اخر تطورات المشهد فى قنا تقول ان السلفيون أشعلوا الفتنة فى المحافظة ، ثم انسحبوا تاركين نار الفتنة مشتعلة فى صفوف الهالى ثم عادوا مرة اخرى للمشهد عقب صلاة الجمعة .. ولكى نفهم المشهد يجب ان نعلم التركيبة السكانية لقنا . والتى تتكون من مجموعة من القبائل أشهرها الأشراف والعرب والحميدات وهوارة وخرج منها من ينتمى إلى تيارات دينية مثل الجماعة الإسلامية التى كانت منتشرة فى التسعينيات لكن تقلص دورها بعد حملات الاعتقال التى تعرضوا لها فى النظام السابق وتحاول الآن العودة إلى الظهور وإعادة ترتيب صفوفها خاصة بعد أن تم الإفراج عن أميرهم البدرى مخلوف. أثناء المظاهرات ضد اللواء عماد ميخائيل المحافظ الجديد استغل هؤلاء القبلية فى تقسيم قنا إلى قبيلتين المسلمين والمسيحيين واستنهضوا الهمم بالهتافات «ارفع رأسك فوق أنت مسلم» و«أنت مش مسلم ولا إيه مش مشارك معانا ليه»، و«إسلامية إسلامية لا مسيحية ولا يهودية».. في هذه المظاهرة كان هناك شخص أسمر ملتح عمره لم يتجاوز الخامسة والثلاثين كان يحمل على الأعناق ويلوح بذراعيه ويجوب الشوارع من أجل حشد أكبر عدد من المواطنين ويحثهم على المشاركة بشعارات دينية وهو «حسين شعبان - موظف إدارى بجامعة جنوب الوادى». الشخص الآخر هو قرشى سلامة العقل المدبر والمحفز للتظاهر والذى جمع توقيعات من المواطنين لتنصيبه أميرا ل«قنا». هذا الشخص الذى كان فى مقدمة حضور لقاء وزير الداخلية ووزير التنمية المحلية والذى تم بطريقة عشوائية حيث لم يكن هناك تنسيق لعدد الحضور ومن يكونون حيث لم يتم توجيه الدعوة لأى فرد من ائتلاف الثورة أو القوى السياسية وكان 60% من الحضور سلفيين ولم يمثل الأقباط أى شخص، عندما سأل وزير الداخلية عن أى قبطى اكتشفوا أنه لم يكن هناك تمثيل وتم إحضار اثنين من كهنة المطرانية واجتمع بهم الوزير بعد اللقاء. لافتات تكشف من وراء الاحداث اللقاء الذى أثار حفيظة الكثيرين حيث سمح فيه السلفيون لحضور من يرغبون فيه وتم إقصاء البعض، كما أن الكثير لم يقف دقيقة حدادا على أرواح شهداء 25 يناير عندما طلب وزير التنمية المحلية الوقوف دقيقة حدادا على أرواحهم والذى فسره البعض أن فى قنا استياء من الأشخاص الذين كانوا فى ميدان التحرير، حيث إن هناك الكثير من المواقف التى حدثت من شباب الثورة ضد أبناء قنا منها العبارة التى أطلقوها «لو محتاج نسوان عليك بقنا وأسوان» كما أن السلفيين لم يسمحوا لأى شخص خارج عنهم بالحديث.. كما قام الشيخ قرشى وهتف أمام الوزيرين نريدها إسلامية إسلامية، وقال لنا بعض الذين حضروا اللقاء إن الوزيرين اعتقدا أن قنا كلها سلفية، حيث إنه لم يكن هناك رد فعل من الوزيرين وهو ما يجعل صورة الدولة مهزوزة أمام السلفيين، حيث استعطف المسئولون المتظاهرين لفتح الطريق وهو نفس ما تكرر مع الوفد الثانى الذى تكون من الشيخ محمد حسان والدكتور صفوت حجازى ومصطفى بكرى الذى عندما تحدث هتف الجميع ضده مطالبينه بالنزول عن المنصة ولم يجد حلا سوى الاستجابة لرغبتهم وترك الشيخين اللذين استخدما كل عبارات التوسل وأفتيا بأن قطع طريق السكة الحديد حرام ووعدوهم أن مشكلتهم سيتم حلها خلال أيام قليلة، لكن لا أحد استجاب لهذه الدعوات. الجانب الثانى تراه فى المظاهرة التى كانت أمام مسجد عبدالرحيم القنائى ولم ينتشر بها السلفيون، أغلبهم من الصوفيين الذين يمثلون حوالى 60% من قنا وينتمون إلى الطرق الصوفية المختلفة