هل يؤثر توقف التوربينات العلوية لسد النهضة على كمية المياه القادمة لمصر؟.. خبير يوضح    اختيار نادر الداجن أمينًا لريادة الأعمال المركزي بحزب مستقبل وطن    تامر أمين يوجه التحية على الهواء للنائب العام بعد هذا القرار    نقيب الفلاحين: أرباح زراعة فدان الطماطم تصل إلى نصف مليون جنيه    نتنياهو: إسرائيل قد تتحرك عسكريا ضد حزب الله حال فشل الدبلوماسية    مادلين طبر تعزي الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي في وفاة والدته    محامي أحمد فتوح يكشف آخر تطورات القضية.. وموقف أسرة الضحية من قبول الدية    بالصور| نهال عنبر وأحمد عبدالعزيز ومحمد رياض في عزاء ناهد رشدي    أدريان رابيو يوضح سبب موافقته على عرض مارسيليا    الخطيب: رفضنا استكمال كأس مصر خوفا على لاعبي الأهلي    محامي فتوح: تم إطلاق سراحه وسيذهب لتعزية أسرة الضحية    القبض على 3 متهمين في قضية "جثة المقابر" بالفيوم    رحلته بدأت في بنفيكا".. الاتحاد يتعاقد مع البرتغالي فيليبي ناسيمنتو رسميًا    «أمرها متروك لله».. شيخ الأزهر: لا يجوز المفاضلة بين الأنبياء أو الرسالات الإلهية (فيديو)    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعا    حصر نواقص الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفى أبوتشت المركزي بقنا لتوفيرها    هيئة الدواء: ضخ 133 مليون عبوة دواء في الصيدليات    المشاط: الشراكات متعددة الأطراف عنصر أساسي للتغلب على كورونا وإعادة بناء الاستقرار الاقتصادي    محافظ قنا يشهد فاعليات اختبارات الموسم الثالث لمشروع كابيتانو مصر    فصائل عراقية تستهدف موقعا إسرائيليا في غور الأردن بالأراضي المحتلة    تعرف على فقرات حفل افتتاح بطولة العالم لكرة اليد للكراسى المتحركة    أول تعليق من فينيسيوس بعد تسلم جائزة أفضل لاعب في دوري الابطال    مدرب شتوتجارت: مواجهة ريال مدريد فى أبطال أوروبا أكبر تحدى لنا    استمرار عمليات الإجلاء في وسط أوروبا بسبب العاصفة "بوريس"    ما عقوبات جرائم خيانة الأمانة والاحتيال للاستيلاء على ثروات الغير؟    «البيه مقتول» صراخ البواب يكشف المستور في عمارة حدائق أكتوبر (تفاصيل)    وحدة الرسالة الإلهية.. شيخ الأزهر يؤكد عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء    وزير الري: ما حدث بمدينة درنة الليبية درسًا قاسيًا لتأثير التغيرات المناخية    محافظ الدقهلية يفتتح تجديدات مدرسة عمر بن عبدالعزيز بالمنصورة بتكلفة 2.5 مليون جنيه    «المياه بدأت توصل السد العالي».. عباس شراقى يكشف آخر تفاصيل الملء الخامس لسد النهضة (فيديو)    ترتيب الدوري السعودي الإلكتروني للسيدات للعبة ببجي موبايل    حي شرق مدينة نصر يعلن عن صرف تعويضات المواطنين المتأثرين بأعمال إعادة التخطيط    صلاة الخسوف.. موعدها وحكمها وكيفية أدائها كما ورد في السنة النبوية    تقي من السكري- 7 فواكه تناولها يوميًا    زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين- طبيب يوضح السبب    طعنه 25 مرة ثم أطلق عليه الرصاص.. المؤبد لعامل قتل زميله في أسيوط    السجن 10 سنوات لمحامي قتل موكله بسبب مشادة كلامية بالقليوبية    إلغاء رد جهات الولاية من شهادة البيانات وإتاحة التصالح على الجراجات وقيود الارتفاع    مواعيد القطارات المكيفة القاهرة والإسكندرية .. اليوم الاثنين    أبرز مجازر الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر    مروان يونس ل "الفجر الفني": مفيش طرف معين بإيده يخلي الجوازة تبقى توكسيك    توقيع الكشف الطبي على 1200 مواطن خلال قافلة طبية مجانية بالبحيرة    أحد الحضور يقاطع كلمة السيسي خلال احتفالية المولد النبوى (فيديو)    رئيس جهاز شئون البيئة: وضع استراتيجية متكاملة لإدارة جودة الهواء فى مصر    اجتماع غير عادي للجمعية العمومية لصندوق التكافل الاجتماعي للصحفيين غدًا    كيف يغير بيان مدريد موازين القوى.. جهود الحكومة المصرية في حشد الدعم الدولي لحل النزاع الفلسطيني    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان    لافروف ل"القاهرة الإخبارية": نثمن جهود مصر لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    مؤتمر صحفى لمهرجان الموسيقى العربية 32 بالأوبرا الأربعاء المقبل    فيلم أهل الكهف في المركز الأخير بدور العرض.. حقق 1490 جنيها خلال يوم    وزير التعليم العالي: حصول «معهد الإلكترونيات» على شهادتي الأيزو يعزز مكانة مصر    المشدد 6 سنوات لشقيقين لاتجارهما في الهيروين والحشيش بكفر شكر    «بيوت الحارة» قصة قصيرة للكاتب محمد كسبه    التعليم العالي: اهتمام متزايد بتنفيذ الأنشطة الطلابية على مستوى المعاهد العليا والمتوسطة    الأوبرا تحتفى ب«جمال سلامة» ليلة كاملة العدد ل«ملك الألحان»    إصابة 3 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ربع نقل ببنى سويف    موعد عرض الحلقة الثالثة من مسلسل «برغم القانون» لإيمان العاصي    «مفرقش معايا».. شريف إكرامي: بيراميدز عاقبني بسبب الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن الدولة الرئيسة والحكيمة والقوة الذكية.. المسألة الصومالية.. القوة الغاشمة ودق طبول الحرب!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 08 - 09 - 2024

