مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى تزور مدرسة STEM للعلوم والتكنولوجيا بالمعادي    سمية الخشاب بتروح له البيت..التيجاني يكشف بالأسماء علاقته بالفنانين    فرق «بداية جديدة» تجوب المحافظات لتوزيع مستلزمات المدارس على الطلاب.. صور    الذهب يفقد مكاسبه بعد ذروة تاريخية إثر قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة    «المشاط» تبحث مع الاتحاد الأوروبي تكثيف الجهود لمساندة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية    أسعار البيض اليوم الخميس 19-9- 2024 في بورصة الدواجن    إزالة 10 حالات تعدي على الأرض الزراعية بمساحة 2256 متر مربع في بلطيم    حجز شقق الإسكان الفاخر «صبا» بداية من الأحد المقبل.. اعرف الخطوات    هجوم سيبراني جديد من إسرائيل يقتل 20 ويصيب المئات في لبنان    نيويورك تايمز: إسرائيل أنشأت شركة وهمية لإنتاج أجهزة اتصال لاسلكية بمتفجرات    الاحتلال يقتحم قباطية جنوب جنين ويحاصر منزلا    الكويت ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين    أيمن الشريعي: الخطيب أفضل رئيس نادي في مصر    معلق مباراة برشلونة وموناكو في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    المشدد 7 سنوات لعامل حاز مواد مخدرة بقصد الإتجار في الشرقية    «راحتله بمزاجها».. أول تصريح من عائلة الاعب أحمد ياسر المحمدي المتهم بالتعدي على فتاة في قطر    ذروة الارتفاع غدًا الجمعة.. متى تنتهي الموجة الحارة الحالية؟ (فيديو)    الجمهور يحتفي بمشهد مؤثر لإيمان العاصي في مسلسل «برغم القانون»    4 مصابين في قصف إسرائيلي استهدف المخيم الجديد بالنصيرات    «الصحة»: ملتزمون بتعزيز سلامة المرضى وتحقيق أعلى معايير الرعاية للمرضى    تقديم 3 ملايين خدمة صحية ضمن حملة «100 يوم صحة» بالمنيا منذ أول أغسطس    «الرقابة الصحية»: نجاح 11 منشأة طبية جديدة في الحصول على اعتماد «GAHAR»    الأوبرا المصرية تقدم العرض الأول لفيلم 'مدرسة أبدية' بنادى السينما    الكهرباء تفسر أسباب تأخر تطبيق خطة تخفيف الأحمال    "قومي المرأة" يتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد صلاح التيجاني ويطلب التحقيق في "اتهامات التحرش"    إزالة 431 حالة تعد على أملاك الدولة والأراضي الزراعية بكفر الشيخ    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية إكياد البحرية بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    «التنورة التراثية» تحصد جائزة أفضل عرض في ختام مهرجان البحر الأبيض المتوسط بقبرص    خلافات سابقة.. حبس المتهم بقتل حارس عقار خلال مشاجرة في الجيزة    وزير الري يتابع جاهزية التعامل مع موسم الأمطار الغزيرة والسيول    إسرائيل تقدم مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار بغزة يشمل بندا خاصا بالسنوار    هل يضحي الأهلي بمعلول أو تاو في يناير؟ شوبير يكشف التفاصيل    الاستخبارات الأمريكية: إيران عرضت على حملة بايدن معلومات مسروقة من حملة ترامب    تراجع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس في الأسواق (موقع رسمي)    النيابة تستمع لأقوال جيران سوداني لقي مصرعه في حالة سكر بعين شمس    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    فريق صحة الإسماعيلية يشارك باحتفالية تكريم السيدات بمكتبة مصر العامة (صور)    القصة الكاملة لمحاكمة أحمد ياسر المحمدي.. اللاعب متهم باستدراج فتاة أجنبية واغتصابها.. والمتهم: "اللي حصل برضاها وأنا باخد دواء للأعصاب"    بوريل يرحب باعتماد الأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين    جامعة العريش تُطلق أول مسابقة للقيادات الإدارية    الأهلي يعقد مؤتمرًا صحفيًا اليوم لإعلان تجديد الشراكة مع ال«يونيسيف»    بعد نجاح كوبليه "شكمان الصبر مفوت"..ما علاقة أحمد حاتم ب تأليف الأغاني؟    "الراى الكويتية" تبرز تأكيد الرئيس السيسى على دعم لبنان.. وحرص مصر على أمنها    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024: لا تلتفت لحديث الآخرين    «أيام الفقر وذكرياته مع والده».. ماذا قال الشاب خالد في برنامج بيت السعد؟ (تقرير)    حكم صلاة الاستخارة للغير.. هل تجوز؟    لاعب الزمالك يطلب الرحيل عن الفريق قبل مباراة الأهلي.. عاجل    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    إدراج 51 عالما بجامعة الزقازيق ضمن الأكثر تميزًا في قائمة ستانفورد الأمريكية    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    اتحاد الكرة: تغيير لائحة كأس مصر وارد ليس لمجاملة الأهلي    عاجل - الأرصاد تحذِّر بشأن حالة الطقس اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق الثالث.. من برنارد شو إلى أم كلثوم دليل المسلم النجيب.. للاحتفال بذكرى الحبيب

كلما أشرقت علينا أيام «ربيع الأول»، تهِلُّ ذكرى حبيبِنا ونبيِّنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، نتذوَّق حلاوة عُرْس مولِدِه الذى ابتدعه الفاطميون «الشيعة»، وحوَّلَه المصريون «السُّنَّة» إلى حفلٍ سنوى، وأصبح يُعرَف ب«مولد النبى» يحتفون فيه على طريقتِهِم الشعبية ب«سيدنا». ومن عباءته خرجت عشرات الموالد الأخرى التى تحتفى بأهل بيت النبوة والمشايخ والأولياء والصالحين.