التى تبلغ حوالى 35 طريقة، ويمثل مسجد وضريح عبدالرحيم القنائى رمزا ومكانة كبيرة لدى أبناء قنا، فهو جد لكثير من القبائل ويمثل مشاركة المسئول خاصة المحافظ احتفالاتهم بالمولد مكانة كبيرة، أما صلاة الجمعة فهى شىء شبه مقدس للمسئول وهو ما افتقدوه مع المحافظ السابق مجدى أيوب وليس لديهم الاستعداد لتكرار التجربة، على هذا اتفق السلفيون والصوفيون وتوضحه عبارة واحدة عندما سألت أحد المتظاهرين عن سبب التظاهر، فكانت الإجابة «لم يصل معنا الجمعة فى سيدى عبدالرحيم». د.أحمد فتحى منسق عام حزب الكرامة فى قنا أكد أن القوى السياسية اعترضت بمجرد الإعلان عن تولى ميخائيل محافظ قنا لأنه من الشرطة ونحن نريد مدنيين وشاركنا كقوى سياسية فى مظاهرة اليوم الأول، لكن فوجئنا بتحول الهتافات إلى طائفية وقام عدد من السلفيين بالتحريض على قطع الطريق وقررنا الانسحاب، كما فوجئنا بدعوة لتنصيب أحد رموز السلفيين محافظًا لهذه التصرفات الارتجالية من أفعال وفتاوى تعكس نجاح السلفيين فى فصل قنا عن مصر وجعلها إمارة إسلامية، وكل ما يحدث حتى الآن من مشاكل وفتن سببها السلفيون. وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك وقفة جادة من الدولة بحيث لا تقف موقف المهزوز أمام السلفيين أو أى تيار دينى يعبث بسيادة القانون، كما أن الأزهر يجب أن يصحح الصورة.. كما أن هناك تحالفا أمنيا واضحا مع رموز الحزب الوطنى والسلفيين مشيرًا إلى أنه رأى بعض ضباط أمن الدولة يحرضون بشكل علنى على قطع الطريق، ووسطاء أمنيين كانوا يعلمون بكل شىء فى وزارة الداخلية ومواعيد تحركات الوزير وما سيفعله رغم خروجهم من جهاز أمن الدولة وهو «محمد الشيخ»، وكان محمود عويضة رجل الحزب الوطنى وعضو مجلس شعب سابق يدفع بالناس للتظاهر فكل شخص يجد هذه فرصة لتحقيق أهدافه. المهندس حسانى عثمان إسماعيل أمين عام حزب التجمع بقنا أكد أن السلفيين كانوا على علاقة طيبة فى قنا فى مواجهة الإخوان المسلمين قبل الثورة، أما بعدها فتواجدوا بشكل مكثف واستطاعوا أن يبسطوا نفوذهم وتأثيرهم على المواطنين. وعندما تم إعلان تولى اللواء عماد ميخائيل محافظًا لقنا قاموا بدعوة الناس إلى رفضه، والتظاهر أمام ديوان عام المحافظة لأنه لا يجوز أن يتولى شئون المسلمين غير المسلم ثم صعدوا الموقف إلى قطع السكة الحديد. وأعلن عثمانى عن رفضه لهذا الاعتراض لمجرد أنه قبطى والمخالف لمبادئ ثورة 25 يناير القائمة على المواطنة والمساواة واصفاً هذه التصرفات بالبلطجة. واستنكر العثمانى تجاهل وزيرى الداخلية والتنمية المحلية فى دعوتهما للقوى السياسية والأحزاب وائتلاف شباب الثورة، وكانت مقصورة على السلفيين والجماعة الإسلامية وفلول الحزب الوطنى السابق مشيرًا إلى أن حدوث مشادة بين وزير الداخلية وممثلى التيار السلفى وعلى رأسهم الشيخ قرشى سلامة إمام وخطيب مسجد محمد عمر فى الاجتماع وهددوا بتصعيد الموقف فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم وهو الإتيان بمحافظ مسلم ويتصرفون فى الوقت الحالى تصرف المنتصر رغم أنهم أول من حاولوا إحباط الثورة باعتبار أن الخروج على الحاكم غير مقبول فى الإسلام.. وفى الوقت المعروف فيه مدى التناقض بين الفكر السلفى وفكر الإخوان المسلمين، إلا أنه فى هذا الموضوع تم التوافق بين الطرفين واكتملت منظومته بتبنى فلول الحزب الوطنى لمطالب السلفيين والإخوان. فيما أضاف رفعت أبو الغيط موظف: