يأتى تكليف دكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة فى ظروف فى غاية الصعوبة وفى تحديات لم يسبق لها مثيل مع استمرار الأزمات الاقتصادية وتهديدات الحروب وبركان اللهب المشتعل حول منطقة الشرق الأوسط والحدود الساخنة لمصر على جميع الجوانب، إننا حقا نحتاج حكومة تواجة كل التحديات، حكومة المواجهات من أجل الاستمرار فى الحياة حكومة لديها أفكار ورؤى لمواجهة الأزمات الاقتصادية وقدرة على تفعيل عودة الوعى للجميع وصيانة الأمن القومى ووضع التعليم والصحة فى أول الأولويات وتعزيز المشاركة السياسية وتطبيق القانون على الجميع دون تمييز وتشجيع القطاع الخاص للمشاركة فى دعم الاقتصاد المصرى لرد الجميل للوطن، مع ضرورة ضخ دماء جديدة لتنفيذ خطة القيادة السياسية لتحقيق رؤية مصر نحو تحقيق التنمية المستدامة وبناء الجمهورية الجديدة وقبلها بناء الإنسان المصرى وضرورة استمرار العمل على الإصلاح الاقتصادى لجذب مزيد من الاستثمارات بما يدعم قوة الاقتصاد فى ظل التحديات والأزمات الراهنة التى تشهدها البلاد وتمثل ضغطا على المواطنين، حيث زيادة التضخم وارتفاع الأسعار بناء على تقرير الأجهزة الحكومية كما أن الحكومة الجديدة أمامها مهمة كبيرة فى طرح أفكار من داخل وخارج الصندوق لتنفيذ استراتيجية الدولة فى بناء الوطن والإنسان وضرورة أن يكون اختيار مدبولى للوزراء على قدر المسئولية والصعوبات لا مانع من وجود وزراء أصحاب خبرة مع قدرة لفهم وتحقيق رؤية القيادة السياسية ومنح الفرص لقيادات شابة، إذ ليس من المنطق أن يكون لدينا وزراء تجاوزوا الستين فى ظل مجتمع قوى شاب يسعى إلى البناء والتنمية ليس من المنطق أن يكون لدينا وزير فى وزارة لا علاقة له بها لا خبرة ولا دراسة.. لا نريد أن نسمى الأسماء بأسمائها، إنما نريد وزراء لديهم من الخبرة فى إدارة وزاراتهم حتى لا يكونوا كشاهد لم يشاهد شيئا. لأننا أمام مرحلة صعبة تحتاج للتكاتف من الجميع خاصة فى ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المشتعلة سواء على حدودنا أو من كل الجوانب بجانب حرب أوكرانيا وروسيا التى أشعلت أزمة الغذاء العالمى وخلقت التوتر والصراعات والخلافات بين أوروبا وامريكا من جهة وروسيا وحلفائها من جهة أخرى واصبحت الحرب جاهزة للاشتعال بين لحظة وأخرى وبؤر البركان تكبر يوما بعد يوم واللهب مشتعل فلابد من وضع كل هذه الاعتبارات فى اهتمام الحكومة الجديدة بما يدعم جهود حماية الأمن القومى بتحقيق طموحات وآمال المصريين وحل المشكلات المختلفة فى كل المجالات، خاصة التعليم والصحة خاصة التعليم والمستوى الذى وصل إليه كما أن الصناعة والزراعة بحاجة إلى تطوير ولا بد أن نقدس قيمة العمل ونجتهد جميعا من أجل إعادة إتقانه وتوفير الفرص وتشغيل المصانع المعطلة وحل المشاكل البيروقراطية لتحقيق رؤية الجمهورية الجديدة. وعلينا ألا ننسى أن حكومة مدبولى تحملت الكثير من الأعباء وواجهت مسئولية وتحديات كبيرة حيث الكوارث والأزمات العاليمة بداية من جائحة كورونا وآثارها، وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، ثم الصراع الذى تشهده المنطقة الآن وزيادة موجات التضخم وما له من آثار على قوة الاقتصاد، وغيرها من الملفات الأخرى وعلى رأسها ملف الأمن الغذائى وملف الأمن المائى وملفات الصحة والتعليم ومواجهة العشوائيات والإصلاح الاقتصادى، وعليها أن تكمل الإبحار بسفينة الوطن وسط كل هذه التحديات وأن تصل إلى الشاطئ بسلام بعد كل ما قدمته الحكومة وننتظر منها المزيد، خاصة أن الدكتور مدبولي هو من سيكمل معنا الطريق.
