لتصنع تاريخًا مزيفًا.. فقط اكذب ثم اكذب؛ حتى يصدقك الآخرون.. وفى التطور الأحدث لهذه الحيلة، يمكنك أن تصنع فيلمًا سينمائيًا! بهذه الطريقة يحاول ال«موساد» طوال 70 عامًا استبدال عملياته الفاشلة ببطولات وهمية من خلال الكذب ونشر القصص الملفقة، أملًا فى خلق صورة أنه أقوى جهاز استخباراتى. وتوجه الموساد فى السنوات العشر الأخيرة إلى تحويل قصصة الوهمية إلى أعمال سينمائية بهدف ترسيخ فكرة نجاح كل عملياته الاستخباراتية والتجسسية فى أذهان الجيل الجديد.. والغريب الأفلام التى أنتجها من الباطن أو أشرف على كتباتها تعود إلى عمليات فشلت بالفعل ومثبتة بالوثائق التاريخية. لزم التنويه: جميع هذه الأفلام مستوحاة من أحداث غير حقيقية.. وأى تشابه بينها وبين الواقع ما هو إلا محاولة اختلاق نجاح وهمى وبطولة ملفقة. 1 منتجع البحر الأحمر للغوص
الفيلم من إنتاج شركة EMJAG PRODUCTIONS LIMITED الوهمية إذ يعمل بها شخصان فقط، وشركة «ألكسندرا ميلتشين» ابنة الثرى اليهودى الأمريكى آرنون ميلتشين وهو أحد أصحاب القناة الإسرائيلية العاشرة والمتورط فى قضايا فساد رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته نتنياهو. حصل الفيلم على نسبة موافقة تبلغ 30 ٪ بناء على 40 تقييمًا أجرى من قبل Rotten Tomatoes وهو موقع مراجعة وتقييم أفلام أمريكى، وأقر النقاد بالموقع أن فيلم Red Sea Diving Resort يستخدم أحداثًا مستوحاة من أحداث غير حقيقية، بينما جاءت تقييمات 7 نقاد كبار 29 درجة من أصل 100 على موقع Metacritic وهو موقع إلكترونى يجمع مراجعات الأفلام والبرامج التليفزيونية وألبومات الموسيقى وألعاب الفيديو والكتب السابقة بالنسبة لكل منتج ويتم حساب متوسط الدرجات من كل مراجعة. روج الموساد الإسرائيلى من خلال الفيلم وسائل الإعلام والتقرير الجديدة التى نشرتها الصحف الإسرائيلية والعالمية لعملية «الأخوة» على أنها العملية الأكبر فى تاريخه وكشف تفاصيل جديدة عن عملية تهريب يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل عبر الأراضى السودانية فى عهد الرئيس جعفر النميرى رئيس السودان السابق. وبحسب التقارير ادعى الموساد أنه أقام قرية سياحية على شواطئ السودان المطلة على البحر الأحمر وقامت بإدارتها عميلة له وهى سيدة أعمال تحمل الجنسية الألمانية تدعى يوليا وكانت تعمل بالأساس مضيفة فى شركة العال الإسرائيلية وتملك أيضًا شركة سياحة فى إيلات بهدف التستر على عمليات تهريب يهود الفلاشا بين عامى 1983 و1985 من إثيوبيا إلى إسرائيل. تضمنت العملية تهريب الآلاف ونقلهم إلى فلسطين وتوطين غالبيتهم فى منطقة النقب وفى البلدات الفقيرة المعروفة باسم بلدات التطوير على يد طاقم من الموساد مكون من 20 شخصًا، وذكر التقرير أن هذه العملية تمت على عدة مراحل وخلال ما يقرب من خمس سنوات وكان يتم إنزال المهاجرين بعد وصولهم للسودان فى القرية السياحية التى أقامها الموساد تحت رعاية مندوب وكالة الاستخبارات الأمريكية ثم يتم تهريبهم عن طريق البحر. ولكن الحقيقة أن عملية إجلاء يهود الفلاشا تمت من خلال اتفاق غير معلن أجرى عام 1984 بعد إعلان المجاعة فى السودان بين الرئيس السودانى الأسبق جعفر نميرى مع الولاياتالمتحدة على نقل اللاجئين اليهود جوًا مباشرة من الخرطوم لأوروبا وكان الرئيس السودانى مشترطًا أن تتم العملية بسرية والتى شملت 28 رحلة نقل خلالها 6 آلاف و380 من يهود أثيوبيا إلى بروكسل ومنها لإسرائيل فى عملية أطلق عليها اسم موسى. فى عام 1985 كشفت السلطات السودانية عملية الموساد وقامت بإطلاق النيران على القوارب التى تقوم بتهريب يهود الفلاشا فى البحر الأحمر قبل وصولهم للسفن الإسرائيلية ولجأ الموساد وقتها إلى مندوب سى أى إيه لتنظيم عملية إخراج عملاء الموساد من الموقع، وتم إخراجهم فى صناديق خشبية وتوابيت واضطر الموساد لتدمير كل المنشآت السرية فى القرية السياحية وإخفاء آثار النشاط السرى الإسرائيلى فيها ولم يتمكنوا من نقل باقى اليهود الأثيوبيين. 