يؤكد الواقع العملى أن مصر هى واحدة من الدول الأساسية التى تقوم بدور محورى فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة سواء بين دول البحر المتوسط أو دول البحر الأحمر، وتظل قناة السويس التى تعد من أهم الممرات البحرية فى العالم هى صمام الأمان والسلام للمنطقة. وهو ما جعل مصر دائمًا تسعى إلى الحفاظ على أمنها القومى فى ظل تحديات إقليمية وإشكاليات عالمية لا مثيل لها. ومن هنا تأتى أهمية الدور المصرى مع دولة الصومال التى تقع جغرافيًا عند مدخل البحر الأحمر وخليج عدن، وما يؤكد أهمية القرن الإفريقى الجيو سياسية. وهى أهمية لها تاريخ ممتد.. بذلت فيه مصر جهودًا دبلوماسية ضخمة لوقف الحرب الأهلية فى الصومال على مدار سنوات طويلة مضت. يروق للبعض بين فترة وأخرى.. الترويج لدق طبول الحرب، رغم أن هذه الدعوة تعتبر أبعد سيناريو عن العقيدة المصرية فى السياسة الخارجية، التى تحكم العلاقات بين الدول.. لأن مصر ببساطة شديدة تتبنَّى مواقفها وتتخذ ردود أفعالها بمنطق الدولة الرئيسة. والدولة الرئيسة هى الدولة التى لا يمكن الاستغناء عنها فى الأحداث المهمة، الدولة التى تقوم بدور ريادى وقيادى، سواء بين الدول حولها، أو على مستوى السياسة العالمية.
صومالى لاند
يتحقق الحفاظ على مجال مصر الاستراتيجى.. باستقرار دول القرن والشرق الإفريقى.. خاصة فى ظل المتغير الذى حدث مؤخرًا فى الحديث عن انفصال «إقليم صومالى لاند» الذى هو أصلًا جزء من الصومال، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تهديد لمدخل باب المندب الذى هو من أهم محاور ومجالات الأمن القومى المصرى فى البحر الأحمر.
أتفق تمامًا مع التحليلات التى تشير إلى انتقال التركيز على موقف الصومال من الأطراف إلى المركز.. فهناك الاتفاقية الاطارية للتعاون الاقتصادى والدفاعى بين الصومال وتركيا الموقعة فى 21 فبراير 2014. وهناك مذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إنشاء قواعد عسكرية الموقعة فى 17 فبراير 2024.
الاتفاقيات السابقة.. ارتبطت بشكل أساسى بالتوتر المتصاعد فى أرض القرن الإفريقى، والتى وصلت لقمتها فى 1 يناير 2024 بين إثيوبيا و«إقليم صومالى لاند» التى منحت إثيوبيا حق استغلال واستخدام واجهة بحرية على البحر الأحمر تبلغ مساحتها 20 كم لمدة 50 سنة. وهو ما رفضته مقديشيو والقاهرة معًا.

