسئول أيا كانت مكانته، وأعطى د. «شرف» أهمية كبيرة لشيئين وقال إنهما فى أولويات المرحلة القادمة وهما «الأمن» و«الإعلام».. الأمن لإعادة الانضباط والأمان للشارع المصرى، والإعلام لاسترداد ثقة المشاهد من جديد. سكينة فؤاد د. «شرف» فى مستعرض كلامه أشار إلى ضرورة حل مشاكل المظلومين والاستماع لهم وعدم الاستهانة بمطالبهم والوقوف بجانبهم وأن نراعى ظروف معاناتهم المعيشية طوال 30 سنة، كما أشار إلى ضرورة كشف أصحاب المصالح من فلول النظام السابق، كما ركز د. «شرف» على ضرورة البحث عن موارد للاتحاد وتحسين الأحوال المعيشية وحل المشكلة المالية المزمنة التى تؤرق أبناء الاتحاد مؤكداً على البحث عن مخرج للتخلص من الديون المتراكمة على الاتحاد والتى وصلت إلى 12 مليار جنيه، انتهى د. «شرف» من كلامه وفتح باب الحوار لأعضاء المجلس، وكان أول المتحدثين الشاعر «فاروق جويدة» الذى دعا إلى إحياء العقل العربى، وأن يكون الإعلام المصرى إعلاماً عربياً إلى جانب الإغراق فى محليته وخاصة مواجهة الأمية سواء التعليمية التى وصلت إلى أكثر من 40% أو الثقافية التى وصلت إلى 90%، كما أكد «جويدة» على ضرورة الاهتمام بالإعلام الخاص وهو أمر يعنى «جويدة» باعتباره أحد المتعاملين مع الإعلام الخاص من خلال برنامج «مع فاروق جويدة» الذى يذاع على قناة «الحياة» الخاصة، الكلمة الثانية كانت للدكتورة «درية شرف الدين» التى أكدت على ضرورة الاهتمام بالأجيال الجديدة من المذيعين والمذيعات لرفع مستواهم المهنى والذى يعد من الأسباب الأساسية فى الارتقاء بمستوى الإعلام بشكل عام، وطالبت بضرورة الاهتمام برامجياً بالانتخابات البرلمانية القادمة. حافظ الميرازى «فريدة الشوباشى» طالبت بمزيد من الاهتمام الإعلامى بالثورة، خاصة أن الإعلام فى المرحلة الأخيرة تفرع فى تفريعات أخرى وأخذ منحنى مختلفا نحو قضايا السلفية والجماعات الإسلامية وأهمل الثورة والانتخابات البرلمانية التى أصبحت على الأبواب، كما ركزت على دور مصر الإقليمى والتمسك بالأمانة الإعلامية فى مواجهة ومعالجة السلبيات فى الشارع المصرى بعد ثورة 25 يناير وأكدت على ضرورة توعية الناس بأن هناك خيطا رفيعا بين الحرية والفوضى، أما الكاتبة «سكينة فؤاد» فطالبت ببدء حملة لدعوة المواطنين للمشاركة السياسية فى الانتخابات التشريعية القادمة وإعادة توظيف أغانى الثورة القديمة - وتقصد ثورة يوليو - بما يتلاءم مع ثورة يناير الأكثر قرباً من الشارع المصرى، وطالبت أيضاً بضرورة إعادة قناة التليفزيون العربى التى ظهرت ثم اختفت سريعاً، وقالت إن هذه القناة ستحيى تراثنا الإعلامى وتكشف عن معدن شعبنا الأصيل للعالم من خلال ما كان يقدم فى الستينيات والسبعينيات، حمدى قنديل وأكدت «فؤاد» على ضرورة مساندة الإعلام للدبلوماسية المصرية فى بلورة صناعة المستقبل فيما يتعلق بالجانبين العربى والأفريقى، وطالبت كذلك بضرورة وجود مشروع قومى للثورة المصرية يتبناه الإعلام مثلما كان فى أعقاب ثورة يوليو من مشروعات قومية عظيمة مثل السد العالى الذى يعد من أهم المشروعات القومية فى العالم، فيكفى أننا طوال 30 سنة لا يوجد لدينا مشروع قومى واحد، وفى نهاية كلمتها تساءلت «فؤاد»: من يصنع الإعلام المصرى.. النجم أم المواطن؟! هذا السؤال لابد أن نضعه فى الاعتبار لنجيب عنه فى المرحلة القادمة. «لبيب السباعى» طالب بالاهتمام الإعلامى بقضايا أفريقيا ومد جسور التواصل الإعلامى بيننا وبينهم لكسر الحواجز والقضاء على تغريبة بنى أفريقيا، وقال «حافظ الميرازى»: إن ثورة 25 يناير هى الوجه الحقيقى للمواطن المصرى، وهى الصورة الذهنية الراسخة فى عقله ولابد من تقديمها إعلامياً بما يليق بها وبما يليق بتصديرها عبر السياسة الخارجية المصرية، أما «أحمد المسلمانى» فقد دعا إلى الاهتمام بالخدمات التى لا تدر ربحاً مثل الأخبار، كذلك طالب باختصار القنوات التليفزيونية العديدة التى نملكها إلى قناتين فقط واحدة للأخبار وأخرى للمنوعات وقال: يكفينا الكيف وليس الكم، كما فجر قنبلة جعلته محط هجوم لكثير من الحاضرين عندما طالب بضرورة التوقف عن الإنتاج الدرامى والاكتفاء بشراء مسلسلات تركية مدبلجة وردت عليه «فريدة الشوباشى» قائلة: كيف نشكل وجدان الأجيال الجديدة بالدراما التركية؟! أليست الدراما المصرية الجيدة هى التى شكلت وجداننا مثل مسلسلات «رأفت الهجان»، و«ليالى الحلمية»، وغيرها؟! أما «إبراهيم الصياد» رئيس قطاع الأخبار فأكد على ضرورة الاهتمام بقناة النيل للأخبار عند إطلاقها فى ثوبها الجديد والتى اعتبرها د.«شرف» هى المشروع القومى للإعلام، ووعد «الصياد» بضرورة تطوير المحتوى والاهتمام بالخدمة الإخبارية التى تعتبر مقياس الريادة لأى إعلام فى العالم. فاروق شوشه فى نهاية الجلسة تم الخروج ببعض «المقترحات» الخاصة بتنمية موارد اتحاد الإذاعة والتليفزيون والتى اشترك فى اقتراحها معظم الأعضاء ومنها: دفع رسوم على فاتورة الكهرباء لدعم الاتحاد - وهو الاقتراح الذى كان «أسامة الشيخ» رئيس الاتحاد السابق قد اقترحه قبل القبض عليه - كذلك الاستفادة من ترددات الFM المملوكة للاتحاد وبيعها إلى من يرغب فى إطلاق محطات إذاعية. د. «عصام شرف» ختم جلسته بترك الأمر للدكتور «سامى الشريف» لتحديد مواعيد الاجتماعات التالية لأعضاء المجلس والتى سيترأسها «الشريف» بحكم منصبه كرئيس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وبالتالى رئيس لمجلس الأمناء والتى سيتم عقدها بمقر الاتحاد بماسبيرو.