اتجه الناس لاستخدام بطاقات التاروت كوسيلة للوصول إلى معرفة الذات منذ قرون عدة، ورغم الدلالات السلبية للخرافات والمزاعم التى غالبًا ما ترتبط بفكرة الكهانة؛ فإن التارو يخلق مساحة للتأمل الذاتى ويوفر فرصة لانطلاق العقل اللاواعي.. تطورت أوراق التارو بالتعاون بين الصوفيين والفنانين عبر العصور، ويرصد «التاريخ المرئى للتارو» الصادر مؤخرًا بالإنجليزية، الرمزية الغامضة والشخصيات البارزة التى تزينها من أعمال فنانين مختلفين بدءًا من سلفادور دالى وحتى بيت ديور. ويتتبع الكتاب طرق تفسير نماذج التارو الأيقونية عبر العصور، كما يضم بعض الأمثلة التى لم تنشر من قبل، من خلال استكشاف تاريخ شكل الفن الغامض، ويقدم أيضًا عرضًا لكيفية تطور الممارسة من أصولها غير المحددة منذ 1400، حتى يومنا هذا، والأجيال الجديدة التى تعتمد على الروحانية كوسيلة لفهم العالم ومكانهم فيه. تستكشف الكاتبة الأمريكية Jessica Hundley تاريخ تطور التارو فى كتابها ضمن سلسلة TASCHENs Library of Esoterica، من خلال أكثر من 500 بطاقة وعمل فنى أصلى، ينشر أغلبها لأول مرة. ويعد الكتاب خلاصة لقراءة بصرية تمتد من العصور الوسطى إلى الحديثة، ومرتبة بشكل فنى وفقًا لتسلسل 78 بطاقة للبطاقة الرئيسية والصغرى، لتلقى الضوء على التأثير القوى للأوراق كمتحف لفنانين كبار. ويشمل الكتاب مجموعات من حوالى 100 فنان معاصر متنوع من جميع أنحاء العالم، جميعهم اتجهوا لرسم أوراق التارو لقدرتها على دفع الهوية الثقافية إلى الأمام، كما يتضمن الكتاب دليلًا لقراءة البطاقات بواسطة الفنان جوهانس فيبيج. وتذكر الكاتبة فى المقدمة: «استكشاف التارو هو استكشاف أنفسنا، لتذكيرنا بعالمية شوقنا للمعنى، والغرض والاتصال بالإلهية. لا يعكس هذا التقليد الذى يعود إلى 600 عام تاريخ الباحثين فحسب، بل يعكس أيضًا رحلتنا فى التعبير الفنى والطرق التى ننقل بها قصتنا الإنسانية الجماعية». وبالنسبة للكثير من كتاب الغرب، تعد أوراق التاروت بمثابة الظل لوعينا الثقافى، وتقليدًا ميتافيزيقيًا وتاريخيًا مليئًا بالغموض والرموز والكتابات السرية، كما ينقل التقاليد الشفوية للفلاسفة والحكماء، عبر مئات السنين ومئات الأيدى الإبداعية التى حولت ما كان فى الأساس لعبة للتسلية إلى مصدر للمعرفة ونظام الاستكشاف الذاتى، حيث سعى كل جيل جديد إلى تطوير الشكل وإعادة تفسيره، وفى السطور التالية نلقى الضوء على أبرز الأوراق التى تضمنها الكتاب. 1 تاروت دى مرسيليا تم تسمية أسطح Tarot de Marseille لمكان ميلادها الفرنسى، حيث تم إنشاء العديد من هذه الطوابق فى مدينة مرسيليا، المشهورة بطابعها. وتم إدخال التاروت على الأرجح إلى فرنسا فى أواخر القرن الخامس عشر أو أوائل القرن السادس عشر من إيطاليا. وتنسب أقدم بطاقات تاروت دى مرسيليا الموجودة، للفنان جان نوبليت وطُبعت فى باريس حوالى عام 1650، ضمن مقتنيات المتحف الوطنى السويسري. 2 البرج من إبداعات الفنان السويسرى والموسيقى التر ويغمولر، الذى ابتكر تلك الورقة النابضة بالحيوية فى أواخر السبعينيات، وسميت بالتاروت الجديد، والتى تزامنت مع إعداده لأحد ألبوماته الموسيقية. 3 القوة السوداء تم تنفيذ هذه اللوحة بالتعاون بين الفنان مايكل إيتون والموسيقى كينج خان، وترمز للقوة الإفريقية فى السيطرة على الطبيعة، ومواجهة الصعاب. 4 الناسك من إبداعات الفنان سلفادو منجازى، وتعرف هذه الورقة باسم عرافة اللاهوت، أو عرافة الصدف، مستوحاة من هندسة الأصداف البحرية. 5 اعتدال نفذتها الفنانة بى نتلز، وهى الفكرة التى جاءت إليها فى المنام، كنموذج للأزياء من النماذج الكلاسيكية. 6 عجلة الحظ استوحت الفنانة كاثى ماكليلاند، لوحتها من الرموز المتعلقة بعلم التنجيم والفلك، ورسمت البطاقات الأولى لما يعرف باسم «الأركانا الرئيسية» فى أوائل التسعينيات، وقضت العقد التالى فى إكمال اللوحات التفصيلية المعقدة التى تمثل كل بطاقة من أوراق التاروت. 7 العدالة جاءت هذه الورقة ضمن مشروع للفنان ماكى ماربل، لتحويل البطاقات إلى صور معبرة بالأبيض والأسود، يعرض من خلالها شخصيات ثقافية مهمة كممثل لأشكال التاروت التقليدية، ويصور فى هذه الورقة الناشطة والمؤلفة أنجيلا ديفيس. 8 كرنفال نهاية العالم كانت هذه الورقة نتيجة تعاون الفنان التشكيلى خان وصديقه سيلسنيك، منذ أوائل الثمانينيات، وتجمع بين التصوير الفوتوغرافى وفن التثبيت، كما تم عرضها فى جميع أنحاء العالم. تميز أسلوب خان بالاعتماد على الأساليب الحديثة بشكل فريد والحفاظ على تقاليد التاروت فى الوقت نفسه. 9 الشيطان يركز عمل الفنان تريستر على العلاقة بين التقنيات الجديدة والمجتمع وأنظمة المعتقدات البديلة ومستقبل البشرية المحتمل. وتعد تلك الورقة جزءًا من مجموعة Hexen 2.0 ، وهى سلسلة تعتمد على المزج بين الخيال العلمى والفنون. 10 الشمس من خلال طفل عار وبريء، يركب حصانًا أبيض، ويحمل راية انتصار ترفرف، تمثل هذه الورقة البراءة والنقاء مع الحصان الأبيض كرمز للقوة والنبل، وهى ورقة التاروت الأكثر شعبية فى العالم من إبداعات الفنان كولمان سميث.