2 فيلم ميونخ يعتبر الفيلم الأكثر شهرة عن الموساد يحكى قصة عملية «غضب الله» التى ادعى الموساد أنه نفذ اغتيال 11 فلسطينيًا ردًا على مذبحة ميونخ التى قتل فيها 11 لاعبًا من أعضاء الفريق الأوليمبى الإسرائيلى بعد أخذهم رهائن فى الألعاب الصيفية لعام 1972، ورشح الفيلم لأوسكار وجلب أكثر من 130 مليون دولار فى شباك التذاكر. والحقيقة أن عملية غضب الله تعد نقطة سوداء فى تاريخ الموساد حاول أن يمحيها من خلال أحداث غير واقعية، فبعد أن تمكنت حركة أيلول الأسود من قتل 11 رياضيًا إسرائيليًا فى الألعاب الأوليمبية فى ميونخ سعى الموساد إلى اغتيال جميع قادة حركة أيلول الأسود الفلسطينية المسئولة عن تلك العملية وكان هدفهم اغتيال القيادى فى حركة فتح على حسن سلامة. جند الموساد عددًا كبيرًا من العملاء لتعقب مسار حسن سلامة وبناءً على معلومات غير دقيقة قام الموساد باغتيال مواطن مغربى يدعى أحمد بوشيخى كان يعمل كنادل فى مقهى فى النرويج فى يوليو 1973 وأرجع الموساد وقتها سبب فشل العملية إلى عدم توفر معلومات كافية. كما أن وحدة الاغتيال قامت بالتسرع والتنفيذ دون العودة إلى القادة، وأحدثت عملية قتل المواطن المغربى ردود فعل دولية غاضبة كما قام الأمن النرويجى باعتقال عميلة الموساد سيلفيا رافاييل برفقة خمسة من العملاء وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بعد أن وجهت إليها تهم بالقتل والتجسس واستعمال وثائق مزورة. وأفرج عن عميلة الموساد بعد 15 شهرًا فى إطار صفقة بين النرويج وإسرائيل وذكرت تقارير استخباراتية إسرائيلية مؤخرًا، أن عملية الاغتيال الفاشلة أدت إلى سقوط واحدة من أعظم نساء الموساد وسدت الطريق أمام الموساد للعمل فى النرويج لفترة طويلة، واعتبرت العملية أشهر كوارث جهاز الموساد عكس ما ظهر فى الفيلم. 3 الوطنيون يحكى الفيلم قصة تجنيد الموساد لشاب يهودى فرنسى بعد سفره إلى إسرائيل وإرسالة إلى فرنسا للتجسس على المهندس المسئول عن المفاعل النووى العراقى التى أطلقت عليه فرنسا اسم أوسيراك (تموز) ونقل إسرار ومعلومات دقيقة مكنت إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية جوية باستخدام طائرات إف 16 وإف 15، وإطلاق 16 قنبلة أصابت 14 منها هدفها بدقة ولكن دون أن ينهار المبنى الذى تعرض إلى أضرار جسمية فى عام 1981. العملية المعروفة إعلاميًا باسم عملية «أوبرا» ولكن هناك عدة حقائق تؤكد تحريف أحداث الفيلم واستغلال الموساد للدراما لترسيخ فكرة نجاحه فى عمليات استخباراتية فاشلة، فالعملية بأكملها بداية من التخطيط والهجوم كانت نتيجة اتفاق مسبق أو صفقة سياسية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والنظام العراقى وقتها مشروطة بمساندة الولاياتالمتحدةالأمريكية للعراق فى حربها مع إيران، ونسب التدمير لإسرائيل كجزء من الدعاية السوداء لرفع شعبية صدام حسين فى العالم العربى والإسلامى، وتشويه صورة إيران لكى تبدو كأنها شريك فى المجهود الحربى مع إسرائيل ضد العراق. والدليل على ذلك عدم قيام القوات الجوية أو المدفعية المضادة للصواريخ بالتصدى للطائرات الإسرائيلية التى قامت بالعدوان وقتها رغم أن العراق كانت قوة عربية وإقليمية لا يستهان بها. بينما جاءت تصريحات الخبراء الإسرائيليين أنفسهم التى نشرت فى التايمز الأمريكية عام 1991 والتى أكدت استحالة ضرب المفاعل العراقى «تموز» لأن معظم المشروع تحت الأرض ولتدميره من قبل القوات الجوية الإسرائيلية كان يجب استخدام قنابل ذات نوع خاص لم تجرؤ إسرائيل على استخدمها خوفًا من رد الفعل العراقى والعربى. وتبين التسريبات المنسوبة إلى ضابط مخابرات عراقى يدعى الرائد ماجد عبدالكريم والذى هرب إلى السويد بعد ضرب المفاعل، أن برزان إبراهيم الحسن التكريتى قد اجتمع مع مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك واتفق معه على أن تقوم على عملية التدمير وتوقيتها مقابل استمرار الدعم وتأمين بقاء نظام صدام حسين فى الحكم، وقد لاحقت المخابرات العراقية الضابط ماجد على إثر هذا الكلام وبعد هروبه من بغداد نصب له كمين بواسطة امرأة فى أحد مطارات السويد واختطفته وتم تقطيعه ورميه فى إحدى غابات السويد، وكشف الأمر بعد عثور السلطات السويدية على بقايا وأجزاء الجثة، وتم التعرف عليه عن طريق الحمض النووى لبقايا الأسنان. 