وفى ذكرى «مولد النبى» تتفجَّر كرامات المحبة فتضىء القلوب، وتُلهِم العشَّاق إبداع الذكر فى سيرته العطرة، وإعادة اكتشاف بواطن جمالها، ومفاتن قصصها، وعبقرية أحداثها، وكأن المسلمين فى مصر (ونيابةً عن عموم مسلمى العالم) يقدمون كل عام هديةً للمصطفى فى يوم مولده، على ما قدمه للبشرية، فاستحقَّ أن يكون خير البشر أجمعين، يشكِّل نصَّها القولُ المأثور: «جزاك اللهُ يا سيدى يا رسولَ الله عنا أفضلَ ما جُزِى نبيٌّ ورسول عن أمَّتِه.. فلقد بلَّغتَ الرسالةَ وأديتَ الأمانةَ، وأوضحتَ الحُجَّة وكشفْتَ الغمة، ونصحتَ العباد، وجاهدتَ فى سبيل الله حق الجهاد».
أستحضر معكم بهذه المناسبة، ذكرياتى فى حضرة المصطفى، يوم وقفتُ أمام قبره عليه الصلاة والسلام، وأنقل مما كتبته فى كتابى «مشكلة الإسلام»، تحت عنوان «شغف المحبة»: السلام عليك يا سيدى يا رسول الله.. السلام عليك يا سيدى يا حبيب الله.. يحيط بى آلاف من المحبِّين جاءوا من كل بقاع الأرض ومن كل فجٍّ عميق، جاءوا للحبيب يبحثون عن الحبِّ المفقودِ والأمَلِ المنشود، يُصلُّون لله ويصلون على النبى، فى رحاب سيد الخلق أجمعين، هنا الحبيب الذى تتمنى أن تبقى ما بَقِيَ من عمرك إلى جواره تستمدُّ منه المحبة التى كانت سرَّ عبقريته ومنطلَقَ رسالَتِه.
تتساقَطُ الدموع ويقشعرُّ البدن، عندما نستوعب أنه كان يومًا يجلس فى المكان نفسِهِ بجسده الطاهر، الدموع ملمح مشترك عند أغلب من استطاعوا الوصول إلى هذه البقعة الشريفة الواقعة بين بيت الرسول ومنبره، التى قال عنها المصطفى إنها «روضةٌ من رِيَاضِ الجنَّة»، إن كل مَن حولى يستشعرون وجودَهُ بقربهم.. يبكون وهم يتلمَّسون أثره، ويستنشقون عبير وجودِه فى محيطِهِمْ، يسترجعون ما نَزَل عليه من رسالة الخير، يجددون العهد له بأنهم مسلمون، وبأن الإسلام دين الحرية والمحبة، وأن المسلم هو من خَفَق قلبُه بالإيمان فأصبح إنسانًا.
ويشاركنى متعة اللحظة صوت كوكب الشرق أم كلثوم وهى تتغنى برائعتها «القلب يعشق كل جميل»، وهى تقول: «جينا على روضة هَالَّة من الجنة.. فيها الأحبة تنول كل اللى تتمنى»، قبل أن تختم: «يا ريت حبايبنا ينولوا ما نولنا يا رب.. يا رب تُوعِدْهم يا رب.. يا رب تقبلنا يا رب».