إن التجربة الفاشلة للمحافظ السابق مجدى أيوب جعلت أهل قنا يكرهون كل محافظ قبطى خاصة أن التيارات الدينية المختلفة منتشرة فى قنا. بينما أكد محمد الصغير طه عتمان وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية أن إصرار أهالى قنا على أن يكون محافظهم مسلما هو أن حوالى 60% منهم ينتمون للطرق الصوفية ومكانة مسجد عبدالرحيم القنائى مكانة كبيرة وهو رمز لقنا وعدم مشاركة مجدى أيوب فى الاحتفالات والمولد. وأضاف: إن اللواء عادل لبيب المحافظ الأسبق شكل لجنة تسمى لجنة إعمار المساجد كانت تجتمع شهريًا فى وجوده لبحث مشكلات المساجد، أما فى عهد مجدى أيوب فلم تجتمع اللجنة مرة واحدة. أحلام القاضى أمينة الاتحاد النسائى بالتجمع جددت رفضها تقييم المحافظ على أساس دينى، لكن خلو الساحة أمام التيارات الدينية وغياب دور الأحزاب والقوى السياسية وظهور ائتلاف الثورة فى قنا من شباب ليس لهم خبرة فى المجال السياسى يسهل استغلالهم. كما أن هناك دورا فعالا جداً للقبيلة التى خرجت من رحمها هذه التيارات الدينية، فهم أشخاص ينتمون إلى القبائل وما يسير على شخص يسير على البقية، فلا صوت يعلو فوق صوت القبيلة وتعامل القيادة بتجاهل مطالبهم جعل أهل قنا يشعرون أن هناك استخفافا بهم. مصطفى عبدالله «ائتلاف شباب الثورة» أوضح أن هذه المظاهرات ضد مبادئ الثورة فالسلفيون يحاولون تحويل مصر إلى إمارة إسلامية انطلاقا من قنا حيث تم رفع علم السعودية أمام مسجد الوحدة بوسط المدينة، وهناك الكثير منهم يجوب الشوارع وهو ملتف به والهتافات التى تؤكد أن هناك مخططا لذلك وهى «إسلامية إسلامية لا يهودية ولا مسيحية». نحن كشباب الثورة فى قنا رفضنا المشاركة فى هذه المظاهرات لأن الذى كان ينظمها السلفيون. آيات محمد عضو ائتلاف شباب الثورة أكدت أن المحرض على المظاهرات السلفيون وانطلقت الخطب الرنانة فى مسجد الوحدة ومسجد التحرير ومسجد ناصر ومسجد محمد عمر وهى مساجد ينتشر فيها السلفيون والجماعات الإسلامية وحشدوا الناس بعد صلاة الجمعة فى ميدان الساعة وانطلقوا إلى ديوان عام المحافظة وأبرز هؤلاء هم الحسينى كمال المتورط فى قطع أذن القبطى والشيخ قرشى سلامة ودعوا إلى إمارة إسلامية ورفعوا علم السعودية.. وكشباب ثورة نستنكر هذه التصرفات ومن حق أى مواطن أن يأخذ فرصته سواء كان مسلما أو قبطيا. فرونيكا جمال «عضو ائتلاف حرية الثورة». وتساءلت عن دور الأزهر فى توعية هؤلاء بأن الأقباط مصريون وليسوا غرباء عن هذا الوطن ومن حقهم المشاركة والتمثيل فى بلدهم مشيرة إلى أن اختيار محافظ قبطى لقنا اختيار خاطئ لأن بها احتقانا طائفيا نتيجة الأحداث المتكررة ولم تتم معالجتها. وأكدت أن ما يقال عن وجود أقباط يشاركون فى المظاهرات غير حقيقى لأن هناك تعليمات من الكنيسة بأن من يشارك فى المظاهرات لا يدخل الكنيسة، فمن غير المنطقى أن أشارك فى مظاهرات فيها إهانة لى كقبطى. وألمحت إلى أن مواقف السلفيين لم تقتصر على المظاهرات بل هناك تجاوز وصل إلى حد التعليق على اللبس لأى فتاة قبطية وسبها وتعرضت لهذه المواقف من بعضهم. وقال أبانوب جمال عضو ائتلاف حرية الثورة أنه ترك الائتلاف بسبب مشاركته فى المظاهرات لأن الثورة قامت على أساس المحبة ولكن ما يحدث يجعلنى أشعر أن الثورة تنهار. وأشار إلى أن هناك كم احتقان داخل الكنيسة لا يقدر وتلتزم الصمت وكأنها تترك للأشخاص العاديين التصرف بالطريقة التى يرونها.