«وصلت ذراع إسرائيل الطويلة إلى هوليوود، وشركة نتفليكس. فقد أصبحت السينما والتليفزيون الأمريكيين الآن وتحديدا فى هذا العام 2018، كما لو أنهما جزء من مركز الاستخبارات الإسرائيلى»..كانت تلك كلمات المخرج والكاتب الإسرائيلى «نيسان شور» فى مقالته بجريدة «هآرتس» الإسرائيلية منذ عدة أيام..وربما تكون كلماته تلك، هى بالفعل الحقيقة بعد أن صار تحويل القصص المأخوذة عن ملفات الموساد ظاهرة هوليوودية فى السنوات الأخيرة. لتؤكد هوليوود أنها الداعم الرئيسى لتجسيد تلك الملفات أياكان ما تحمله حكاياتها من حقائق أو أكاذيب. القصة الأكبر حجما ينتظر عرضها العام القادم، من خلال فيلم «The Red Sea Diving Resort»، أو «منتجع غوص البحر الأحمر». المأخوذ عن أحداث حقيقية، حيث يدور الفيلم حول عملية قامت بها وكالة المخابرات الإسرائيلية فى الثمانينيات، لإنقاذ اليهود الإثيوبيين فى دولة (السودان)، عن طريق إنشاء منتجع غوص مزيف على (البحر الأحمر) من قبل عملاء الموساد. موقع «تايمز أوف إسرائيل»، ذكر أن قصة الفيلم، تحكى عن «عملية الإخوان» الإسرائيلية، التى نفذها الموساد بين عامى 1981 و1985..حيث أنقذ –حسب الرواية الإسرائيلية- آلاف اليهود الإثيوبيين من دولة (السودان)، وتوجهوا إلى الأراضى المحتلة، بمعاونة ضباط المخابرات الإسرائيلية، الذين أقاموا منتجعا مزيفا لممارسة رياضة الغطس، فى قرية (العروس) بالبحر الأحمر. ومن جانبها علقت جريدة «هآرتس»، بأنها واحدة من أكثر عمليات «الموساد» تعقيدًا فى الأحداث، وطولاُ فى الوقت..حيث استمرت لأكثر من ثلاث سنوات. لذلك فإنه من الجيد، أن تعود تلك العملية للنور من جديد، بعد مرور 37 عامًا، على شاشات العرض الكبيرة. ثم أضافت أن سر اختيار الموساد لقرية (العروس)، ليس لأنها واجهة جذب وتمويه فقط، بل لأن عملاء الموساد، كانوا يقومون بزيارة مخيمات اللاجئين داخل (السودان) بالشاحنات، تحت غطاء الرحلات، ثم يقومون بتهريب اليهود الإثيوبيين معهم، وبعدها يرسلونهم إلى إسرائيل إما بحرًا، أو جوًا. كما شرحت الجريدة، أن القصة الحقيقية، بدأت عندما جاءت تقارير إلى الحكومة الإسرائيلية عام 1977، بأن اليهود الإثيوبيين، قد بدأوا يفرون من الحرب الأهلية فى وطنهم، وتوجه الكثير منهم إلى (السودان). ورغم أنها دولة معادية لإسرائيل، إلا أن موقعها الجغرافى جعلها طريقًا مثاليًا للإثيوبيين، الذين يأملون فى الوصول إلى أراضى الاحتلال. ومن ثم استُدعى رئيس الموساد -حينها- «إسحق حوفى»، ليتصرف فى شأنهم. وبعد أربع سنوات، بدأ «الموساد» فى استكشاف الساحل السودانى، بحثًا عن مواقع يمكن فيها للبحرية الإسرائيلية، أن تلتقط مجموعات من اليهود الإثيوبيين، لتنقلهم. وبالفعل اعتقدت (السودان) أن شركة سويسرية استأجرت المنتجع، مقابل مبلغ 320 ألف دولار أمريكى. وكان مدراء الشركة المموهون تحت غطاء «شخصيات أوروبية»، بجانب مدربى الغوص، ومدربى رياضة ركوب الأمواج، هم: عملاء استخبارات إسرائيليون. «جاد شيمرون»، الذى لعب دورًا رئيسيًا فى إنشاء، وتشغيل منتجع البحر الأحمر الإسرائيلى المموه أوضح ل«هآرتس»، أنه مندهش من اهتمام «هوليوود» بالقصة، قائلًا: «أنا فى قمة سعادتى بإعادة إحياء القصة، وأننى متأكد إلى حد ما، من أن كتابى عن هذه العملية، هو ما ألهم المخرج». يذكر أنه رغم معرفة أجزاء من القصة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية على مر السنين، إلا أن «شيمرون» كان أول من أعطى تفاصيل دقيقة عن العملية فى كتابه، الذى نشره عام 1997، بعنوان: «Mossad Exodus; The Daring Undercover Rescue Of The Lost Jewish Tribe»، أو «خروج الموساد: عملية الإنقاذ السرية الجريئة للقبيلة اليهودية المفقودة». وعلقت الجريدة، بأن مخرج الفيلم، كان قد قابل «شيمرون» قبل ثلاث سنوات من بدء التصوير من أجل مناقشة كتابه رسميًا. ولكنه اختار -فى نهاية المطاف- كتابة تصوره الخاص للأحداث، من خلال قصص المشاركين الآخرين فى العملية، ولكن لم تذكر الجريدة أسماءهم. الفيلم بدأ تصويره فى 22 يونيو الماضى فى دول «جنوب أفريقيا، ونامبيا»، بعدما استقر المخرج –لقرابة عام من البحث- على اختيار نجوم الفيلم