مرتكزات الشراكة والتعاون
تمتد العلاقات الصومالية - المصرية منذ مصر القديمة من خلال الرحلات التجارية حينما كانت الصومال تعرف باسم «بلاد بونت». وعبورًا فوق سنوات كثيرة وأحداث متقاطعة ومتشابكة.. استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 14 أغسطس 2024 د. حسن شيخ «رئيس جمهورية الصومال»، ثم استقبل د. مصطفى مدبولى «رئيس مجلس الوزراء» بالقاهرة فى 31 أغسطس 2024 السيد حمزة عبدى برى «رئيس وزراء الصومال» لاستكمال اللقاءات الثنائية واستعراض القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك والمتبادل.
ومن أهم المرتكزات التى تم التأكيد عليها فى العلاقات الصومالية - المصرية، ما يلى:
1 - التأكيد على كل الدعم لمستقبل الصومال، وتحقيق وحدته، ودعم مواطنيه باعتباره ضمن أهم أولويات الدولة المصرية.
2 - دعم الحكومة المصرية نحو تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين مقديشيو والقاهرة.. فى ظل الحرص على تشجيع إقامة استثمارات مصرية فى الصومال.
3 - رعاية عقد منتدى رجال الأعمال فى المجالات المختلفة بين البلدين.
4 - تلبية احتياجات المجتمع الصومالى بتصدير السلع والبضائع من مصر.
5 - مد مساحات الشراكة والتعاون بين مصر والصومال بحيث يشمل المستوى السياسى والثقافى والتعليمى والتجارى والاستثمارى. واستمرار تقديم المنح التعليمية للطلاب الصوماليين.
6 - استمرار تشغيل خطوط الطيران بين الصومال ومصر التى بدأت منذ شهر يوليو 2024، وافتتاح السفارة المصرية فى 13 أغسطس 2024.
7 - تعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين فى مجال الزراعة بشكل أساسى.. لكون الصومال تمتلك من الثروة الحيوانية والسمكية التى يمكن تصديرها للأسواق المصرية.
8 - تيسير الإجراءات وتوفير التسهيلات للقيام باستثمارات مصرية فى الصومال.
9 - مساندة مصر للصومال للانتقال إلى مرحلة جديدة متطورة.. للإسهام فى الاستقرار والنمو.

ملفات متخصصة
صاغت الدولة المصرية لنفسها دورًا متميزًا .. يتمثل فى بناء تحالفات وشراكات وتعاون مع جميع دول العالم بشكل متكافئ بعيدًا عن وهْم السيطرة أو هوس الزعامة من جانب، واحترام مصالح الدول الأخرى وتقدير إرادة شعوبها السياسية وخصوصيتها الوطنية من خلال ترسيخ منطق تكامل المصالح وعدم تعارضها من جانب آخر. فضلًا عن التعامل مع المعطيات والمتغيرات الجديدة للمنطقة والعالم بترسيخ حالة جديدة.. مرتكزة على الدعم والمساندة والتفاوض وإدارة الأزمات من خلال منهج الملفات السياسية المتخصصة. هذا المنهج الذى يحقق عامل التوازن فى العديد من الملفات، مثل: الصراع «العربى- العربى»، والصراع «العربى- الإسرائيلى»، ودعم وحدة ليبيا والسودان والصومال وسلامة شعوبها.
تصور البعض أن تحديث القوات المسلحة المصرية وتطويرها على جميع المستويات هو بمثابة الإعداد لخوض حروب قادمة أو مرتقبة. وتجاهل هذا التصور أن الهدف هو امتلاك القوة للحفاظ على أمن مصر وسلامة شعبها؛ وليست للغزو والاحتلال والحرب والسيطرة. وهو ما تزامن مع اكتساب مصر هيبة جديدة أمام مواطنيها فى الداخل قبل دول العالم فى الخارج. وهنا كانت النقطة الفاصلة فى التأكيد على أن امتلاك القوة الغاشمة هو قرار لمواجهة الإرهابيين، والمتطرفين، وما من شأنه تهديد الأمن القومى المصرى، أما امتلاك القوة الحكيمة الذكية فهو قرار للحفاظ على مصر وتقدمها وتطورها وسلامها وأمنها القومى وسيادتها الوطنية.

 الدولة الرئيسة والحكيمة
منذ ثورة 30 يونيو وإلى الآن.. تتخذ الدولة المصرية مواقفها وردود أفعالها بمنطق «الدولة الرئيسة» أو «الدولة الحكيمة». «الدولة الرئيسة» التى تعلن مواقفها بشكل واضح ومباشر أمام العالم برؤية مستقبلية.. مثلما كانت فى مقدمة الدول التى أطلقت تحذيرًا رسميًا ضد إيواء بعض الدول للإرهابيين والمتطرفين، وكما أكدت للدول نفسها أن ذلك الإرهاب سيطالها على أراضيها، وهو ما حدث فعليًا بعد ذلك.
وذلك مع ملاحظة، أن بعض الدول شبه الصديقة تقوم بعكس ذلك حرفيًا .. فتظهر فى العلن وأمام الشاشات والفضائيات والمحافل الدبلوماسية احترامها وتقديرها ودعمها ومساندتها لمصر ومكانتها، وفى الوقت نفسه؛ تقوم بشكل منظم بمحاولات مستميتة لإضعاف الريادة المصرية لصالح زيادة رصيدها.

نقطة ومن أول السطر
مصر تدير سياساتها الخارجية فى سبيل الحفاظ على أمنها القومى وتأمينه من التهديدات المحتملة بتوازنات حفظ الاستقرار لشعوب دول المنطقة، واعتبارات عدم الانقسام والانفصال والزعزعة والحرب بالوكالة من خلال أدوات مغايرة للحفاظ على السيادة الوطنية بشكل مختلف عن المعتاد تاريخيًا فى ظل وجود أطراف إقليمية ودولية فاعلة فى المنطقة لها مصالحها وأجندتها الخاصة، وفى مقدمتها العلاقات المصرية - الإفريقية مع دول حوض النيل تحديدًا.
2691


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.