4 الملاك كان الفيلم الأكثر جدلًا من إنتاج أمريكى إسرائيلى مشترك، ويروى قصة ملفقة لأشرف مروان سكرتير الرئيس المصرى الراحل أنور السادات وزوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، للكاتب أورى بار جوزيف تحت إشراف جهاز الاستخبارات الإسرائيلى الذى لم يستوعب حتى الآن وبعد مرور 46 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة الصفعة القوية التى تلقاها من المخابرات المصرية بزرع عملاء وصلوا إلى مناصب رفيعة داخل الكيان الإسرائيلى، وتمكنوا من إتمام عملياتهم على أكمل وجه، فالفيلم يعتمد الرواية الإسرائيلية الملفقة عن دور مروان كجاسوس عمل لصالح إسرائيل وقدم لها خدمات استخباراتية جليلة. قصة الفيلم تناقض تمامًا الحقيقة المثبتة فى وثائق وتحقيقات لجنة «أجرانات» الإسرائيلية التى حققت مع القادة الإسرائيليين على خلفية هزيمة أكتوبر 73، حيث اعترف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقت حرب أكتوبر إيلى زعيرا أن أسباب هزيمتهم فى أكتوبر 1973 أن( بابل) الاسم الكودى لأشرف مروان نقل معلومات دقيقة إلى إسرائيل لكى يحظى بثقتها ولكن الهدف من تشغيله من قبل المصريين كان فى الواقع التضليل، فهو أبلغ عن رسالة السادات إلى بريجنيف فقط لكى يقنع إسرائيل بأن السادات لن يحارب إلا إذا حصل على صواريخ سكود، وإن لم يحصل عليها لن يحارب. ولذلك سادت القناعة فى إسرائيل بأن مصر لن تجرؤ على إعلان الحرب مما أدى إلى انتشار حالة من الارتخاء، وعدم الاهتمام بما يقوم به الجيش المصرى من استعدادات، وأكد أن ما قامت به المخابرات المصرية بزرع بابل كعميل مزدوج هو تكتيك روسى تقليدى يتمثل فى زرع عميل مزدوج يغذونه ب 95 % من المعلومات الدقيقة، وفى اللحظة الحاسمة ينقلون عبره معلومات كاذبة من شائنها أن تقضى على دول. 5 فيلم الدين يحكى الفيلم قصة ثلاثة عملاء للموساد يحاولون التسلل إلى النازيين السابقين والانتقام منهم وأسرهم، وتعتمد الأحداث على عملية تعقب أسطورية أبعد ما تكون عن الواقع للدكتور جوزيف مينجيل، وتعتبر هذه العملية إحدى عمليات وحدة أمل وهى وحدة تولت البحث عن مجرمى الحرب النازيين ونقلهم إلى إسرائيل. الحقيقة أن الوحدة لم تنجح إلا فى عملية واحدة وهى التقاط أودلف إيخمان مهندس محرقة اليهود وتهريبه إلى إسرائيل وإعدامه شنقًا، رغم أن هناك عدة روايات تشكك فى الشخصية التى تم اعتقالها. الحقيقة أن الموساد الإسرائيلى لم يقبض على الدكتور مينجيل، الطبيب النازى الذى أجرى اختبارات على البشر فى معسكرات الاعتقال وأدت إلى وفاة العديد منهم، إذ أنه مات فى البرازيل عام 1979 بعد أن هرب إلى الأرجنتين فى يوليو 1949 بمساعدة شبكة من أعضاء قوات الأمن الخاصة السابقين، وعاش بها فترة ثم فر إلى باراجواى فى عام 1959 ثم إلى البرازيل عام 1960 فى الوقت الذى كان يجرى البحث عنه من قبل ألمانياالغربية وإسرائيل. هرب مينجيل عدة مرات من فخ الموساد وغرق فى عام 1979 بعد إصابته بجلطة دماغية أثناء السباحة قبالة الساحل البرازيلى، ودفن تحت اسمه المستعار الذى عاش به فترة كبيرة فى البرازيل وولفجانج جيرهارد، وتم التعرف على رفاته عن طريق فحص الطب الشرعى عام 1985، بينما ظل الموساد فى غيبوبته يضع خططًا للبحث عنه منذ عام 1985 فى باراجواى. وتم إنتاج مجموعة أفلام بحثًا عن مجرم الحرب النازى أدولف إيخمان وآخرهم فيلم «العملية النهائية» والذى يحكى دور الموساد البطولى فى اختطاف إيخمان من الأرجنتين أثناء تنكره كمضيف فى شركة الطيران الإسرائيلية العال، وإرساله إلى إسرائيل وإعدامه وقصة الفيلم بعيدة كل البعد عن الأحداث الحقيقية.