ما أحلى الحديث المتجدد عن سيد الخلق، وما أشهى الاجتهاد فى سبيل تدبر سيرته بما يليق بقدره ومقامه، وما أجمل أن نحيى الذكرى مع حلوى المولد الحقيقية ونحن نسترجع ما قاله مفكرو الغرب عن نبينا ونذكر به العالم، ونعلم أبناءنا أن عظمة المصطفى تخطت أثرها فى نفوس المسلمين، وتجاوزت أبعاده قلوب المحبين، وغزت فى الغرب عقولا وقلوبا، منهم من دخل فى الإسلام بعد أن جذبه نموذج «الإنسان الناضج»، الذى جسده نبينا المصطفى، وبعضهم توقف عند مرحلة الانبهار، وكتب وعبر عن عظمة نبى الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، فيما تمثل هذه الإشادات والكلمات، مداخل هامة تستحق تسليط الضوء عليها فى كل خطط مكافحة «الإسلاموفوبيا» فى الغرب، وفى الشرق أيضًا، فلقد ابتلينا مؤخرًا بمن يعانون من «فوبيا» الإسلام فى بلاد الإسلام، وهم مرضى تحسبهم أصحاء من تكرار ظهورهم الإعلامى، للاشتباك والتحرش مع كل ما هو إسلامى، ندعو الله لهم بشفاء القلوب وصحة العقول.
ونسترجع بعض كلمات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى هذا المقام، فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى العام الماضى، وبحضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث أوضح فضيلته قائلًا: «هناك الكثير مِمَّا قاله عنه عيون المفكرين والعلماء والفلاسفة، والأدباء ومؤرخى الحضارات فى الشرق والغرب من غير المسلمين، من أمثال «غاندى» و«راماكريشنا» و«لامارتين» و«مونتجمرى وات» و«زويمر» و«تولستوى» و«مونتيه» وغيرهم مما لا يتسع المقام لذكرهم، وسرد ما قالوه عنه وعن أخلاقه، وعن شريعته وآمالهم فى أن تعود لتُصحح مسيرة العالم اليوم، وتُنقذ مصيره من هلاك مرتقب ودمار مُتوقَّع».
ثم أوضح الإمام الطيب قائلًا: «أكتفى من بين ما كتبه هؤلاء باقتطاف ما قاله «برنارد شو» الكاتب والناقد الإنجليزى الذائع الصِّيت الذى تَعرفه الدنيا بأسرِها، والمتوفى سنة 1950، يقول هذا المفكر العملاق عن رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أوروبا الآن بدأت تحسُّ بحكمة محمد صلى الله عليه وسلم وبدأت تَعشَقُ دِينه، وإنَّ أوروبا سوف تُبرِّئ الإسلام ممَّا اتَّهمته به من أراجيف رجالها ومُفكِّريها فى العصور الوسطى، وسيكون دين محمد صلى الله عليه وسلم هو النظام الذى تُؤسِّس عليه دعائم السلام والسعادة، وتستندُ على فلسفته فى حل المعضلات وفك المشكلات، وحَلِّ العُقَد. ويقول: إنِّى أعتقد أنَّ رجلًا كمحمد لو تسلَّم زمام الحكم المطلق فى العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح فى حكمة ولقاد العالم إلى الخير، وحلَّ مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة».
ووصيتى إلى كل حبايب سيدنا النبى، من المؤمنين برسالته، والراغبين فى الاحتفال الصادق الهادف بذكرى ميلاده العطرة، أن يجتهدوا فى تعبيرهم عن هذا الإيمان، وأن يبدعوا فى محبتهم، ويتخيروا من سيرة الحبيب ما تيسر من قصص وأفعال.. ومن درر وأقوال، أن يعددوا فى محاسن خلقه وكريم طباعه، أن يبرزوا عظمة الدين الحنيف الذى اختصه الله بإبلاغه للخلق أجمعين، أن يطرحوا نقاشات مجتمعية عن الشمائل المحمدية، وعن الدعوة الإسلامية الوسطية السلمية، التى لا تؤمن باستخدام القوة إلا دفاعًا عن الشعوب ولحماية حدودها، بلغوا عن الإسلام البعيد عن العنف والجهل والقبح، انشروا دعوته الصحيحة التى ضاعت بين أوهام الأتباع وأطماع الجماعات، فاختفت المحبة من قلوب الناس.
وزينوا هداياكم للرسول الكريم ب(هشتاج) هادف، يعكس أصيل دعوته وصحيح دينه الذى جاء رحمة للعالمين. اختموا أحاديثكم، وندواتكم، ومقالاتكم، وكلامكم، (وبوستاتكم)، واحتفالاتكم بمولده صلى الله عليه وسلم، ب«وإنك لعلى خلق عظيم».
1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.