الهوليووديين. الفيلم من سيناريو وإخراج «جدعون راف». ويقوم كل من «آرون إل. جيلبرت» من شركة «Bron Studios»، و«آليكسندر مليتشان» من شركة «EMJAG Productions» بإنتاج الفيلم، بجانب «راف». وهو من بطولة كل من: «مايكل هويسمان، كريس ايفانز، آلونا تال، هالى بينيت، جريج كينير، بن كينجسلى، مايكل كيه. ويليامز، وأليساندرو نيفولا». وحسبما نشر موقع «هوليوود ريبورتر»، فإن «إيفانز» سيقوم بدور قائد فريق السيطرة على المنتجع، وسوف يلعب «كينير» دور عميل استخباراتى أمريكى، بينما سيقوم «نيفولا» بدور طبيب، وعضو رئيسى فى الطاقم، وسوف يجسد «كينجسلى» دور دبلوماسى بريطانى. ورغم عدم عرض الفيلم بعد، إلا أنه تصدر قائمة أهم وأفضل الأفلام، التى أعادت تجسيد عمليات الموساد، بموقع «تايمز أوف إسرائيل».. والذى أضاف فيلمًا آخر عن هذه العملية ولكن فى نهاية القائمة، الفيلم من إنتاج فرنسى-إسرائيلى بعنوان «Live and Become»، أو «عش، وأصبِح»، عرض عام 2005 ويدور حول صبى إثيوبى مسيحى، يدعى أنه إثيوبى يهودى بعد أن تستغنى أمه المسيحية عنه لأم يهودية أخرى فقدت ابنها، للهروب من المجاعة فى إثيوبيا إلى أراضى الاحتلال خلال نفس العملية التى يقدمها فيلم «منتجع غوص البحر الأحمر».الفيلم سيناريو وإخراج «رادو ميهايلانو»،. وبطولة: «موشيه أجازاى وموشيه أبيبى». فيلم «The Angel»، أو «الملاك»، الذى يعد أحدث عملية إنتاج أمريكية لرواية إسرائيلية، والذى كان يتناول قصة مزيفة عن تعاون السياسى ورجل الأعمال الراحل «أشرف مروان» مع الموساد الإسرائيلى. وقد بنى الفيلم على كتاب للمؤلف الإسرائيلى «أورى بار يوسف»، بعنوان «الملاك: الجاسوس المصرى الذى أنقذ إسرائيل».. الفيلم لم يلق أى نجاح على المستويين الجماهيرى أو النقدى، نظرًا لركاكة المحتوى، والسيناريو، والأحداث. يأتى فيلم «Operation Finale»، أو «العملية الأخيرة»، فى المركز الثالث، وقد عرض الفيلم هذا العام أيضا. ويتناول قيام مجموعة من ضباط المخابرات الإسرائيلية فى عام 1960 بعملية انتقامية تم فيها خطف وتهريب ضابط ألمانى يدعى «أدولف إيخمان»، كان من المعاونين ل«هتلر» فى القبض على وترحيل اليهود لمعسكرات التعذيب النازية، ووفقا للرواية الإسرائيلية فقد تسبب «إيخمان» فى هلاك 440 ألف يهودى، وبعد هزيمة «هتلر» تمكن من الهرب والعيش فى الأرجنتين تحت اسم مستعار وبشخصية جديدة، ولكن ضباط الموساد تمكنوا من العثور والقبض عليه ليرحلوه إلى إسرائيل ليشنق ويحرق ويلقون برماد جثته فى البحر المتوسط.. استندت قصة الفيلم إلى عدة مصادر منها: مذكرات الضابط الإسرائيلى «بيتر مالكين»، والتى كانت باسم «إيخمان فى يدى».. لم يلق هذا الفيلم كذلك أى نجاح، والسبب كما أوضحه بعض النقاد، يعود إلى إقحام بعض المشاهد من أجل الحبكة الدرامية، مما جعل الفيلم يبدو غير دقيق !! قصة «إيخمان» قدمت أيضا فى الفيلم الأمريكى «The Debt»، الذى عرض عام 2010. والذى كان إعادة لفيلم إسرائيلى، اسمه «ها حوف»، عرض عام 2007..الفيلم الأمريكى كان من إخراج «جون مادن» وبطولة: «هيلين ميرين، وجيسيكا تشاستين»..أما الإسرائيلى، فمن إخراج «عساف بيرنشتاين». لم يتمكن الموقع من تجاهل واحد من الأفلام المكروهة فى إسرائيل، وإن كان نجاحه العالمى وضخامة إنتاجه جعلاه علامة هامة لا يمكن تجاهلها. فيلم «Munich»، أو «ميونخ» الذى عرض عام 2005، ويحكى قصة «عملية غضب الله» الإسرائيلية، التى أمرت بها رئيسة الوزراء الإسرائيلية -حينها- «جولدا مائير» للانتقام من جماعة «أيلول الأسود». وتم فيها اغتيال 11 فلسطينيًا، ردًا على «مذبحة ميونخ»، التى قتل فيها عدد مماثل من أعضاء الفريق الأوليمبى الإسرائيلى فى مباريات صيف 1972 على يد جهاديين فلسطينيين.. سر كراهية إسرائيل لهذا الفيلم هو أن مخرجه اليهودى «ستيفن سبيلبرج» لم يتخذ موقفا مناصرا لإسرائيل وأدان فى مضمون الفيلم فكرة العنف المتبادل من كلا الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى. إيرادات هذا الفيلم بلغت حوالى 130 مليون دولار، وقد رشح لخمس جوائز أوسكار. وهو من إخراج «ستيفن سبيلبرج» وبطولة: «إريك بانا، دانيال كريج، كيران هايندز، جيوفرى راش».