تعاني بحيرة قارون في الفيوم منذ أكثر من 30 عامًا من شدة الملوحة والتى حوّلتها لما يشبه البحر الميت بسبب الصرف الصحى والصناعى الذى يصب في البحيرة، وهو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى توجيه أجهزة الدولة لضرورة الاهتمام بها وإعادة تطويرها. فالبحيرة التى تقع على مساحة 55 ألف فدان، يرد إليها 75 مليون متر مكعب من المياه، يمثل مصرف البطس منها 42 مليون م3 بمعدل صرف يومي يقدر 1,66 مليون متر مكعب يوميًا. يقول اللواء عبدالقادر النورى سكرتير عام محافظة الفيوم، إنه جرى تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الحزام الآمن للبحيرة بطول 5 كم بتكلفة 30 مليون جنيه، إضافة ل19 مليون لأعمال التكريك، لمنع دخول جميع أنواع الملوثات والترسيبات الواردة إليها وبالتالي تصل مياه الصرف إلى البحيرة من دون ترسيبات. ويشمل الحزام الآمن حوض التهدئة بالاتجاه المقابل لمصرف البطس لاستقبال الملوثات قبل دخولها البحيرة، إنشاء قناتين داخل البحيرة بطول 5 كم وبعرض 24 مترًا وبعمق 3,5 متر مزودة بفلاتر ميكانيكية وزلطية لحجز جميع الرواسب والملوثات العائمة وتنقية المياه المغذية للبحيرة تتخلل هذه القنوات بوابات فرعية تسمح بخروج المياه بعد تنقيتها إلى البحيرة، ويهدف المشروع إلى حماية البحيرة من الملوثات الناتجة عن أعمال الصرف، وتحسين جودة وخصائص المياه وتنمية البحيرة وزيادة انتاجيتها من الثروة السمكية. اللواء عصام سعد إبراهيم محافظ الفيوم، أوضح أنه تم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية للحزام الآمن على مصرف البطس بطول 3 كيلو مترات على مصرف البطس بالساحل الشمالي للبحيرة من أجل ترسيب المواد العالقة والملوثات لتطوير وتنمية بحيرة قارون، بتكلفة 8 ملايين جنيه، وتشمل أعمال التطوير بالمرحلة الثانية للحزام الآمن إنشاء منطقة خفض مناسيب وهدارات ومصاطب وفلاتر زلطية. وأضاف: جرى استقدام كراكتين عملاقتين لأعمال التكريك بالبحيرة لرفع المخلفات العضوية وطبقة الحمأة من قاع البحيرة وتعميق مجرى الحزام الآمن بمعدل تكريك يصل إلى 40 مليون م3 طمي من قاع البحيرة، حيث تقوم الكراكات بشفط المياه الملوثة والمحملة بالمواد العضوية وضخها بخطوط الطرد العائمة إلى أحواض الترسيب ثم إعادة المياه غير الملوثة للبحيرة، وشق قنوات لإزالة انحسار المياه بالبحيرة لربط حضانة لتفريخ الذريعة بمنطقة أبو شنب، تطهير نهاية مصرف داير البركة لزيادة تدفق المياه المغذية للبحيرة والحد من درجة الملوحة، وإقامة جسر عند نهاية مصب المصرف للاستفادة من المياه الواردة للبحيرة، وإقامة جسر أخر عند منطقة سرور والصعايدة. وأشار محافظ الفيوم إلى أن يجرى حاليا تنفيذ مشروع الصرف الصحي العملاق ل88 قرية متاخمة لبحيرة قارون، تم توقيع اتفاقية لتمويل مشروعات معالجة الصرف الصحى بالفيوم ب 186 مليون يورو، ويهدف المشروع لتوصيل الصرف الصحى لنحو مليون مواطن من سكان الفيوم، ومعالجة التلوث فى بحيرة قارون التى تعد ثالث أكبر بحيرة فى مصر، من خلال بناء وإعادة تأهيل محطات معالجة الصرف الصحى الجديدة والحالية، وإمدادها بأعمال المواسير وتركيب محطات الضخ وشراء شاحنات التفريغ لخدمة المناطق النائية التى لا تتوافر لديها هذه الخدمات. وقال أنه يجرى حاليا استكمال مراحل استكمال للحزام الآمن، بداية من مصرف البطس في اتجاه الجزء البحري من المرحلة الأولى بطول حوالي 15 كم وبعمق 3,75 متر طولي، إضافة للاتجاه القبلي من المرحلة نفسها بطول 15,343كم وبعمق الاتجاه البحري، إضافة لتنفيذ 7 أحواض ترسيب في كل جزء من أجزاء المرحلة بإجمالي 14 حوض ترسيب. وألمح أنه جرى إطلاق 5 ملايين ذريعة جمبري بالبحيرة مع إلزام الصيادين باستخدام شبك صيد موافق للمواصفات ومجازاة المخالفين قانونًا، وتحرير المحاضر اللازمة للمخالفين لشروط الصيد، وسيتم مضاعفة إطلاق الذريعة بالمرحلة القادمة لتصل إلى 10 ملايين ذريعة. النائب منجود الهوارى عضو مجلس النواب عن دائرة سنورس، أكد أن أعمال تطهير وتنمية بحيرة قارون مستمرة للوصول بالبحيرة إلى سابق عهدها، موضحًا أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى للحزام ا لآمن بطول 4 كم وبتكلفة بلغت 13 مليون جنيه، كما تم البدء بالمرحلة الثانية للحزام الآمن بشمال البحيرة على مصرف البطس بطول 3 كم وبتكلفة 8 ملايين جنيه، مضيفاً أن جودة مياه البحيرة بدأت فى التحسن تدريجيًا بعد عمل الحزام الآمن وأحواض الترسيب والتهدئة والفلاتر.
